البرامج الفنية... السبق المتعثر

01 ابريل 2019
لطيفة التونسية (Getty)
+ الخط -
تحوَّل التنافس التلفزيوني في السنوات الأخيرة إلى متلازمة تكرارٍ، قائمةٍ على من يقنع الفنان بالحلول ضيفًا على برنامجه. الإغراء المالي هو بطلُ هذه الظاهرة، ولو أنَّ بعض الفنانين يقيسون حضورهم، بحسب المنفعة التي تعود بها المقابلة. منهم من يساوم على الإعلان الخاص بالحفلات أو المناسبات، ومنهم من يريد أجر الظهور نقداً، وخصوصاً الفنانين اللبنانيين. تتراوح أجرة الفنان في الحلقات التلفزيونية بين 50 ألف دولار و200 ألف دولار. في حين أن العقود التي تُبرَم معهم للمشاركة في برامج الهواة الغنائية، تتراورح بين 300 ألف دولار 800 ألف دولار عن كل موسم. 

أمَّا بخصوص مضمون برامج الحوارات الفنيَّة، فإنّ المقدمين العرب يتسابقون على إبراز مخزونهم من المعلومات حول الضيف، ويحاولون ابتكار طريقة حوار مشوّقة، من أجل الحصول على مشاهدات. تختلف أشكال الحوارات الفنيَّة، بين بلد وآخر، ولو أنَّ الغلبة، اليوم، تميل إلى حصر السبق الصحافي، بما يثير الضجّة والفضائح على المواقع، بعد انتهاء المقابلة أو الحلقة. ثمّة أسئلة مستفزة يتقصَّدها بعض المقدمين، وذلك لإضافة مزيد من الإثارة، ليس فقط أثناء فترة العرض. بل لتكون حديث الناس وتفاعلهم في اليوم التالي. قبل أيام، استطاع مغنٍ سوري هو من أشرس المؤيدين لنظام بشار الأسد، يدعى علي الديك، السيطرة على المحركات والروابط الخاصة بالتفاعل الإلكتروني لمدة زادت عن ثلاثة أيام، لمجرد أن مقدم برنامج "منا وجر"، بيار رباط (يعرض على MTV اللبنانية كل ليلة ثلاثاء)، طرح سؤالاً على الديك حول رأيه بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الجولان السوري المحتل. دار جدل داخل الاستديو بين الإعلامي اللبناني سلام الزعتري الذي يشارك في البرنامج عادة كضيف دائم، وبين علي الديك. إذْ قال الزعتري حرفياً بأنّ "النظام باع الجولان"، الأمر الذي جعل علي الديك يستفزّ ويطلب من الزعتري: "احترام نفسه"، وهدد الديك الجميع بالانسحاب، وزايد وشبّح على الزعتري وكأنه مسؤول عن حاجز عسكري لدى المخابرات السورية. كان البرنامج وMTV، بغنى عن هذه الضجة، خصوصاً أنّ أسلوب وفكرة البرنامج لا علاقة لها بالشأن السياسي العام.


برنامج حواري آخر بدأ عرضه قبل أسابيع وهو "حكايات لطيفة" الذي تقدّمه المغنية التونسية لطيفة. إذ تستقبل هذه الأخيرة عدداً من زملائها المغنين العرب داخل استديو مزدحم بالألوان. ساعة مملة جداً منذ الحلقة الأولى، تعتمد خلالها لطيفة على بعض المعلومات التي يعرفها قسم كبير من الجمهور، بينما تفشل في تقديم أي جديد. تنتقل بعد الأسئلة، إلى الغناء، فيخونها صوتها في أوقات كثيرة، وتفشل في مجاراة زملائها. تنتهي الحلقة بملل تام من دون أي جديد بالإمكان إضافته إلى الأذهان عموماً. وما يزيد الطين بلة، هو تشويه بعض الأعمال الفنية التي تقدّم في البرنامج، وذلك بسبب طريقة الأداء. وهنا يبرز السؤال نفسه الذي يتكرّر مع كل برنامج يفشل في تفديم جديد: لماذا تدفع كل هذه الأموال في إنتاج عمل تقليدي؟ وإلى من توجّه هذه الحلقات في وقت بإمكان الجمهور أن يتابع كل جديد على مواقع التواصل الاجتماعي؟

دلالات
المساهمون