يُجمع الموجودون في المكان على أمر واحد: السيسي هو الرئيس المقبل. بعضهم يُشارك للمرة الأولى في الانتخابات. تعتبر إنعام أنّ تصويتها للمرّة الأولى هو "لرؤية مصر أفضل، بعد الصعوبات التي مرّت بها". لا تُخفي الأخيرة أنّها انتخبت السيسي أيضاً. أمّا جمال، فقد انتخب المرشح حمدين صبّاحي في الانتخابات الرئاسيّة الماضية، لكنّه اليوم ينتخب السيسي. يعتبر أنّ "حمدين رجل جيّد لكنّه ليس رجل المرحلة". يتشارك أحمد مع جمال في وجهات النظر. يعتبر أحمد، الذي يُشارك في الانتخابات للمرة الأولى أيضاً، أنّ "السيسي هو مَن سيؤمّن الاستقرار لمصر في المرحلة المقبلة". هذا علماً أنّ الأمين العام السابق للجامعة العربيّة عمرو موسى هو مَن حاز على أكثريّة الأصوات في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة في لبنان في العام 2012.
يُؤكد المشهد داخل حرم السفارة كلام المصريين في الخارج. عدد كبير منهم ينتظر دوره في صالة الانتظار. يُخبرهم مسؤول في السفارة بوجوب وضع إشارة إلى جانب صورة المرشّح الذي يريدون التصويت له، بعد تسجيل بياناتهم. يذهب الناخبون خلف العازل، من دون أن يختفوا كُليّاً. لا يضمن العازل المُستعمل سريّة الاقتراع. يختارون مرشّحهم، ثُمّ يسألون عمّا يجب أن يفعلوه مجدداً. بعدها، يُسقطون الورقة في صندوق شفّاف كبير وضع تحته علم مصر. يستطيع مَن يقف إلى جانب الصّندوق أيضاً، أن يرى نتيجة تصويت معظم المشاركين. الصندوق أيضاً، لا يضمن سرّيّة الاقتراع.
في زاوية الغرفة، يقف السفير المصري في لبنان أشرف حمدي. هو رئيس لجنة التصويت في بيروت، ويحرص شخصياً على ضمان سلامة سير العمليّة الانتخابيّة، كما يقول. لم يمنع هذا الأمر أحد الناخبين من إدخال هاتفه المحمول خلسةً إلى غرفة التصويت، بحجّة أنّه يريد التقاط صورة بينما يُمارس حقّه بالاقتراع. أثار الأمر مشادةً كلاميّة بينه وبين السفير. طلب الأخير منه التصويت والمغادرة، لأنّ التصوير ممنوع داخل لجنة الاقتراع. لكنّ مراقبة السفير لسير الانتخابات، لم تمنع دخول المقترعين حاملين صور السيسي إلى غرفة التصويت. من المعروف أنّ هذا الأمر ممنوع أيضاً، لضمان سرّيّة الانتخابات.
يبدو حمدي متفائلاً بالمشاركة في الانتخابات الرئاسيّة لهذا العام. يوضح لـ"العربي الجديد" أنّ هناك حوالى ٣٥ ألف مواطن مصريّ مقيمين في لبنان ممّن يحقّ لهم الاقتراع. ويقول إنه "قبل انتهاء التصويت في اليوم الأول للانتخابات، اقترب عدد المقترعين من ٥٠٠، ما يُعدّ تطوّراً كبيراً نسبةً للتصويت في الاستفتاء على الدستور، الذي شارك فيه حوالى ٣٠٠ فقط خلال أربعة أيام". وتستمرّ عمليّة الاقتراع لاختيار رئيس مصريّ جديد في بيروت لأربعة أيّام، على أن يجري فرز الأصوت ليل الأحد المقبل.
أمام مبنى السفارة أيضاً، يدعو مسؤول الرياضة والشباب وشؤون المصريين في الجالية المصريّة في لبنان، محمد الدقاق، جميع المصريّين المشاركين في التصويت إلى "احتفال سيُقام يوم الأحد المقبل". يعتبر الأخير أنّ "جميع المشاركين انتخبوا السيسي، والنتيجة معروفة مُسبقاً".