كرّمت السلطات التونسية الشاب وسيم الذوادي، إثر اختياره من بين الشبان العشرة "الأكثر تميزاً" حول العالم من قبل "الغرفة الفتية الدولية" (JCI)، لتميّزه بابتكاره العلمي وتمكّنه من حلّ لغز فيزيائي حيّر العلماء لما يقارب القرن.
وعبّر الذوادي، في حديث لـ "العربي الجديد"، اليوم السبت، عن أمله في "أن يكون فاعلاً ومؤثراً في مجتمعه، وأن يقدّم أفضل ما يستطيع لبلده تونس ولشبابها".
وبطموح كبير وبثقة عالية، تحدّث الذوادي (29 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، عن تميّزه الدراسي وابتكاره العلمي، ونجاحه رغم الصعوبات في المهجر، قبل أن يعود إلى تونس محملاً بالتكريمات والنجاحات.
وأكّد رغبته في مواصلة البحث العلمي والأكاديمي لمواصلة التعمّق في الأبحاث ذات العلاقة بمجالات اختصاصه.
وقال الذوادي إنه "بالعلم والعمل والجد والصبر يمكن تحقيق المستحيل"، مشدداً على أنه "بالأمل والطموح يكمن النجاح".
وعبرّ عن سعادته باختياره في المسابقة العالمية، التي نظّمتها الغرفة الفتية الدولية، من بين الشبان العشرة "الأكثر تميزاً" حول العالم. وشدّد على أنه لم يكن يتوقع هذا الكمّ من التصويت، الذي جاوز الثلاثين ألفاً، بحسب الذوادي.
وأكّد الذوادي أنه " لشرف كبير أن أمثّل تونس في المحافل الدولية وأن أرفع رايتها عالياً".
وكرّم الرئيس التونسي قيس سعيد الشاب الذوادي في قصر الرئاسة بقرطاج، كما قام وزير التعليم محمد الحامدي بدوره بتكريمه نظراً لتميزه.
وقالت رئاسة الجمهورية إنّ تكريم الذوادي هو في إطار "دعم الكفاءات التونسية في مختلف المجالات، وتشجيعاً للشباب التونسي على مزيد البذل وتحصيل المعارف".
ونوّه الرئيس التونسي، بحسب بلاغ صادر عن الرئاسة، "بتميّز الشباب التونسي على المستوى العالمي، حين تتوفر الظروف الملائمة". وأشار إلى "قدرة النظام التعليمي على إفراز كفاءات عليا"، مذكراً في الآن نفسه "بوجوب إصلاحه لتطوير نتائجه أكثر".
وأكّد سعيد "وجود العديد من الكفاءات التونسية بالخارج، راجياً أن تكون هذه القدرات في خدمة تونس وأن تمثّلها أحسن تمثيل في المحافل الدولية".
وتمكّن الذوادي، وهو خريج جامعة العلوم وتقنيات المهندس في لوزان بسويسرا، من حلّ إشكال فيزيائي ظلّ لغزاً بالنسبة للعلماء على امتداد قرن من الزمن.
وأشار موقع الجامعة إلى "أنّ الذوادي التحق بمختبر (ميكانيك الواجهات المرنة)"، الذي يديره الأستاذ جون كولنسكي في الجامعة، و"توصّل من خلال بحثه إلى فكّ لغز فيزيائي ظل عصياً على الحل طيلة 100 عام، وأبحاثه مكّنت من دحض بعض النظريات الحديثة وأكدت أهميتها في دراسة ظواهر السوائل على مقياس النانومتر في النظم البيولوجية على وجه الخصوص".
ويتعلّق الأمر بفقاعة الغاز التي تلتصق بجدار داخلي لأنبوب عمودي، حيث تمكن الباحث من قياس وجود فيلم سائل رفيع للغاية بين الفقاعة وحافة الأنبوب، كما كشفت أبحاثه أنّ حجم الفقاعة ليس ثابتاً بل يتطوّر، لكن ببطء شديد، وبطريقة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة.
وذكّرت صفحة سفارة سويسرا بتونس، في منشور سابق على حسابها على "فيسبوك"، بأنّها "تفتخر بالطالب التونسي لحصوله على جائزة أفضل معدل في جميع الاختصاصات، عند إحرازه دبلوم الهندسة الميكانيكية من الجامعة السويسرية".