كشف مصدر سوري ميداني مطلع، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن توقف القصف الجوي على محافظة الرقة، بعد مغادرة أمير تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي، لها. ويأتي ذلك بينما اتجه عشرات المقاتلين من التنظيم باتجاه مدينة الطبقة، وسط ترجيحات بمواصلة استعداده للسيطرة على مطارها العسكري.
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "سبب عودة الهدوء إلى مدينتي الرقة والطبقة، مغادرة البغدادي محافظة الرقة". وأشار إلى أنه "اتجه إما إلى الحسكة أو إلى العراق".
وشهدت مدينتا الرقة والطبقة، اليوم الثلاثاء، هدوءاً تاماً، بعد يومين داميين، تعرضتا خلاله إلى أكثر من 50 غارة جوية من قبل القوات النظامية السورية، في أعنف هجوم منذ سيطرة "داعش" على المدينة.
وأسفرت الغارات عن مقتل نحو 15 مدنياً، و32 مقاتلاً من "داعش"، إضافة إلى إصابة العشرات، وانقطاع المياه عن الرقة، بسبب استهداف محطة المياه في إحدى الغارات.
وبالرغم من خروج الإعلام السوري الرسمي عن صمته، أمس الإثنين، ونفيه قيام طائرات أميركية بتنفيذ ضربات على أهداف في الرقة، إلا أنه لم يبرر سبب هذه الغارات، أو يعترف بها أصلاً.
وكانت قناة "السومرية" العراقية قد نقلت، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصدر استخباراتي مطلع أن "البغدادي، كاد يُقتل بضربة جوية على الحدود العراقية السورية في محافظة نينوى باتجاه ناحية ربيعة، عندما كان في طريقه إلى سورية، ودخل منها إلى محافظة الأنبار، عن طريق مدينة الرقة السورية التي تخضع لسيطرة مسلحي داعش".
وكشف المصدر أن "الهجوم وقع قبل نحو يومين ضمن الحملة الأمنية التي شكلت في غرفة عمليات مشتركة للقوات العراقية والكردية والخبراء الأميركيين، والضربة الجوية حددت الهدف بشكل دقيق ومتابعة مستمرة".
في غضون ذلك، أفاد ناشطون سوريون أن "عشرات الحافلات التابعة للتنظيم نقلت مقاتليها من مساكن الشرطة ومحيط مسبح الروس، باتجاه مدينة الطبقة في الريف الغربي".
وقال عضو مركز الرقة الإعلامي، المكنى بأبي البراء الفراتي، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي "داعش" لم يخلوا مقراتهم بالكامل، مبيناً أن مسلحي التنظيم قاموا بإجراءات حفاظاً على سلامتهم، كما اتجه رتل مدجج بالأسلحة الثقيلة إلى معركة مطار الطبقة العسكري.
وفي السياق ذاته، أوضح الناشط الإعلامي، الملقب بأبي بكر، لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم يحشد باتجاه مطار الطبقة العسكري، وهي النقطة الأخيرة لقوات النظام في محافظة الرقة". ولفت إلى أن "التنظيم توقع عملية السيطرة على المطار أسهل من ذلك بكثير".
وبعد نحو عشرة أيام من سيطرة "داعش" على "اللواء 93" في ريف الرقة الشمالي الغربي، بدأ عناصر التنظيم بالحشد لإعلان أول محافظة سورية خارجة عن سيطرة القوات النظامية، لكن عمليات السيطرة على المطار اقتصرت حتى الآن على القصف المدفعي والصاروخي.
ويعتبر مطار الطبقة العسكري الذي يبعد سبعة كيلومترات جنوب مدينة الطبقة، ونحو 50 كيلومتراً جنوب مدينة الرقة، ويمتد على مساحة تقدر بـ24 هكتاراً؛ المطار الرئيس في المنطقة الشمالية.
ويضم المطار أكثر من 1400 عنصر نظامي، وسربين للطائرات الحربية "ميغ 21"، و"ميغ "23"، إضافة إلى مروحيات "ميغ 17"، و"ميغ 25"، وعددا من دبابات "تي 72"، وتي 82"، إضافة إلى أسلحة وذخائر متنوعة.