التشنج سيد الموقف في كتالونيا.. الطرفان يسيران في خطين لا يلتقيان

برشلونة
5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
08 أكتوبر 2017
3F98E9B7-B55B-409E-ACEA-7BBA06014719
+ الخط -

 

اتهم بعض الكتالونيين الداعين للاستقلال، اليوم الأحد، الأحزاب السياسية بحشد جمهورها من خارج برشلونة للتظاهر ضد الانفصال عن إسبانيا، وذلك بعدما تقاطر الآلاف من الإسبان نحو الإقليم للتظاهر ضد دعوات الانفصال رافعين العلم الإسباني.

ويبدو أن دعوات التظاهر في برشلونة قد وصل صداها إلى من يُطلق عليهم "الصامتون"، ممن رفعوا يافطات تقول "أفتخر أني كتالوني وإسباني"، في حين رفع الآلاف علم إسبانيا إلى جانب علم الإقليم المثير هذه الأيام للكثير من القلق في المجتمع الإسباني عموما.

ويدعي بعض القادمين من مناطق شتى في كتالونيا بأنهم لم يروا سابقا انتشار العلم الإسباني بهذه الكثافة التي انتشر فيها اليوم الأحد، وخصوصا في برشلونة. وما يثير الانتباه بالنسبة للمقيمين في برشلونة ليس فقط حجم انتشار العلم بل هتافات الجمهور "تحيا إسبانيا".

ولوحظ أيضا أن الكتالونيين المعارضين للانفصال عن إسبانيا باتوا يعبرون عن غضب مكتوم من دعوات الاستقلال، وذهب بعضهم إلى الدعوة لاستقالة رئيس حكومة إقليم كتالونيا، كارليس بيغديمونت، الذي يتهمونه بـ"تأجيج الخلافات بين الشعب الإسباني"، بحسب ما يذهب إليه الساسة المتحفظون على تنامي الدعوات للاستقلال.

وتأتي هذه التحركات في معظم المناطق الإسبانية في أعقاب الاستفتاء الشعبي الذي قامت به حكومة كتالونيا الأسبوع الماضي بمشاركة حوالي 42 في المائة من السكان وتصويت 90 في المائة لمصلحة الانفصال. ويأخذ المعارضون لسياسة بيغديمونت الانفصالية تكراره لتحدي مدريد والضرب بقرار المحكمة الدستورية حول "عدم شرعية الاستفتاء" عرض الحائط. ويعبر هؤلاء عن خشيتهم من أن يذهب ساسة الاستقلال نحو ما هددوا به بشكل مبطن بـ"إعلان استقلال من جانب واحد"، مع ما يمكن أن يجر ذلك من تداعيات على إسبانيا.

من جانبه، ما يزال رئيس وزراء إسبانيا، ماريانو راخوي، على موقفه الرافض للاعتراف بأية شرعية لدعوات الانفصال، محذرا في الوقت نفسه من الاستخفاف بغضب الناس. ووفقا لما نقلت اليوم عن راخوي صحيفة "إل باييس" فإن الرجل يحذر بشكل قاطع من مضي ساسة الإقليم نحو ما يسمى "إعلان الاستقلال"، معتبرا أن منع إسبانيا استقلال الإقليم هي "معركة أوروبا".

من ناحيتهم، يرفض مؤيدو الاستقلال اعتبار ما جرى اليوم في كتالونيا، بالإشارة إلى تظاهر الآلاف بالعلم الإسباني والطلب ببقاء الإقليم متحدا مع إسبانيا، هزيمة أو تراجعا لهم. ويشير الناشط إليخاندرو راميز لـ"العربي الجديد" من برشلونة إلى أن "الخوف من التصادم مع مدريد، بأكثر مما حدث أثناء وبعد الاستفتاء، دفع بعضهم إلى الخروج تعبيرا عن مخاوفهم، لكن مبالغة كبيرة حين يقال مئات الآلاف خرجوا. نحن نعترف بأن الآلاف لديهم مخاوفهم، لكن ذلك لن يمنع أن نمضي في طلب الاستقلال بأية طريقة، وليس بالضرورة أن يكون ذلك يوم الثلاثاء القادم". وهو يشير إلى اليوم الذي حذر منه راخوي الحركة الانفصالية من المضي فيه في اجتماع برلماني يوم الثلاثاء القادم بدعوة من بيغديمونت.

تحذيرات راخوي التي نقلتها اليوم وسائل الإعلام الإسبانية، نقلا عن "إل باييس" لم تضف هدوءاً على تشنج المشهد وتوتر الشارع. فالرجل ذهب إلى تهديد مبطن حين قال إنه لا يستبعد شيئا.

ويشير راخوي إلى إمكانية "تعليق الحكم الذاتي في كتالونيا" إذا ما مضى قادة الإقليم الكتالوني في تهديدهم بإعلان الاستقلال، محذرا في الوقت نفسه بأنه "مضطر لاتخاذ كل الخطوات الدستورية في الوقت المناسب. أنا أحبذ أن أرى سحبا للتهديد بإعلان الاستقلال بأسرع وقت ممكن".

منظمو تظاهرة اليوم في كتالونيا يأملون بأن تكون "قد أوصلت رسالتها إلى دعاة الاستقلال". وتبدو تلك الرسالة متوافقة مع تغريدة لرئيس الوزراء الإسباني راخوي في إشارته إلى الأمل في "العودة إلى التعقل للدفاع عن الديمقراطية والدستور والحرية، لنحافظ على الوحدة الإسبانية، أنتم لستم وحدكم"، والتعبير الأخير هو رسالة لمعارضي الانفصال.

وبغض النظر عن تقييم ما يجري الآن، فإن التوتر الذي يأمل الإسبان أن يخفّ خلال الأيام القادمة يراه آخرون ذاهبا نحو احتقان آخر بدءا من يوم الثلاثاء، إذا مضى برلمان كتالونيا في مناقشة إعلان الاستقلال.

ذات صلة

الصورة
يولندا دياز خلال مؤتمر صحفي في مدريد، 24/4/2023 (كارلوس لوخان/ Getty)

سياسة

قالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز إن "فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر"، في تصريح أدانته إسرائيل، بعد تحرك إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
الصورة

مجتمع

أبدت جامعات إسبانيا، الخميس، استعدادها لتعليق تعاونها مع أي مؤسسة تعليمية إسرائيلية لا تعرب عن "التزام واضح بالسلام"، مع احتدام الحرب على غزة.
الصورة

سياسة

ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (آر تي إي)، أن أيرلندا وإسبانيا ودول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي تدرس الاعتراف بدولة فلسطين في 21 مايو الجاري.
الصورة

مجتمع

من يكون خوسيه أندريس، الطاهي الذي يقف وراء وصول أول سفينة مساعدات محملة بالمواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة المجاعة..
المساهمون