البداية كانت في فبراير/شباط 2010، عندما أسس المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الجبهة الوطنية للتغيير، وتفاءل بنزول مليون مصري للشارع، دعما لحلم التغيير الذي تبناه وساعدته عصفورته الزرقاء "تويتر" على نشره في كافة ربوع مصر.
كانت الجمعية الوطنية للتغيير تجمعاً فضفاضاً من مختلف المصريين بجميع انتماءاتهم السياسية والمذهبية، تهدف إلى التغيير في مصر، ومن أجل هذا كان هناك اتفاق عام على ضرورة توحد جميع الأصوات الداعية للتغيير في إطار جمعية وطنية بحيث تكون إطارًا عامًا ينطوي تحته جميع الأصوات المطالبة بالتغيير، وهذا التنوع هو ما أثمر عن حوالي المليون توقيع علي بيان معاً سنغيّر في أقل من سبعة أشهر من تاريخ إعلانه.
آمن الشباب المصري، والمعارض الحقيقي من القوى المدنية والسياسية في مصر، بالبرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام سنة 2005. لم يرتدِ البرادعي ثوبا رسميا في أعقاب الثورة، ورفض الترشح في أول انتخابات رئاسية، فضل البقاء في صفوف المعارضة، متخذا من حزب الدستور منبرا لمواقفه السياسية، ومن "تويتر" منبرا. عارض البرادعي الرئيس المعزول محمد مرسي وإعلانه الدستوري في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2012. وقاد من بعده ما يسمى بـ"جبهة الإنقاذ الوطني" التي تشكلت في 5 ديسمبر/كانون الأول 2012، وكانت بمثابة تحالف لأبرز الأحزاب المصرية المعارضة لقرارات رئيس الجمهورية محمد مرسي آنذاك، والتي مهدت لحملة "تمرد" التي قامت على جمع توقيعات الشعب ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، واتخذت من الأوضاع السياسية والاقتصادية حينها، مبررا لها.
خرج الآلاف في 30 يونيو/حزيران 2013، ضد الإخوان. وفي 3 يوليو/تموز من العام نفسه، أعلن وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي، عزل مرسي، وتولية رئيس المحكمة الدستورية حينها، عدلي منصور، إدارة شؤون البلاد، الذي كلف هو الآخر، البرادعي نائبا له للعلاقات الخارجية، وكان هذا هو المنصب السياسي الرسمي الأول والوحيد للبرادعي في مصر.
اقرأ أيضاً: شهود على لحظات الرعب في رابعة: رأينا كل شيء
ظلّ البرادعي نائبا لرئيس مصر المؤقت، حتى خرج في منتصف يوم المذبحة، معلنا استقالته من منصبه احتجاجًا على فض الاعتصام بالقوة، على حد تعبيره. "كان المأمول أن تفضي انتفاضة الشعب الكبرى في 30 يونيو/حزيران إلى وضع حد لهذه الأوضاع ووضع البلاد على المسار الطبيعي نحو تحقيق مبادئ الثورة، وهذا ما دعاني لقبول دعوة القوى الوطنية إلى المشاركة في الحكم، إلا أن الأمور سارت في اتجاه مخالف، فقد وصلنا إلى حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحالة من الانقسام أكثر خطورة، وأصبح النسيج المجتمعي مهددا بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف"، قالها البرادعي في استقالته التي تداولتها معظم وسائل الإعلام المحلية والدولية، مضيفاً "لقد أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني، خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها".
في بضعة أحرف لا تتجاوز المائة والأربعين، كتب البرادعي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2013: "من قتل نفسا بغير حق كمن قتل الناس جميعًا: أعلى القيم الإنسانية ومسؤولية فردية لا تخضع لرأي الأغلبية. لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه". اختفى البرادعي، وبقي الطائر الأرزق ملطّخاً بالدماء.
كانت الجمعية الوطنية للتغيير تجمعاً فضفاضاً من مختلف المصريين بجميع انتماءاتهم السياسية والمذهبية، تهدف إلى التغيير في مصر، ومن أجل هذا كان هناك اتفاق عام على ضرورة توحد جميع الأصوات الداعية للتغيير في إطار جمعية وطنية بحيث تكون إطارًا عامًا ينطوي تحته جميع الأصوات المطالبة بالتغيير، وهذا التنوع هو ما أثمر عن حوالي المليون توقيع علي بيان معاً سنغيّر في أقل من سبعة أشهر من تاريخ إعلانه.
آمن الشباب المصري، والمعارض الحقيقي من القوى المدنية والسياسية في مصر، بالبرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام سنة 2005. لم يرتدِ البرادعي ثوبا رسميا في أعقاب الثورة، ورفض الترشح في أول انتخابات رئاسية، فضل البقاء في صفوف المعارضة، متخذا من حزب الدستور منبرا لمواقفه السياسية، ومن "تويتر" منبرا. عارض البرادعي الرئيس المعزول محمد مرسي وإعلانه الدستوري في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2012. وقاد من بعده ما يسمى بـ"جبهة الإنقاذ الوطني" التي تشكلت في 5 ديسمبر/كانون الأول 2012، وكانت بمثابة تحالف لأبرز الأحزاب المصرية المعارضة لقرارات رئيس الجمهورية محمد مرسي آنذاك، والتي مهدت لحملة "تمرد" التي قامت على جمع توقيعات الشعب ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، واتخذت من الأوضاع السياسية والاقتصادية حينها، مبررا لها.
خرج الآلاف في 30 يونيو/حزيران 2013، ضد الإخوان. وفي 3 يوليو/تموز من العام نفسه، أعلن وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي، عزل مرسي، وتولية رئيس المحكمة الدستورية حينها، عدلي منصور، إدارة شؤون البلاد، الذي كلف هو الآخر، البرادعي نائبا له للعلاقات الخارجية، وكان هذا هو المنصب السياسي الرسمي الأول والوحيد للبرادعي في مصر.
اقرأ أيضاً: شهود على لحظات الرعب في رابعة: رأينا كل شيء
ظلّ البرادعي نائبا لرئيس مصر المؤقت، حتى خرج في منتصف يوم المذبحة، معلنا استقالته من منصبه احتجاجًا على فض الاعتصام بالقوة، على حد تعبيره. "كان المأمول أن تفضي انتفاضة الشعب الكبرى في 30 يونيو/حزيران إلى وضع حد لهذه الأوضاع ووضع البلاد على المسار الطبيعي نحو تحقيق مبادئ الثورة، وهذا ما دعاني لقبول دعوة القوى الوطنية إلى المشاركة في الحكم، إلا أن الأمور سارت في اتجاه مخالف، فقد وصلنا إلى حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحالة من الانقسام أكثر خطورة، وأصبح النسيج المجتمعي مهددا بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف"، قالها البرادعي في استقالته التي تداولتها معظم وسائل الإعلام المحلية والدولية، مضيفاً "لقد أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني، خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها".
في بضعة أحرف لا تتجاوز المائة والأربعين، كتب البرادعي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2013: "من قتل نفسا بغير حق كمن قتل الناس جميعًا: أعلى القيم الإنسانية ومسؤولية فردية لا تخضع لرأي الأغلبية. لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه". اختفى البرادعي، وبقي الطائر الأرزق ملطّخاً بالدماء.
رحم الله الجميع وهدانا سواء السبيل.
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) August 14, 2015