البث المباشر.. أهداف متحركة في مرمى الجوّال

22 نوفمبر 2016
(ياسر الزيات)
+ الخط -
لم يكن يتوقع منظّرو الإعلام أن يأتي اليوم الّذي تستبدل فيه عربة النقل التلفزيوني "الحي"، بكاميراتها وفنيّيها وأجهزة التحكم والصوت وأقمار البث الخاصة بها، بـ"هاوٍ" ليس في جعبته من معدات سوى "جوال" و"ميكروفون" صغير و"اشتراك إنترنت"!


مباشر "لايت"
لو زرت الكويت هذه الأيام، وتحديدا "المقار الانتخابية" لمرشحي البرلمان، لشاهدت كيف يتم استغلال ثورة الاتصال التي حلّت مكان وسائل النقل التلفزيوني التقليدية، حيث يتم بث الندوات السياسية الّتي ينظمها مرشحو مجلس الأمة الكويتي بثًا مباشرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يشاهدها الآلاف!


هواة الاحتراف
حاتم الفضلي.. أحد الصحافيين المبتدئين، يحدثنا عن هذه التجربة، قائلا: "يشرف شبان هواة للتصوير والصحافة على البث المباشر للندوات الانتخابية، والتي استلهمناها من نقل مناسك الحج، باستخدام تويتر وتطبيق البث المباشر (بريسكوب)".

ويضيف الفضلي، أنه منذ أن استحوذت "تويتر" على خدمة البث المباشر (بريسكوب)، وهي تُطورها بوتيرة متسارعة لمجاراة منافسة خدمات الفيديو الأخرى. وواصل محدثنا كلامه قائلا: "الآن لو بدأ أحدهم بثًا مباشرًا على (بريسكوب)، فإنه بدلاً من عرض رابط البث في التغريدة، سيمكنك مشاهدة البث الحي والمباشر كفيديو ضمن التغريدة وعن طريق تطبيق تويتر نفسه، دون الحاجة للضغط على الرابط والتوجه إلى تطبيق (بريسكوب)".

ويسهر شباب هواة وبعض الطلبة، على عرض خدماتهم على المؤسسات المتخصصة بتقديم الخدمات الإعلامية للمرشحين، حيث يوفرون خدمة النقل الحي والمباشر لهذه الندوات السياسية على موقع "تويتر"، وبتقنية بث عالية الدقة (اتش . دي).


منفعة متبادلة
خالد المطر.. شاب مختص في البث المباشر، يقول لـ"جيل": "الأمر مشوّق جدًا حين توفر لوحدك خدمة لآلاف المشاهدين حول العالم بهاتف ذكي وميكرفون لاسلكي وشبكة إنترنت فقط".

أما عن التكلفة المالية لتوظيف هذا الشكل الجديد من البث التلفزيوني المباشر، فيقول المطر إنها تتراوح بين 600 إلى 1500 دولار أميركي كحد أقصى، حسب ساعات البث المطلوبة.

وتعد هذه "الخدمة" طوق نجاة للمرشح، يستطيع من خلاله إيصال رسائله وبرنامجه الانتخابي للناخبين، فيما تحقق دخلاً ماليًا محترمًا للشباب الهواة الّذين يسهرون على توفيرها.

ويرى متخصصون في الإعلام المرئي أن عربات النقل التلفزيوني، اقتصرت أهميتها مؤخرًا في نقل أحداث المباريات وبعض الفعاليات الّتي تحتاج إلى إبراز الإبهار البصري، أما الأحداث الآنية فيكفيها "شغف صحافيّ وجوال وميكروفون" لتصل "ساخنة" إلى آلاف الناس.

المساهمون