الواقع الذي يعيشه عدد من الشباب السوريّين، يجعل بعضهم يشعر بأنه أضاع سنوات طويلة خلال الحرب، إلى أن قرّر الهرب إلى ألمانيا، وغامر بحياته حتى وصل إليها، واضطر إلى دفع مال كثير لم يكن تأمينه سهلاً دائماً، وقد استدان من أقرباء أو أصدقاء.
ربّما توقّع البعض إيجاد عمل بسرعة، علّه ينجح في تسديد ديونه، علماً أن لدى هؤلاء التزامات مادية حيال عائلاتهم. كل هذه المعاناة ليست بعيدة عن أذهان السياسيّين الألمان. هم مطلعون على ظروف السوريّين المالية الصعبة، والتي قد تدفعهم للعمل في أي مجال لكسب المزيد من المال. مع ذلك، ليس في إمكانهم تجاوز شروط عمل الشركات.
من جهة أخرى، فإن ما حصل في الآونة الأخيرة، لناحية إصدار إقامات لعام واحد فقط، جعل السوري اللاجئ لا يولي أي اهتمام بتعلم اللغة الألمانية أو السعي إلى التدرب. كثيرون اختصروا الطريق وقرّروا العمل في السوق السوداء، علماً أن سنة واحدة في ألمانيا غير كافية لبدء مشروع طويل الأمد، أو حتى التفكير في الاندماج. وبحسب تلفزيون "أن دي آر"، فإن عدد اللاجئين المتوقّع أن يعملوا في السوق السوداء يقدّر بمائة ألف شخص.
ويواجه السوريّون، خصوصاً الحرفيين منهم، مشكلة حقيقية في ألمانيا. فالمهنة التي عملوا فيها سنوات طويلة في بلادهم قد لا تكون مطلوبة في ألمانيا. وربّما يضطرّون إلى الالتحاق بدورات تدريبية مكثّفة للاطلاع على ما هو جديد في المهنة، والوسائل التكنولوجية الحديثة المعتمدة، وغير المتوفرة في سورية. من جهة أخرى، يواجه خريجو الجامعات الذين لم يتمكنوا من إحضار أوراق تثبت أنّهم درسوا لسنتين أو ثلاث من دون أن يتخرجوا بسبب الحرب، تحدياً حقيقياً للالتحاق بسوق العمل في البلاد، ما دفع بعضهم إلى العمل في السوق السوداء بطريقة غير شرعية، ووفق شروط مجحفة.
إعادة تأهيل
يقول أبو عدنان إنه في سورية، كان يعمل في مجال الطلاء، "لم يكن أحد ينافسني في الرسومات والأشكال التي كنت أصنعها على الجدران. ورغم أن خبرتي في هذا المجال تتجاوز العشر سنوات، أجبرت على الالتحاق بدورة تدريبية خاصة، للتعرّف على أنواع جديدة من الطلاء لم أكن أعرفها. لا شك أن هناك تشابهاً في عملنا، لكنّ يوجد ما هو جديد أيضاً".
كذلك، يلفت إلى اختلاف الذوق بين البلدين، عدا عن اضطراره إلى تعلّم مصطلحات جديدة ليتمكن من العمل، والتواصل مع المسؤول عن الورشة. ويشير إلى أن الكثير من أصحاب الشركات والمعامل يقدّرون عدم قدرة السورييّن على إتقان اللغة في وقت قصير، في ظل عدم وجود أماكن شاغرة في معاهد اللغة الألمانية، عدا عن صعوبة اللغة نفسها. وإن كانوا يصبرون قليلاً، إلّا أنهم يؤكدون على ضرورة إتقان قواعد العمل الأساسية والمصطلحات المهنية.
من جهةٍ أخرى، يرى بعض السوريّين أنّ في إمكانهم إحياء مهن في طريقها إلى الاندثار، مثل مهنة الخياطة أو مهن غير موجودة أصلاً في البلاد، منها إصلاح الهواتف الذكية. في هذا السياق، يتحدّث رامي عن تجربته. يقول إنه عمل على مدى سنوات في سورية في مجال تصليح الهواتف الذكية. حين وصل إلى ألمانيا، لاحظ أن هذه المهنة غير موجودة. يشرح: "في البداية، فوجئت كثيراً. قلت في نفسي إن الناس ربّما يشترون هواتف جديدة إذا ما تعطّلت هواتفهم، ويتخلّصون من القديم. إلا أن ذلك يرتبط أيضاً بعدم وجود مصلّح". وبعد مرور بعض الوقت على وصوله إلى ألمانيا، وتعرفه على ألمان، صار يعمل على تصليح هواتفهم القديمة، بعدما أعطاه شخص العدة التي يحتاجها. ورغم إقبال البعض على تصليح هواتفهم، لم يشعر أنه يمكن لهذه المهنة أن تدر عليه مالاً كافياً كما كان الحال في سورية. لذلك، لا بد له من البحث عن عمل من خلال الاستعانة بـ"الجوب سنتر".
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يلفت إلى مشكلة أخرى تواجه أولئك الذين لم يختاروا العمل في مهنة طوال حياتهم، خصوصاً الذين يعيشون في الأرياف، على غرار رعاة الخراف. أحد اللاجئين السوريّين الذي كان يحاول إيجاد فرصة عمل، والذي لا يعرف غير رعي الخراف، فوجئ بسؤال الموظفة عما إذا كان يملك شهادة تدريب مهني في هذا المجال. وفي حال رغب في الاستمرار بعمله هذا، كان عليه الالتحاق بدورة تدريبية لمدة ثلاث سنوات، ليحصل بعدها على شهادة تؤهّله لممارسة المهنة، التي يقول إنه يعرف كل شيء عنها. الأمر نفسه ينسحب على المزارعين وغيرهم.
ويواجه آخرون مشكلة في اضطرارهم إلى تغيير مهنتهم، في حال كانت المهنة التي عملوا فيها خلال وجودهم في سورية غير مطلوبة في ألمانيا. وهذا ليس سهلاً بالنسبة لكثيرين.
فرص عمل جديدة
في سورية، عمل شادي في مجال تصليح الأحذية. كان يملك دكاناً صغيراً، وبات له زبائن كثر بفعل السنوات الطويلة التي قضاها في هذا العمل. يلفت إلى أن السوريّين يصلّحون أحذيتهم بشكل دائم. وخلال حديث مع أحد الألمان حول مهنته، أخبره عن عمل لا يختلف كثيراً عن مهنته في ألمانيا. سأل أحد أصدقائه عن إمكانية تدربه عنده في معمل صغير لصناعة الأحذية الطبية للمسنين، والذين يعانون من مشاكل في أقدامهم، علماً أن هذه صناعة رائدة في ألمانيا. وهذا ما حصل فعلاً، "قابلتُ صاحب الورشة، ووافق أن أعمل لديه لمدة شهر حتى اقتنع بخبرتي. ثم خضعت لدورة تدريبية مكثفة، وتوظفت بعقد عمل نظامي".
اقــرأ أيضاً
لرلى أيضاً تجربة مماثلة. تقول إنّها درست التمريض في سورية، لكنها لم تحضر شهادتها معها إلى ألمانيا. وخلال مكوثها في البلد الجديد، تعرفت إلى دور الرعاية، خصوصاً تلك التي تعنى بالمسنين. قرّرت العمل فيها، وكانت تدرك أنها تحتاج إلى ثلاث سنوات للحصول على شهادة. من جهة أخرى، تشير إلى أن الكثير من الفتيات والنساء يبحثن عن فرص عمل في رياض الأطفال، أو في صالونات الحلاقة. تجدر الإشارة إلى أن بعض المهن التي يختارها السوريون تثير انتقادات الألمان. مثلاً، يقولون إن البلاد لا تحتاج إلى مصفّفات شعر، أو أن هناك ما يكفي من مربيات الأطفال، في إشارة إلى حاجة بلادهم إلى عمال بناء ومهندسين وكهربائيين.
يد عاملة رخيصة
يؤكّد أحد أصحاب المعامل أنّ "المشكلة تكمن في اختلاف القدرات على مستويات عدة. صحيح أنّه لدى الشباب السوريّين كفاءاتهم، إلّا أن هذه الكفاءات وحدها لا تكفي، في ظلّ التطوّر الصناعي في ألمانيا، الذي يعدّ متقدّماً بدرجة كبيرة حتى بالمقارنة مع دول أوروبيّة أخرى".
في هذا الإطار، يقول مدير مكتب هندسي، نوربيرت شميت، إنه كانت له تجربة مع عمال من شرق أوروبا، إلا أنها لم تكن ناجحة. عدا عن مشكلة الكفاءة، هناك مشكلة أخرى وهي حاجز اللغة الذي عجز عمال كثيرون عن تجاوزه. على سبيل المثال، يلاحظ أنه في بعض ورشات العمل، يتكلم مدير العمال وحده اللغة الألمانية. أما بقية العمال، فيتكلمون الهنغارية أو الرومانية أو غيرها، بحسب البلد الذي يتحدرون منه. وفي أحيان أخرى، يكون هناك مدير يتكلّم لغتهم. الأمر نفسه ينطبق على السوريّين، ويصادف في بعض الورشات وجود شخص سوري يتكلّم الألمانية، ويمكن أن يكون صلة وصل. يضيف: "نسمع دائماً أنهم يريدون العمل وأنهم جديون. من هنا، قد يشكّلون عاملاً إيجابياً في حال كان هناك حل لأزمة اللغة".
من جهة أخرى، يكثر البعض من استخدام مصطلح يد عاملة رخيصة، أو أنّ ألمانيا وافقت على استقبال لاجئين سوريّين ليعملوا كيد عاملة رخيصة. يوضح زيفار هيرمان، من "الجوب سنتر"، أن هذا مرفوض تماماً في ألمانيا، خصوصاً بعد إصدار قانون "الأجر الأدنى"، والذي حدّد بدل ساعة العمل ما بين 8 و15 يورو للعامل الألماني وغير الألماني. يضيف: "لا نطبق أي قانون عمل عنصري يفرق بين الألماني وغيره".
وفي حال كان السوري يوافق على العمل بأجر بسيط، فهذا يعني أنه وافق على العمل لدى شخص عربي بطريقة غير قانونية، وقد قبل أن يستغلّ بسبب حاجته إلى العمل ربّما، وألا يحصل على الحقوق المنصوص عليها في القانون الألماني. هذا ما يقوله السوريون أنفسهم.
اقــرأ أيضاً
ربّما توقّع البعض إيجاد عمل بسرعة، علّه ينجح في تسديد ديونه، علماً أن لدى هؤلاء التزامات مادية حيال عائلاتهم. كل هذه المعاناة ليست بعيدة عن أذهان السياسيّين الألمان. هم مطلعون على ظروف السوريّين المالية الصعبة، والتي قد تدفعهم للعمل في أي مجال لكسب المزيد من المال. مع ذلك، ليس في إمكانهم تجاوز شروط عمل الشركات.
من جهة أخرى، فإن ما حصل في الآونة الأخيرة، لناحية إصدار إقامات لعام واحد فقط، جعل السوري اللاجئ لا يولي أي اهتمام بتعلم اللغة الألمانية أو السعي إلى التدرب. كثيرون اختصروا الطريق وقرّروا العمل في السوق السوداء، علماً أن سنة واحدة في ألمانيا غير كافية لبدء مشروع طويل الأمد، أو حتى التفكير في الاندماج. وبحسب تلفزيون "أن دي آر"، فإن عدد اللاجئين المتوقّع أن يعملوا في السوق السوداء يقدّر بمائة ألف شخص.
ويواجه السوريّون، خصوصاً الحرفيين منهم، مشكلة حقيقية في ألمانيا. فالمهنة التي عملوا فيها سنوات طويلة في بلادهم قد لا تكون مطلوبة في ألمانيا. وربّما يضطرّون إلى الالتحاق بدورات تدريبية مكثّفة للاطلاع على ما هو جديد في المهنة، والوسائل التكنولوجية الحديثة المعتمدة، وغير المتوفرة في سورية. من جهة أخرى، يواجه خريجو الجامعات الذين لم يتمكنوا من إحضار أوراق تثبت أنّهم درسوا لسنتين أو ثلاث من دون أن يتخرجوا بسبب الحرب، تحدياً حقيقياً للالتحاق بسوق العمل في البلاد، ما دفع بعضهم إلى العمل في السوق السوداء بطريقة غير شرعية، ووفق شروط مجحفة.
إعادة تأهيل
يقول أبو عدنان إنه في سورية، كان يعمل في مجال الطلاء، "لم يكن أحد ينافسني في الرسومات والأشكال التي كنت أصنعها على الجدران. ورغم أن خبرتي في هذا المجال تتجاوز العشر سنوات، أجبرت على الالتحاق بدورة تدريبية خاصة، للتعرّف على أنواع جديدة من الطلاء لم أكن أعرفها. لا شك أن هناك تشابهاً في عملنا، لكنّ يوجد ما هو جديد أيضاً".
كذلك، يلفت إلى اختلاف الذوق بين البلدين، عدا عن اضطراره إلى تعلّم مصطلحات جديدة ليتمكن من العمل، والتواصل مع المسؤول عن الورشة. ويشير إلى أن الكثير من أصحاب الشركات والمعامل يقدّرون عدم قدرة السورييّن على إتقان اللغة في وقت قصير، في ظل عدم وجود أماكن شاغرة في معاهد اللغة الألمانية، عدا عن صعوبة اللغة نفسها. وإن كانوا يصبرون قليلاً، إلّا أنهم يؤكدون على ضرورة إتقان قواعد العمل الأساسية والمصطلحات المهنية.
من جهةٍ أخرى، يرى بعض السوريّين أنّ في إمكانهم إحياء مهن في طريقها إلى الاندثار، مثل مهنة الخياطة أو مهن غير موجودة أصلاً في البلاد، منها إصلاح الهواتف الذكية. في هذا السياق، يتحدّث رامي عن تجربته. يقول إنه عمل على مدى سنوات في سورية في مجال تصليح الهواتف الذكية. حين وصل إلى ألمانيا، لاحظ أن هذه المهنة غير موجودة. يشرح: "في البداية، فوجئت كثيراً. قلت في نفسي إن الناس ربّما يشترون هواتف جديدة إذا ما تعطّلت هواتفهم، ويتخلّصون من القديم. إلا أن ذلك يرتبط أيضاً بعدم وجود مصلّح". وبعد مرور بعض الوقت على وصوله إلى ألمانيا، وتعرفه على ألمان، صار يعمل على تصليح هواتفهم القديمة، بعدما أعطاه شخص العدة التي يحتاجها. ورغم إقبال البعض على تصليح هواتفهم، لم يشعر أنه يمكن لهذه المهنة أن تدر عليه مالاً كافياً كما كان الحال في سورية. لذلك، لا بد له من البحث عن عمل من خلال الاستعانة بـ"الجوب سنتر".
إلى ذلك، يلفت إلى مشكلة أخرى تواجه أولئك الذين لم يختاروا العمل في مهنة طوال حياتهم، خصوصاً الذين يعيشون في الأرياف، على غرار رعاة الخراف. أحد اللاجئين السوريّين الذي كان يحاول إيجاد فرصة عمل، والذي لا يعرف غير رعي الخراف، فوجئ بسؤال الموظفة عما إذا كان يملك شهادة تدريب مهني في هذا المجال. وفي حال رغب في الاستمرار بعمله هذا، كان عليه الالتحاق بدورة تدريبية لمدة ثلاث سنوات، ليحصل بعدها على شهادة تؤهّله لممارسة المهنة، التي يقول إنه يعرف كل شيء عنها. الأمر نفسه ينسحب على المزارعين وغيرهم.
ويواجه آخرون مشكلة في اضطرارهم إلى تغيير مهنتهم، في حال كانت المهنة التي عملوا فيها خلال وجودهم في سورية غير مطلوبة في ألمانيا. وهذا ليس سهلاً بالنسبة لكثيرين.
فرص عمل جديدة
في سورية، عمل شادي في مجال تصليح الأحذية. كان يملك دكاناً صغيراً، وبات له زبائن كثر بفعل السنوات الطويلة التي قضاها في هذا العمل. يلفت إلى أن السوريّين يصلّحون أحذيتهم بشكل دائم. وخلال حديث مع أحد الألمان حول مهنته، أخبره عن عمل لا يختلف كثيراً عن مهنته في ألمانيا. سأل أحد أصدقائه عن إمكانية تدربه عنده في معمل صغير لصناعة الأحذية الطبية للمسنين، والذين يعانون من مشاكل في أقدامهم، علماً أن هذه صناعة رائدة في ألمانيا. وهذا ما حصل فعلاً، "قابلتُ صاحب الورشة، ووافق أن أعمل لديه لمدة شهر حتى اقتنع بخبرتي. ثم خضعت لدورة تدريبية مكثفة، وتوظفت بعقد عمل نظامي".
لرلى أيضاً تجربة مماثلة. تقول إنّها درست التمريض في سورية، لكنها لم تحضر شهادتها معها إلى ألمانيا. وخلال مكوثها في البلد الجديد، تعرفت إلى دور الرعاية، خصوصاً تلك التي تعنى بالمسنين. قرّرت العمل فيها، وكانت تدرك أنها تحتاج إلى ثلاث سنوات للحصول على شهادة. من جهة أخرى، تشير إلى أن الكثير من الفتيات والنساء يبحثن عن فرص عمل في رياض الأطفال، أو في صالونات الحلاقة. تجدر الإشارة إلى أن بعض المهن التي يختارها السوريون تثير انتقادات الألمان. مثلاً، يقولون إن البلاد لا تحتاج إلى مصفّفات شعر، أو أن هناك ما يكفي من مربيات الأطفال، في إشارة إلى حاجة بلادهم إلى عمال بناء ومهندسين وكهربائيين.
يد عاملة رخيصة
يؤكّد أحد أصحاب المعامل أنّ "المشكلة تكمن في اختلاف القدرات على مستويات عدة. صحيح أنّه لدى الشباب السوريّين كفاءاتهم، إلّا أن هذه الكفاءات وحدها لا تكفي، في ظلّ التطوّر الصناعي في ألمانيا، الذي يعدّ متقدّماً بدرجة كبيرة حتى بالمقارنة مع دول أوروبيّة أخرى".
في هذا الإطار، يقول مدير مكتب هندسي، نوربيرت شميت، إنه كانت له تجربة مع عمال من شرق أوروبا، إلا أنها لم تكن ناجحة. عدا عن مشكلة الكفاءة، هناك مشكلة أخرى وهي حاجز اللغة الذي عجز عمال كثيرون عن تجاوزه. على سبيل المثال، يلاحظ أنه في بعض ورشات العمل، يتكلم مدير العمال وحده اللغة الألمانية. أما بقية العمال، فيتكلمون الهنغارية أو الرومانية أو غيرها، بحسب البلد الذي يتحدرون منه. وفي أحيان أخرى، يكون هناك مدير يتكلّم لغتهم. الأمر نفسه ينطبق على السوريّين، ويصادف في بعض الورشات وجود شخص سوري يتكلّم الألمانية، ويمكن أن يكون صلة وصل. يضيف: "نسمع دائماً أنهم يريدون العمل وأنهم جديون. من هنا، قد يشكّلون عاملاً إيجابياً في حال كان هناك حل لأزمة اللغة".
من جهة أخرى، يكثر البعض من استخدام مصطلح يد عاملة رخيصة، أو أنّ ألمانيا وافقت على استقبال لاجئين سوريّين ليعملوا كيد عاملة رخيصة. يوضح زيفار هيرمان، من "الجوب سنتر"، أن هذا مرفوض تماماً في ألمانيا، خصوصاً بعد إصدار قانون "الأجر الأدنى"، والذي حدّد بدل ساعة العمل ما بين 8 و15 يورو للعامل الألماني وغير الألماني. يضيف: "لا نطبق أي قانون عمل عنصري يفرق بين الألماني وغيره".
وفي حال كان السوري يوافق على العمل بأجر بسيط، فهذا يعني أنه وافق على العمل لدى شخص عربي بطريقة غير قانونية، وقد قبل أن يستغلّ بسبب حاجته إلى العمل ربّما، وألا يحصل على الحقوق المنصوص عليها في القانون الألماني. هذا ما يقوله السوريون أنفسهم.