البرغوثي: إسرائيل خطّطت مسبقاً لعملياتها في الضفة

18 يونيو 2014
العملية الإسرائيلية عبارة عن عقوبات جماعية شاملة (مأمون وزوز/الأناضول/Getty)
+ الخط -


اعتبر الأمين العام لحركة "المبادرة الفلسطينية"، النائب مصطفى البرغوثي، أن "ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وممارسات بحق مدن وقرى الضفة الغربية، خطة معدّة مسبقاً، ولا علاقة لقضية اختفاء المستوطنين الثلاثة بهذه الممارسات، بل تتخذها ذريعة لذلك".

وأوضح، خلال مؤتمر صحافي في مركز "وطن للأعلام" في رام الله، اليوم الأربعاء، أنه "لو لم تجد إسرائيل في عملية اختفاء المستوطنين ذريعة، لاخترعت ذريعة أخرى، وهي التي تحاول الترويج لها في العالم، لما يجري في الأراضي الفلسطينية".

ولفت إلى أنه "يجب الانتباه لأهداف الحملة الأمنية الاسرائيلية في الضفة، التي تهدف إلى محاولة كسر الإرادة الفلسطينية الرافضة لمقترحات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، خلال المفاوضات، والتي تكرّس نظام الابتهاريد، وكذلك كسر الوحدة الوطنية واتفاق المصالحة وإثارة الخلافات الفلسطينية الداخلية، كما تهدف لمحاولة كسر العزلة عن إسرائيل، بعد رفض الكثير من دول العالم التحريض على حكومة الوفاق الوطني".
وأكد أن "ما تقوم به إسرائيل ليس ضد حماس فقط، بل ضد الشعب الفلسطيني بأسره، كما حصل في اقتحام مؤسسات ومنازل لفصائل أخرى، وأن العملية الإسرائيلية عبارة عن عقوبات جماعية شاملة في الضفة وغزة، من خلال الحصار الذي تمارسه الآن في نابلس والخليل، عبر محاصرتها لأكثر من مليون فلسطيني، وشلّ الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، كما تحاول استغلال العملية الحالية من أجل هدم البيوت".
ورأى في المرحلة الحالية، مشهداً مكرراً لما جرى "في العام 2002، وأن نتنياهو يكرر سياسة (رئيس الوزراء الراحل آرييل) شارون بحذافيرها".
وشدد على "أنه ليس من حق إسرائيل تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عمّا يجري، وألا يتم القبول بذلك كنظرية أمنية، وألا يطالب شعب تحت الاحتلال تقديم الحماية لمحتليه، كما أنه لا يمكن القبول بأن يُطلَب منّا حماية المستوطنين".
وشكك في صدق ادعاء إسرائيل باختطاف المستوطنين، "فلا يوجد إثباتات بذلك، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق نتنياهو، الذي يرسل المستوطنين إلى مناطق يعتبر دخولها وفق القانون الدولي غير شرعي".

وأشار الى أنه "يجب العمل على إجراءات حاسمة ترسخ الوحدة الوطنية، وليس كما تريد إسرائيل، كما يجب تفعيل المقاومة الشعبية وتعزيز المقاطعة الدولية لإسرائيل، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية التوجه الفوري لكافة المؤسسات الدولية، وخصوصاً بعد حصولنا على دولة معترف بها دولياً، والعمل على محاسبة إسرائيل من خلال التوجه لمحكمة الجنايات الدولية".
وجزم أن "إجراءات الاحتلال لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني أو تضعف وحدته، كما يجب قول الحقيقة للشعب الفلسطيني بأن لا فائدة ولا أمل من المفاوضات مع هذه الحكومة الإسرائيلية".
واعتبر أنه "يجب الانتباه إلى أننا لسنا في مرحلة حلّ، بل نحن في الواقع في مرحلة كفاح ونضال، من أجل تغيير ميزان القوى لصالح شعبنا، فلا يوجد أمن ولا سلام لأحد إلا بإزالة أطول احتلال في التاريخ الحديث".
واستغرب "مطالبة نتنياهو بعزل بعض القوى من صفوف الفلسطينيين، وهو الذي يجب عليه أن يفك ارتباطه بالاستيطان والمستوطنين الممثلين بـ6 وزراء في حكومته".

انتفاضة جديدة

وأكد أن "اعتقال إسرائيل لـ23 نائباً، ليست سوى محاولة مكشوفة لمنع المجلس التشريعي من الانعقاد، ومحاولة منع الشعب الفلسطيني من ممارسة الديموقراطية".
ودعا إلى الانتباه "إلى الخطر الحقيقي، الذي يتهدد الأسرى، بمَن فيهم محرّري صفقة وفاء الأحرار، من خلال تكرار تجربة الإبعاد المخالفة لكافة المواثيق الدولية، وأنه في الوقت الذي يضرب فيه الأسرى الإداريون منذ نحو شهرين ازداد عدد المعتقلين الإداريين، كما ارتفع عدد الأسرى إلى 5500 أسير".
ولفت البرغوثي إلى أن "اعتقاد إسرائيل بالانتصار من خلال اعتقالها لقادة الشعب الفلسطيني خاطئ، وأنها ستجد شباباً فلسطينياً ثائراً لن يخضع للاحتلال، وأن طاقات النضال الوطني ستتجدد"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تجرّ المنطقة بشكل فعلي إلى انتفاضة شعبية جديدة".
في سياق آخر، عرض البرغوثي، أمام الصحافيين، رصاصاً قاتلاً تستخدمه إسرائيل في تفريق المواجهات السلمية، وهو "الرصاص عينه الذي قتل الشهيدين الطفلين نديم نوارة ومحمد أبو ظاهر، والشهيد أحمد الصبارين".

المساهمون