الثقافة المصرية: دروس في مواجهة الإرهاب

11 ابريل 2017
صديق واصل/ السعودية
+ الخط -
مع وقوع كلّ عملية تفجير أو اعتداء، تسارع المؤسّسة الثقافية الرسمية إلى الإدانة والاستنكار وتبدأ ببثّ تصريحاتها حول دور الثقافة في التنمية ومواجهة الإرهاب، وعن رؤى مستقبلية لنشر "التنوير" في جميع المدن والقرى المصرية.

تكرّر الأمر ذاته عند تفجير كنيستي مار جرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية قبل أيام، في حملة مبرمجة تدعو المثقّفين إلى التنقّل بين "المحافظات والنجوع لتقديم الفنون والمعارف إلى عامّة الشعب وذلك لتغيير نظرة المواطن العادي إلى المثقف المتعالي".

وزير الثقافة حلمي النمنم أعاد بدوره التأكيد على أن "مصر تسير في اتجاه التنمية الحقيقية، ونحو القضاء التامّ على الجماعات الإرهابية الغاشمة"، من دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى خطّته للثقافة حتى عام 2030، والتي أطلقها منذ حوالي الشهرين ولم تتضمّن سوى شعارات بلا برامج أو مشاريع واضحة.

وقبل ذلك بأشهر قدّم قطاع الإنتاج الثقافي التابع للوزارة عن مبادرة "مصر المواجهة" التي تهدف إلى مكافحة التطرّف، وباسثتناء الندوة والفيلم اللذين عُرضا يوم الإعلان عنها، لم يُنتج القائمون عليها شيئاً يُذكر.

لا تعكس هذه الحراكات غير محاولات بائسة لامتصاص الغضب الشعبي، بكلمات وخطابات تُحفظ في الأدراج لغايات استعمالها في المناسبة التالية، وهي في جميعها لا ترى في قمع السلطة وتهميشها فئات كثيرة اقتصادياً واجتماعياً أسباباً وجيهة لتصاعد التيارات المتشدّدة، وكذلك في فسادها المنتشر في جميع القطاعات، ومنها المؤسسة الثقافية التي اتهم أكثر من مسؤول فيها بالاعتداء على الأموال العامة.

غاية الثقافة في مصر الآن تقتصر على التبرير لحالة الطوارئ التي أعلنها "الرئيس" عقب التفجيرات الأخيرة، والإصرار أن كلّ هذه القيود في معركة طويلة الأمد ضد الإرهابيين تصبّ في مصلحة الإبداع والمبدعين.

 
المساهمون