وأعلن نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة، ووزير الدولة للشؤون القانونية مبارك أبو يامين، فجر الأحد، الاتفاق بشكل نهائي مع نقابة المعلمين، ووقف إضراب المعلمين الذي دام 4 أسابيع، وعودة التدريس اليوم (الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول).
ووصف أبو يامين الاتفاق بـ"الانتصار العظيم للأردن"، مضيفاً أنّ الدولة "كانت مصرّة على دخول المعلم إلى صفّه وطلابه مرفوع الرأس".
بدوره، وصف النواصرة الاتفاق بـ"التاريخي" بين نقابة المعلمين والحكومة، مشيراً إلى حصول المعلمين على مطالبهم بالعلاوة والاعتذار من قبل الحكومة.
وأوضح أنّ المعلم حصل على ما أراده من علاوات، بدأت بعلاوة 35% للرتبة الأولى، 40% للرتبة الثانية، 50% للرتبة الثالثة، 65% للرتبة الرابعة، واستحدثت رتبة جديدة للمعلم القائد بقيمة 75%، مشيراً إلى أن العلاوة سيبدأ تنفيذها اعتباراً من مطلع العام المقبل 2020.
وقال النواصرة "سنتفق مع وزير التربية والتعليم على خطة لتعويض الطلبة عن كلّ ما فاتهم، كلّ حصّة وكلّ يوم".
إلى ذلك، باركت نقابة المعلمين الأردنيين، في منشور لها على "فيسبوك"، ما وصفته بـ"النصر"، حيث كتبت: "مبارك لنا هذا النصر يا بناة الأجيال".
Facebook Post |
بدوره قال الناطق باسم نقابة المعلمين الأردنيين نور الدين نديم إنّ "الوطن انتصر ولا يوجد خاسر في هذا الاتفاق".
عودة المعلم "مرفوع الرأس"
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء عمر الرزاز في رسالة له، حرص الحكومة على عودة المعلم "مرفوع الرأس إلى محرابه".
وجاء في رسالة الرزاز حسب صفحة الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء على "تويتر"، "نحن حريصون على عودة المعلم إلى محرابه، غرفة الصف مرفوع الرأس حاملا رسالته، رسالة النور والتي طال انتظار أبنائكم لها لتحقيق الفريضة الواجبة علينا جميعا تجاه الجيل ونحن واثقون من التزامكم بها وحرصكم عليها".
Twitter Post
|
وتأتي العودة إلى المدارس بعدما اعتذر رئيس الوزراء، السبت، للمعلمين في يومهم العالمي عن "أي حدث انتقص من كرامتهم" خلال الفترة الماضية، واتفاق على علاوة مرضية للطرفين.
والمعلّمون في الأردن الذين يصل عددهم إلى 120 ألف معلم يصنَّفون من أبناء الطبقة الفقيرة، لا سيّما أنّ متوسط حجم الأسرة في الأردن يقدر بخمسة أفراد، ما يعني أنها تقف عند خط الفقر إذا كان دخلها الشهري 700 دولار، وهو معدّل رواتب المعلّمين في المدارس الحكومية.
وبالرغم من المبادرات العديدة من قبل جهات عدة، سواء النيابية والشعبية وغيرها، في محاولة من أجل إعادة دوران عجلة التعليم في المدارس الحكومية في الأردن إلى مسارها، إلا أنّ العملية احتاجت شهراً كاملاً تقريباً للوصول إلى نقطة التقاء تعيد الروح إلى المدارس الحكومية الأردنية.
وكان الناطق باسم نقابة المعلمين الأردنيين، نور الدين نديم، قد رحّب، السبت، برسالة رئيس الوزراء، مؤكداً أنها تتضمن "اعتذاراً واضحاً وصريحاً"، مثمناً خطوة الحكومة.
وأكّد نديم إمكانية إزاحة العام الدراسي وإعادة تقويمه، عقب شهر من الإضراب الذي نفذته النقابة، "فمثلاً بدلاً من أن يبدأ في 1/ 9/ 2019، سيبدأ من الموعد الجديد ويستمر لمدة 195 يوماً وفقاً لقانون التربية والتعليم"، كما قال.
وحول امتحانات الثانوية العامة، قال نديم "الكل سيلتزم بالموعد الذي تحدده الوزارة أو القرار الذي ترتئيه الوزارة، فهنالك امتحان للمتأخرين وللمستكملين وهو أمر موجود"، مضيفاً أنّ "قدراتنا وإمكاناتنا موجودة والمعلم جاهز للتبرع والتطوع فهدفنا ليس المادة، فنحن مستعدون لأي أمر ونحن كوادر في وزارة التربية والتعليم ومستعدون لما تراه الوزارة مناسباً في هذا الأمر".
وقدّم الرزاز اعتذاراً للمعلمين في يومهم الذي صادف السبت، وقال في رسالة وجّهها إليهم عبر صفحته على "فيسبوك"، إنّ "كرامة المعلّم من كرامتنا، وهيبته من هيبتنا ولا نقبل الإساءة للمعلّم والتقليل من احترامه بأي شكل من الأشكال".
وأضاف "تأسف الحكومة لأي حدث انتقص من كرامة المعلمين، وتلتزم باستكمال التحقيق والأخذ بنتائجه وننتظر نتائج تقرير التحقق من المركز الوطني لحقوق الإنسان لاتخاذ الإجراءات المناسبة".
وأضاف "تمسكون الطبشورة بيد والجمر بيد أخرى، صابرين على أوضاع معيشية صعبة وبيئة صفيّة بعيدة عن الطموح، تطمحون إلى غدٍ أفضل، وهذا طموح مشروع، بل واجب. وإيصال صوتكم واجب، والتحاور حول سبل تحقيق الآمال واجب. وواجب وزارة التربية والتعليم والحكومة الانخراط بهذا الحوار والتوصّل إلى ما هو في مصلحة المعلم ومصلحة الطالب ومصلحة الوطن".
وقال "نحن حريصون على عودة المعلم إلى محرابه، غرفة الصف، مرفوع الرأس، حاملاً رسالته، رسالة النور، والتي طال انتظار أبنائكم لها لتحقيق الفريضة الواجبة علينا جميعاً تجاه الجيل، ونحن واثقون من التزامكم بها وحرصكم عليها".
وأعلنت نقابة المعلمين الأردنيين، في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، إضراباً مفتوحاً عن العمل في المدارس الحكومية، للمطالبة بزيادة رواتبهم بنسبة 50%.
ويصل عدد الطلاب في المدارس الحكومية بالأردن إلى نحو مليون ونصف المليون تلميذ في 3870 مدرسة، في حين يصل عدد المعلمين إلى نحو 120 ألفاً.