تهاوت مؤشرات البورصة المصرية بنحو جماعي في ختام تداولات جلسة اليوم الأحد، وخسر رأسمالها السوقي للأسهم المقيدة نحو 16.3 مليار جنيه (1.8 مليار دولار)، على خلفية قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأغلق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 على تراجع قياسي بلغ نحو 5.5% إلى مستوى 6851 نقطة في نهاية تعاملات اليوم، متأثرا بقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي أصاب الأسواق الدولية بصدمة يوم الجمعة الماضي، وتخلص مستثمرون مصريون من الأسهم التي بحوزتهم.
كما تراجع مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة 2.76%، وكذلك مؤشر EGX100 الأوسع نطاقا 3.27%.
واتجهت تعاملات المصريين والعرب للبيع بصافي 25.3 مليون جنيه و966.4 ألف جنيه على الترتيب، فيما اتجهت تعاملات الأجانب للشراء بصافي 26.3 مليون جنيه.
على صعيد فئات المستثمرين، اتجهت تعاملات المؤسسات للبيع باستثناء الأجانب بصافٍ شرائي 24.7 مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات الأفراد للشراء.
وأوقفت إدارة البورصة المصرية التداول على 95 سهما لمدة نصف ساعة بعد تراجعها بأكثر من 5%.
وخسر رأس المال السوقي بنحو 16.3 مليار جنيه (1.8 مليار دولار) ليغلق عند مستوى 376.36 مليار جنيه، مقابل 392.66 مليار جنيه إغلاق الجلسة السابقة.
وحاول رئيس البورصة المصرية، اليوم الأحد، تهدئة مخاوف المستثمرين، إذ أكد في بيان أن 73% من الشركات المقيدة تتداول عند مضاعف ربحية يقل عن 10 مرات و7% من الشركات تتداول عند مضاعف ربحية يتراوح من 10 - 15 مرة.
وأضاف عمران، في البيان، أن أكثر من ثلث الشركات التي قامت بتوزيعات تتجاوز قيمة العائد على الكوبون بها حاجز 10%.
وقال أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء في شركة عكاظ للأوراق المالية، إن هبوط اليوم كان متوقعا نتيجة حالة الفزع التي خلفها قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وأشار زكريا إلى أن تعاملات الأجانب كانت في اتجاه الشراء، وذلك رغبة منهم في اقتناص فرصة انخفاض أسعار الأسهم لمستويات أقل كثيرا من قيمتها الحقيقة.
وأضاف أن "الأجانب عندهم نظرة مستقبلية للسوق بخلاف المتعاملين المصريين الذين يصابون بالفزع بسهولة، الأسعار متدنية جدا وجاذبة للشراء، ولذلك رأينا تحولاً طفيفاً نحو الشراء في نهاية الجلسة".
وقال محمد النجار، رئيس قسم التحليل الفني في شركة المروة للسمسرة، إن نزول البورصة اليوم يتماشى مع الانخفاضات الكبيرة التي شهدتها الأسواق العالمية يوم الجمعة الماضي.
وهوت الأسهم الأوروبية بصورة حادة في تعاملات أول من أمس الجمعة، وخسرت حوالي 650 مليار يورو (726 مليار دولار) من قيمتها السوقية بحسب وكالة رويترز.
ونزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 6.6%.
كما هبط مؤشر ستوكس يوروب 600 الأوسع نطاقا بنسبة 7% إلى 321.9 نقطة، مسجلاً أكبر خسارة في يوم واحد منذ 2008.
وتراجعت أيضا الأسهم الأميركية بشدة واتجه المستثمرون إلى الأصول التي تمثل ملاذا آمنا مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية في الوقت الذي عزفوا فيه عن شراء الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والبترول.
كما شهدت الأسواق الخليجية تراجعات قوية خلال تعاملات اليوم الأحد.
وقال النجار إن البورصة المصرية كانت تعاني حالة ضعف خلال الفترة الماضية وهو ما جعلها مهيأة للنزول بشكل سريع مع ظهور سبب قوي للتراجع.
وكانت البورصة المصرية قد أغلقت على تراجعات قوية في الجلستين الماضيتين، بعد فشل صفقة استحواذ شركة بلتون المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس على شركة سي أي كابيتال التابعة للبنك التجاري الدولي، وقرار البنك المركزي المصري رفع أسعار الفائدة 1% لاحتواء ارتفاع التضخم الذي قارب 13% بنهاية شهر مايو/ أيار الماضي، والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي مع وجود احتمال لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.