التوتر مع أميركا يدفع الليرة التركية للتراجع رغم الفائض

16 ديسمبر 2019
فائض في الميزانية خلال نوفمبر (فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت الليرة التركية أمام الدولار الأميركي خلال تعاملات أمس، الإثنين، بفعل بواعث القلق حيال العلاقات مع الولايات المتحدة، وذلك رغم تحسن المؤشرات الاقتصادية، التي انعكست على تحقيق فائض في الميزانية وزيادة التوظيف.

وانخفضت الليرة بنسبة 0.6 في المائة، لتصل إلى نحو 5.84 مقابل الدولار، مقابل 5.81 للدولار في نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي.

وفقدت العملة التركية أكثر من 9 بالمئة هذا العام، لأسباب في مقدمتها المخاوف من تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وفق وكالة رويترز، نظراً للخلافات بشأن سورية وشراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.

كانت لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي قد أيدت مشروع قانون الأسبوع الماضي يدعو إلى فرض عقوبات على أنقرة لشرائها النظام الصاروخي وعمليتها العسكرية في سورية.

ويوم الأحد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا قد تدرس إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية رداً على العقوبات الأميركية المحتملة.

مؤشرات اقتصادية إيجابية

ويأتي تراجع الليرة فيما أظهرت بيانات رسمية تركية، اليوم، عددا من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.


ووفقا لبيانات وزارة المالية التركية، اليوم، فقد تم تحقيق فائض في الميزانية بلغ 7.8 مليارات ليرة (1.37 مليار دولار)، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مقارنة مع عجز 14.9 مليار ليرة في أكتوبر/ تشرين الأول.

وسجلت ميزانية نوفمبر/ تشرين الثاني فائضا أوليا، يستثني مدفوعات الفائدة، قدره 15.2 مليار ليرة، حسبما ذكرت الوزارة. وفي الأحد عشر شهرا حتى نوفمبر تشرين الثاني، بلغ العجز 92.9 مليار ليرة.

كما أظهرت بيانات من معهد الإحصاءات تراجع معدل البطالة إلى 13.8 بالمائة في الفترة من أغسطس/ آب إلى أكتوبر/ تشرين الأول، مقارنة مع 14 بالمائة في يوليو/ تموز.

الشروع بقناة إسطنبول

وفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأحد، إن تركيا على وشك البدء في مشروع قناة إسطنبول الذي يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود.

وأوضح أن تنفيذ المشروع سيستغرق ما بين 6 و7 سنوات، قائلا: "المشروع مزعج للبعض بشكل جدي".

وأردف أردوغان أن "القناة ستكون صديقة للبيئة، وأيضا تحت سيطرة تركيا. إن تسنّى تنفيذ المشروع وفق نظام التشييد والتشغيل ونقل ملكية القناة كان به، وإن لم يتسن سننجزها من ميزانية الدولة".

وذكر أن التحضيرات لبدء المشروع في مراحلها الأخيرة، وأنه سيتم طرح مناقصة المشروع بعد الانتهاء من التحضيرات على الفور.

ومشروع "قناة إسطنبول"، الذي يتوقع أن يعزز مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كم، بموازاة مضيق البوسفور، وتهدف الحكومة التركية من خلال المشروع إلى تخفيف حركة السفن عبر البوسفور، وفتح فرص استثمارية جديدة على ضفتي القناة.

مركز ملاحي

من جهته، قال وزير المواصلات والبنية التحتية التركي، جاهد طورهان، إن "نقاط طيران الخطوط الجوية التي أنشأناها بهدف التحليق في كافة أنحاء العالم، تعتبر واحدة من أهم المعايير التي تنقل بلدنا إلى قمة قوائم الطيران".

وأكد في حوار لوكالة "الأناضول"، اليوم الإثنين، أن "مطار إسطنبول، والمطارات الإقليمية التي سيتم افتتاحها، ستجعل من إسطنبول نقطة لرحلات الترانزيت من مختلف أنحاء العالم"، مضيفا: "ولعل تقديم مطار إسطنبول لخدمة قطاع الطيران العالمي باعتباره جسرا يربط قارات العالم ببعضها البعض، مؤشر بالغ الأهمية على الرؤية المستقبلية لتركيا".

وأشار الوزير إلى أنه "من المنتظر أن تساهم تركيا بحلول العام 2035 بنحو ألفي رحلة يوميًا في حركة الملاحة الجوية الأوروبية، وهو ما سيجعلها مركزًا للملاحة الجوية على مستوى العالم".

وتشير توقعات المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكنترول)، إلى أن تركيا بحلول 2035 ستصبح الدولة الأكثر إضافة للرحلات الجوية اليومية في حركة الملاحة الأوروبية.

المساهمون