الاقتصاد المغربي ساحة الفرص

13 يوليو 2015
مهاجر يعمل داخل ورشة في المغرب (فضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -
أمام "باب مراكش" وسط العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تعمل مجموعة من النسوة المهاجرات في التزيين النسائي. يتسلحن بخبرتهن، ومهارتهن في تصفيف شعر النساء وفق الطريقة الأفريقية. وتنحدر أغلب النسوة العاملات في هذا المجال من دول الكاميرون، مالي، السينغال، والغابون، ويجنين في اليوم الواحد حسب حديث "العربي الجديد" مع مجموعة منهن، قرابة 300 دولار... فقد وجد المهاجرون من دول أفريقيا في السوق المغربية فرصة مهمة للحصول على فرصة عمل، خاصة القادمين منهم من دول تنطق باللغة الفرنسية. في حين اعتمدت السلطات المغربية سياسة مدروسة في التعامل مع هؤلاء، عبر تدعيم قطاعاتها بخبرات وتجارب تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي، وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي.

وقال كاتب عام نقابة المهاجرين المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل (الممثل الوحيد للمهاجرين في المغرب) فرانك تنكا، إن المهاجرين القادمين من دول أفريقيا، اختاروا المغرب دون غيره من دول شمال أفريقيا للاستقرار، بسبب الوضع السياسي والاقتصادي البعيد عن توترات المنطقة، بالإضافة إلى قرار السلطات المغربية انتهاج سياسة تسوية أوضاع الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، ومنحهم بطاقات الإقامة بالمغرب.


وأضاف تنكا لـ"العربي الجديد"، أن المسؤولين في المغرب مطالبون اليوم بالمرور إلى مرحلة الإدماج الكلي للمهاجرين، بعد مرحلة تسوية الوضعية القانونية. وعن المهن التي يقبل عليها المهاجرون في المغرب، أوضح فرانك أنها تشمل أشغال البناء، والعمل داخل المخابز والمطاعم، والعمل في قطاعات الصيد، الفلاحة، والصناعة التقليدية في مدن الجنوب المغربية خاصة العيون والداخلة. أما بالنسبة للمدن المركزية مثل الدار البيضاء والرباط، فمراكز الاتصال تعد المشغل رقم واحد للمهاجرين.

بدورها، أوضحت الباحثة بمعهد الدراسات الأفريقية الدكتورة فاطمة أيت بن المدني، في حديثها مع "العربي الجديد"، أن ظاهرة الهجرة والاستقرار في المغرب ليست جديدة، وإن كانت تختلف من حيث الشكل، مبررة ذلك بتواجد أجيال قديمة من المهاجرين، وخاصة الماليين منهم، والذي يمارسون أنشطة مهنية مختلفة، بل منهم من وصل درجة إدارة الأعمال والمشاريع. وقالت إن "التحول الذي حصل بالنسبة للفئة الأخيرة، هو إقبال طلابها على البحث عن عمل داخل المغرب بعد إتمام دراستهم الجامعية فيه، بدل الرجوع إلى بلدهم".

أما عن الفئة الثانية التي تدخل المغرب عبر حدوده خلسة، صرحت الدكتورة المدني أن تشديد دول أوروبا لإجراءات إغلاق حدودها، وتهجير من يصلون إليها بطرق غير شرعية، دفعت المهاجرين لاختيار الاستقرار في المغرب. وعن مجموع المهاجرين المقيمين في المغرب، كشفت المدني، أن المعهد يقدر عددهم بحوالى 100 ألف نسمة... واقع، ساهم بتوسيع السوق المغربية وتنظيمها.
المساهمون