البارزاني يرفض تأجيل استفتاء الانفصال.. وحزبان كرديان يقاطعان جلسة برلمان كردستان

15 سبتمبر 2017
رئيس برلمان كردستان العراق لن يحضر الجلسة (الأناضول)
+ الخط -
جدّد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، اليوم الجمعة، تمسكه بإجراء استفتاء الانفصال عن العراق في موعده، مؤكدًا أن "الأكراد لن يكونوا خدمًا للحكومة العراقية في بغداد"، في حين قرّر حزبان كرديان مقاطعة جلسة برلمان إقليم كردستان العراق، المقررة اليوم الجمعة، لحسم مسألة استفتاء الانفصال، المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

وقال البارزاني: "لا يوجد بديل لاستفتاء استقلال كردستان، ولن يتم تأجيله"، مبيناً خلال كلمة ألقاها في حفل مؤيد للاستفتاء في محافظة دهوك بإقليم كردستان، أن الاستفتاء سيجرى في موعده.

وتابع أن "مسؤولي الحكومة العراقية لا يرضون بالشراكة، ونحن لن نقبل أن نكون خدمًا لهم"، منتقدًا قراري البرلمان العراقي برفض الاستفتاء وإقالة محافظ كركوك بالقول: "لا تتعبوا أنفسكم، فقراراتكم لن تصل إلى كردستان، ونحن لن نقبل بأن نكون خدمًا لكم".

وأشار إلى أن إقليم كردستان تأخر كثيرًا في مسألة إجراء الاستفتاء، لافتًا إلى أن الاستفتاء كان من المفترض أن يجرى في وقت سابق.

ولفت البارزاني إلى أن بغداد تتحدث عن المادة 140 من الدستور العراقي بشكل اضطراري، مؤكدًا أن الأكراد لن يولوا أي اهتمام للتصريحات، أيًّا كانت الجهة التي تصدرها.

وتابع: "لن نتفاوض للحظة واحدة بشأن حدود كردستان، وليست هناك دولة تمنحنا الاستقلال كهدية"، مبينًا أن "الانتظار أخطر من المجازفة التي نقوم بها الآن".

وأوضح أن "البديل الآن ليس بديلًا للاستفتاء؛ لأن علينا أن نختار بين الاستقلال والرضوخ"، مضيفًا: "ليتنا قررنا الاستفتاء في وقت سابق".

وأشار كذلك إلى أن بغداد تطالب الأكراد بالعودة إلى حدود كردستان قبل الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، مؤكدًا أن "الأكراد على استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل الاستقلال الذي لا تراجع عنه".



وعلى الرغم من التزام الحكومة العراقية الصمت وعدم التصريح الرسمي بشأن إصرار الأكراد على إجراء الاستفتاء، فإن أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي، رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، حذّر من خطورة إصرار إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء في موعده، موضحًا خلال مقابلة متلفزة أن الأمور قد تتطور وتتحول إلى التدخل العسكري من قبل دول إقليمية، كتركيا وإيران.


وأشار إلى أن الموقف الأخير لمبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي، بريت ماكغورك، يعزز القناعات بأن موقف العراق نابع من الدستور، مبينًا أن الموقف الأميركي يمثل رسالة من المجتمع الدولي تبين أن قادم الأيام سترتد بالسلب على إقليم كردستان.

واعتبر مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي، بريت ماكغورك، أن إجراء الاستفتاء في الوقت الحاضر يحمل كثيرًا من المخاطر على السكان المحليين في إقليم كردستان العراق، مؤكدًا أن التحالف الدولي لا يدعم الاستفتاء، وأشار إلى أن البديل الذي تم تقديمه لسلطات الإقليم سيعود بالفائدة على كردستان والعراق، موضحًا أنه بانتظار الرد على البديل الذي تم تقديمه للبارزاني.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، اليوم، أن الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية خرج بقرار يدعم وحدة العراق، ويرفض إجراء استفتاء الانفصال في إقليم كردستان، موضحًا في بيان أن "رفض الاستفتاء لا يعني معاداة الشعب الكردي، بل انطلاقًا من الايمان بأن الشعب الكردي جزء أساسي من الشعب العراقي".

وأوضح أن حفظ الوحدة العراقية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مبينًا أن العراق لا ينوي السوء بأحد، ولا ينوي استخدام أساليب العنف، ولن يبادر بذلك، ولن يسمح لنفسه بالانخراط في هذا الاتجاه. وأضاف: "إننا مؤتمنون على الدستور، وهذا لا يعني أن نبادر بإيجاد حالة حرب".


في الأثناء، صرّحت "حركة التغيير"، والتي ينتمي إليها رئيس البرلمان الكردي، يوسف محمد، و"الجماعة الإسلامية الكردية"، أنهما لن تشاركا في جلسة برلمان إقليم كردستان المقررة اليوم لحسم مسألة استفتاء الانفصال.

وأكد المتحدث باسم "حركة التغيير" الكردية، شورش حاجي، أن نواب حركته لن يشاركوا في جلسة البرلمان الكردي اليوم، موضحًا خلال تصريح صحافي أن هذا الموقف اتخذ بناءً على قرار صادر من المجلس الوطني لحركة التغيير.

وفي السياق، ذكرت "الجماعة الإسلامية الكردية"، اليوم الجمعة، أنها لن تشارك في جلسة برلمان إقليم كردستان، موضحة في بيان أن رفض المشاركة يعود لسببين؛ الأول هو عدم توصل الأطراف السياسية الى اتفاق، والثاني جدول أعمال الجلسة الذي تم إعداده من قبل حزبين فقط، في إشارة إلى "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، والذي يتزعمه رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي ينتمي إليه الرئيس العراقي فؤاد معصوم.


مقابل ذلك، قلّل نائب رئيس برلمان إقليم كردستان، جعفر أمينكي، من أهمية مقاطعة بعض الأحزاب الكردية، موضحًا أن جلسة اليوم لن تكون مخالفة للقانون البرلماني، "لأن النصاب القانوني لعقدها مكتمل"، بحسب قوله.

وذكرت وسائل إعلام كردية، اليوم، أن جلسة برلمان إقليم كردستان ستُعقد بحضور أعضاء "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، مؤكدة أن نائب رئيس البرلمان سيترأس الجلسة، بسبب غياب رئيس البرلمان الذي ينتمي لـ"حركة التغيير".

إلى ذلك، رحّبت ألمانيا اليوم بتفعيل برلمان إقليم كردستان، مبينة أن المضي بإجراء الاستفتاء من دون موافقة الحكومة العراقية سيؤدي إلى تأزيم الأوضاع.

وأوضح نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، جورج ستريتر، أن بلاده تدعم وحدة الأراضي العراقية، مؤكدًا أن ألمانيا تدعو جميع الأطراف للحوار.

ومن المقرر أن يعقد برلمان إقليم كردستان، اليوم، جلسة خاصة يبحث فيها خيارات إجراء استفتاء الانفصال المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

وقال مصدر في برلمان الإقليم، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق من اليوم الجمعة، إن السلطة التشريعية في إقليم كردستان ستعقد في السابعة مساءً، بتوقيت العاصمة العراقية بغداد، اجتماعها في محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، موضحًا أن البرلمان الكردي سيدرس خيارات عدة مطروحة للنقاش بشأن الاستفتاء.