يشكّل العناصر الانغماسيون أهم عوامل نجاح التنظيمات السلفية الجهادية في المعارك، وذلك لما يمكن أن يحدثوه من أثر نفسي على الخصم، وإرباك خطوطه الأمامية، وجعله لا يميّز الهدف العدو من الصديق، بالإضافة للخسائر البشرية الكبيرة التي يسببونها داخل خطوط الدفاع الأولى له.
"الانغماسي" مصطلح ظهر مع دخول تنظيم "القاعدة" الى العراق وسورية، واستخدمته معظم التنظيمات السلفية الجهادية في كل من العراق وسورية واليمن. هو كناية عن عنصر مدرّب تدريباً عسكرياً عالياً على المهام الخاصة والاقتحامات، ويتمتع بلياقة بدنية عالية تمكّنه من الاستمرار في القتال والمناورة أطول فترة ممكنة. كما يتحلى بقوة بدنية تؤهله لحمل ذخيرة تفوق أضعاف تذخير العنصر العادي. وبالإضافة للتأهيل البدني والعسكري، هو عنصر يمتلك الكثير من الشجاعة، ومؤهل نفسياً وأيديولوجياً للقتال حتى الموت.
ومهمة الانغماسيين هي الانغماس بين عناصر الخصم وقتاله في عمق منطقته بهدف إرباكه والتأثير على معنوياته، وتسهيل مهمة الفصيل الذي ينتمون إليه في الاقتحام والسيطرة. وعادة ما يأتي دور الانغماسيين بعد الانتحاريين، الذين يفتحون ثغرة في الخطوط الأمامية للخصم من خلال تفجير أو عدّة تفجيرات انتحارية، يدخل بعدها الانغماسيون لإكمال مهمة خلخلة الصفوف الأمامية للخصم، تمهيداً لهجوم باقي عناصر الفصيل، وأحياناً تكون مهمة الانغماسيين إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية لدى الخصم، من دون أن يتبعها هجوم أو أن يكون لها هدف بتحقيق تقدّم ميداني. وفي هذه الحالة، يكون الانغماسيون داخل منطقة الخصم بعيدين عن خطوط المواجهة. وعادة ما يتم في هذه الحالة اختراق منطقة سيطرة العدو والقيام بتفجير انتحاري داخلها، فيستغل الانغماسيون حالة الفوضى مكان الانفجار، ويقومون بمهاجمة العناصر الذين استهدفهم التفجير ويقضون على مَن لم يتمكّن منه التفجير، ومَن يأتي للمؤازرة، فيخلقون حالة من الارباك في المكان. وغالباً ما يقاتل الانغماسي حتى يُقتل.
ويؤكّد أحد العناصر المنسحبين من تنظيم "داعش"، ويدعى (وليد. ب)، لـ"العربي الجديد"، أن "عملية اختيار الانغماسي تخضع لعدّة شروط يجب أن تتوافر جميعها فيه". أهم هذه الشروط هي "تمتعه بالقوة واللياقة البدنية العاليتين، إضافة إلى قدر عالٍ من الشجاعة وعدم التردّد، والتأكد من ولائه المطلق للتنظيم ولأفكاره، والاستعداد للموت في سبيل تحقيق أهدافه"، على حد تعبير العنصر السابق في تنظيم "الدولة"، مشيراً إلى أنّ "الانغماسي يخضع لدورات قاسية جداً من التدريب الرياضي على اللياقة البدنية وعلى قوة التحمّل تحت أسوأ الظروف، وهو يخضع لمعظم هذه التدريبات حاملاً أوزاناً ثقيلة. كما يخضع لتدريبات عسكرية قاسية لزيادة مهاراته في الاقتحام والقتال القريب والقنص وكيفية استخدام عنصر المفاجأة في إرباك الخصم". ويضيف: "بالتوازي مع هذه التدريبات، هناك جلسات من الدروس الدينية العقائدية التي تزيد من شجاعة العنصر وتقوي إرادته للقتال، ليصل إلى قناعة تامة بأن الموت والحياة سيان؛ فالموت ينقل المجاهد إلى حياة أخرى أفضل، كما أن بقاءه على قيد الحياة يجعله يساهم بشكل أكبر في قتل عدد أكبر من أعداء الدين"، وفق عقيدة تلك التنظيمات.
وعن تذخير الانغماسي، يقول وليد: "إن السلاح والذخيرة التي يحملها الانغماسيون هي في الغالب أسلحة خفيفة. وفي بعض المعارك الكبرى قد يشرك انغماسيون بأسلحة ثقيلة تصل إلى الدبابات، ولكنها تكون كأسلحة مؤازرة للانغماسيين الذين يدخلون المعركة بأسلحة فردية خفيفة. إذ يحمل الانغماسي ذخيرة فردية تساوي بين ثلاثة إلى خمسة أضعاف الذخيرة التي يحملها العنصر العادي في المعركة. وفي الغالب يزوّد الانغماسي بحزام ناسف يستخدمه حسب الحاجة، أي عندما يُحاصَر أو حين يرى في استخدامه ما يلحق ضرراً كبيراً بالعدو فيتحول إلى استشهادي. ويحمل الانغماسي معه بين 12 الى 16 مخزن للسلاح الفردي الذي بحوزته، بالإضافة إلى نحو ألف إلى 1500 طلقة. واذا كان سلاحه الفردي مسدساً، فهو يحمل معه أكثر من مسدس وقد يكون أحدها مزوداً بكاتم صوت، حسب العملية، بالاضافة إلى سلاح أبيض كالحراب والسكاكين".
وعن الفرق بين الانتحاري والانغماسي، تشير معظم الأراء إلى أنّ الانتحاري هو عنصر مدرب تدريباً عقائدياً ومؤهل نفسياً لتفجير نفسه أو تفجير آلية يقودها دون أن يكون بالضرورة يتمتع بمواصفات بدنية معينة أو مهارات قتالية، ونتيجة العملية التي يقوم بها هي الموت المحتم. أما الانغماسي فهو عنصر مؤهل للقتال حتى الموت، ولكن ليس بالضرورة أن تنتهي مهمته بموته، فهناك احتمالات لنجاته يحددها سير العملية، وأحياناً قد يقرّر الانغماسي أن ينهي حياته إذا شعر أنه محاصر أو رأى أنّه قد يتسبّب بأضرار جسيمة للعدو في حال قام بتفجير نفسه.
ويعود للانغماسيين الذين استخدمتهم "جبهة النصرة" في معركة السيطرة على معسكر وادي الضيف أخيراً، الفضل الأكبر في حسم المعركة والتسبب بانهيار معنويات جنود النظام الذين فوجئوا بعشر دبابات ومجموعة من الانغماسيين دخلوا إلى صفوفهم ومهّدوا الطريق لعناصر الجبهة في اقتحام المعسكر والسيطرة عليه. وبحسب دعاية "النصرة"، فقد استخدمت 900 انغماسي في معركة وادي الضيف وحدها.
ومن أكبر العمليات التي تم استخدام الانغماسيين فيها سورياً، العملية التي نفذتها "جبهة النصرة" بنسف نادي الضباط والفندق السياحي في ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، واللذين كان النظام يستخدمهما كمقرّات لضباطه وجنوده. حينها، تم تفجير ثلاث سيارات مفخخة عبر انتحاريين، قبل أن يشتبك ثلاثة انغماسيين من "جبهة النصرة" مع عناصر النظام هناك، ما أدى إلى قتل عدد كبير منهم، نتيجة حالة الإرباك التي أصابتهم بعد التفجير. وتواردت الأنباء التي تفيد بأن الكثير من عناصر النظام قُتلوا على أيدي رفاقهم بسبب الارباك الذي أحدثه الانغماسيون.
واستخدم تنظيم "داعش" عناصر انغماسية في معاركه التي خاضها في ضد النظام و"الجيش الحر" والأكراد، كمعركة السيطرة على مطار الطبقة العسكري ضدّ قوات النظام، والتي انتهت بسيطرته على المطار، والعمليات التي قام بها ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية، والتي كان أهمها الهجوم الانغماسي الذي نفّذه التنظيم في القحطانية والبكارية، وقُتل خلاله نحو ستين عنصراً من وحدات "حماية الشعب"، بحسب مصادر التنظيم. كما استخدمت بعض الفصائل ذات التوجه الإسلامي في الغوطة الشرقية بعض الانغماسيين في عملياتها ضدّ النظام السوري، كما في معارك جوبر.
"الانغماسي" مصطلح ظهر مع دخول تنظيم "القاعدة" الى العراق وسورية، واستخدمته معظم التنظيمات السلفية الجهادية في كل من العراق وسورية واليمن. هو كناية عن عنصر مدرّب تدريباً عسكرياً عالياً على المهام الخاصة والاقتحامات، ويتمتع بلياقة بدنية عالية تمكّنه من الاستمرار في القتال والمناورة أطول فترة ممكنة. كما يتحلى بقوة بدنية تؤهله لحمل ذخيرة تفوق أضعاف تذخير العنصر العادي. وبالإضافة للتأهيل البدني والعسكري، هو عنصر يمتلك الكثير من الشجاعة، ومؤهل نفسياً وأيديولوجياً للقتال حتى الموت.
ومهمة الانغماسيين هي الانغماس بين عناصر الخصم وقتاله في عمق منطقته بهدف إرباكه والتأثير على معنوياته، وتسهيل مهمة الفصيل الذي ينتمون إليه في الاقتحام والسيطرة. وعادة ما يأتي دور الانغماسيين بعد الانتحاريين، الذين يفتحون ثغرة في الخطوط الأمامية للخصم من خلال تفجير أو عدّة تفجيرات انتحارية، يدخل بعدها الانغماسيون لإكمال مهمة خلخلة الصفوف الأمامية للخصم، تمهيداً لهجوم باقي عناصر الفصيل، وأحياناً تكون مهمة الانغماسيين إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية لدى الخصم، من دون أن يتبعها هجوم أو أن يكون لها هدف بتحقيق تقدّم ميداني. وفي هذه الحالة، يكون الانغماسيون داخل منطقة الخصم بعيدين عن خطوط المواجهة. وعادة ما يتم في هذه الحالة اختراق منطقة سيطرة العدو والقيام بتفجير انتحاري داخلها، فيستغل الانغماسيون حالة الفوضى مكان الانفجار، ويقومون بمهاجمة العناصر الذين استهدفهم التفجير ويقضون على مَن لم يتمكّن منه التفجير، ومَن يأتي للمؤازرة، فيخلقون حالة من الارباك في المكان. وغالباً ما يقاتل الانغماسي حتى يُقتل.
ويؤكّد أحد العناصر المنسحبين من تنظيم "داعش"، ويدعى (وليد. ب)، لـ"العربي الجديد"، أن "عملية اختيار الانغماسي تخضع لعدّة شروط يجب أن تتوافر جميعها فيه". أهم هذه الشروط هي "تمتعه بالقوة واللياقة البدنية العاليتين، إضافة إلى قدر عالٍ من الشجاعة وعدم التردّد، والتأكد من ولائه المطلق للتنظيم ولأفكاره، والاستعداد للموت في سبيل تحقيق أهدافه"، على حد تعبير العنصر السابق في تنظيم "الدولة"، مشيراً إلى أنّ "الانغماسي يخضع لدورات قاسية جداً من التدريب الرياضي على اللياقة البدنية وعلى قوة التحمّل تحت أسوأ الظروف، وهو يخضع لمعظم هذه التدريبات حاملاً أوزاناً ثقيلة. كما يخضع لتدريبات عسكرية قاسية لزيادة مهاراته في الاقتحام والقتال القريب والقنص وكيفية استخدام عنصر المفاجأة في إرباك الخصم". ويضيف: "بالتوازي مع هذه التدريبات، هناك جلسات من الدروس الدينية العقائدية التي تزيد من شجاعة العنصر وتقوي إرادته للقتال، ليصل إلى قناعة تامة بأن الموت والحياة سيان؛ فالموت ينقل المجاهد إلى حياة أخرى أفضل، كما أن بقاءه على قيد الحياة يجعله يساهم بشكل أكبر في قتل عدد أكبر من أعداء الدين"، وفق عقيدة تلك التنظيمات.
وعن تذخير الانغماسي، يقول وليد: "إن السلاح والذخيرة التي يحملها الانغماسيون هي في الغالب أسلحة خفيفة. وفي بعض المعارك الكبرى قد يشرك انغماسيون بأسلحة ثقيلة تصل إلى الدبابات، ولكنها تكون كأسلحة مؤازرة للانغماسيين الذين يدخلون المعركة بأسلحة فردية خفيفة. إذ يحمل الانغماسي ذخيرة فردية تساوي بين ثلاثة إلى خمسة أضعاف الذخيرة التي يحملها العنصر العادي في المعركة. وفي الغالب يزوّد الانغماسي بحزام ناسف يستخدمه حسب الحاجة، أي عندما يُحاصَر أو حين يرى في استخدامه ما يلحق ضرراً كبيراً بالعدو فيتحول إلى استشهادي. ويحمل الانغماسي معه بين 12 الى 16 مخزن للسلاح الفردي الذي بحوزته، بالإضافة إلى نحو ألف إلى 1500 طلقة. واذا كان سلاحه الفردي مسدساً، فهو يحمل معه أكثر من مسدس وقد يكون أحدها مزوداً بكاتم صوت، حسب العملية، بالاضافة إلى سلاح أبيض كالحراب والسكاكين".
وعن الفرق بين الانتحاري والانغماسي، تشير معظم الأراء إلى أنّ الانتحاري هو عنصر مدرب تدريباً عقائدياً ومؤهل نفسياً لتفجير نفسه أو تفجير آلية يقودها دون أن يكون بالضرورة يتمتع بمواصفات بدنية معينة أو مهارات قتالية، ونتيجة العملية التي يقوم بها هي الموت المحتم. أما الانغماسي فهو عنصر مؤهل للقتال حتى الموت، ولكن ليس بالضرورة أن تنتهي مهمته بموته، فهناك احتمالات لنجاته يحددها سير العملية، وأحياناً قد يقرّر الانغماسي أن ينهي حياته إذا شعر أنه محاصر أو رأى أنّه قد يتسبّب بأضرار جسيمة للعدو في حال قام بتفجير نفسه.
ويعود للانغماسيين الذين استخدمتهم "جبهة النصرة" في معركة السيطرة على معسكر وادي الضيف أخيراً، الفضل الأكبر في حسم المعركة والتسبب بانهيار معنويات جنود النظام الذين فوجئوا بعشر دبابات ومجموعة من الانغماسيين دخلوا إلى صفوفهم ومهّدوا الطريق لعناصر الجبهة في اقتحام المعسكر والسيطرة عليه. وبحسب دعاية "النصرة"، فقد استخدمت 900 انغماسي في معركة وادي الضيف وحدها.
ومن أكبر العمليات التي تم استخدام الانغماسيين فيها سورياً، العملية التي نفذتها "جبهة النصرة" بنسف نادي الضباط والفندق السياحي في ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، واللذين كان النظام يستخدمهما كمقرّات لضباطه وجنوده. حينها، تم تفجير ثلاث سيارات مفخخة عبر انتحاريين، قبل أن يشتبك ثلاثة انغماسيين من "جبهة النصرة" مع عناصر النظام هناك، ما أدى إلى قتل عدد كبير منهم، نتيجة حالة الإرباك التي أصابتهم بعد التفجير. وتواردت الأنباء التي تفيد بأن الكثير من عناصر النظام قُتلوا على أيدي رفاقهم بسبب الارباك الذي أحدثه الانغماسيون.
واستخدم تنظيم "داعش" عناصر انغماسية في معاركه التي خاضها في ضد النظام و"الجيش الحر" والأكراد، كمعركة السيطرة على مطار الطبقة العسكري ضدّ قوات النظام، والتي انتهت بسيطرته على المطار، والعمليات التي قام بها ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية، والتي كان أهمها الهجوم الانغماسي الذي نفّذه التنظيم في القحطانية والبكارية، وقُتل خلاله نحو ستين عنصراً من وحدات "حماية الشعب"، بحسب مصادر التنظيم. كما استخدمت بعض الفصائل ذات التوجه الإسلامي في الغوطة الشرقية بعض الانغماسيين في عملياتها ضدّ النظام السوري، كما في معارك جوبر.