تقرير مدعوم من الأمم المتحدة: مجاعة في شمال دارفور

01 اغسطس 2024
في مخيم زمزم للنازحين السودانيين بولاية شمال دارفور، يناير 2024 (محمد ذكريا/ رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **أزمة إنسانية ومجاعة في دارفور:** يعاني شمال دارفور من مجاعة حادة، حيث تصنف بعض المناطق في المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي. الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدت إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص.

- **تفاقم الأوضاع الإنسانية:** تقرير أممي كشف عن مستويات حرجة من سوء التغذية في مخيم زمزم، حيث نزح إليه 150 ألف شخص في مايو، مما زاد عدد سكانه إلى أكثر من نصف مليون.

- **جهود دولية ودعوات لوقف إطلاق النار:** الولايات المتحدة والسعودية دعتا لمحادثات في سويسرا، لكن الحكومة السودانية رفضت المفاوضات قبل تنفيذ "إعلان جدة".

وسط ما يوصف بأنّه أزمة إنسانية بلا حدود في السودان، تنتشر ظروف مجاعة في شمال إقليم دارفور غربي البلاد، ومن المرجّح أن تستمر الأوضاع على هذه الحال حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 15 شهراً، بحسب ما حذّرت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة، اليوم الخميس.

وكشف تقرير صادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنّ أجزاء من ولاية شمال دارفور، خصوصاً مخيم زمزم، تعاني "أسوأ أنواع الجوع" المعروفة باسم المرحلة الخامسة من التصنيف. يُذكر أنّ شراكة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي تضمّ أكثر من 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومجموعات إغاثة وحكومات، تعتمد كلها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مرجعاً عالمياً لتحليل أزمات الغذاء والتغذية.

وتُحدَّد المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في المناطق التي يعاني فيها شخص واحد أو أسرة واحدة على الأقلّ من بين كلّ خمسة أشخاص أو خمس أسر من نقص حاد في الغذاء ويواجهون مجاعة وعوزاً، الأمر الذي يؤدّي في النهاية إلى مستويات حرجة من سوء التغذية الحاد وإلى الموت.

وقد انزلق السودان إلى أتون حرب ضروس عندما بدأ القتال قبل أكثر من عام، تحديداً في منتصف إبريل/ نيسان من عام 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح برهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد دفع الصراع السودانيين إلى الجوع، وتسبّب في أكبر أزمة نزوح في العالم، مع إجبار أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من ديارهم، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، علماً أنّ أكثر من مليونَين منهم لجأوا إلى دول الجوار.

يُذكر أنّ برنامج الأغذية العالمي كان قد أفاد، في تقرير أصدره في مايو/ أيار الماضي، بأنّ 1.7 مليون شخص على أقلّ تقدير يختبرون بالفعل مستويات طارئة من الجوع في إقليم دارفور غربي السودان، خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع.

وأوضح التقرير الأخير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أنّ ظروف مجاعة سيطرت، منذ يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز الماضيَين، على مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومتراً إلى جنوب الفاشر، حيث يقيم النازحون داخلياً. أضاف أنّ "مركز بحوث الأغذية في السودان وجد أنّ اثنَين من ثلاثة متطلبات محورية له، في تصنيف المجاعة وسوء التغذية الحاد ومعدلات الوفيات، جرى تجاوزها، الأمر الذي يؤكد وقوع مجاعة بناءً على أدلة ذات مصداقية"، مضيفاً أنّ ثمّة خطورة كبيرة في استمرار مثل هذه الظروف لما بعد أكتوبر المقبل في مخيم زمزم إذا استمرّ الصراع.

وقد تؤثّر ظروف مشابهة على أجزاء من الفاشر، خصوصاً مخيّمَي أبو شوك والسلام، لكنّ عدد السكان المتضرّرين وأمنهم الغذائي وحالتهم الصحية لم تتقرّر أو لم تُحدَّد بعد.

وكرّرت شبكة أنظمة التحذير المبكر من المجاعة، اليوم الخميس، ما ورد في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، مبيّنة أنّ ثمّة "أدلّة ذات مصداقية" على تجاوز بوادر المجاعة في يونيو الماضي في مخيم زمزم. لكنّ تقرير التصنيف المرحلي رأى أنّ مثل هذه الأدلة محدودة وبالتالي من الصعب تأكيد هذا التصنيف أو نفيه، غير أنّه من الممكن تأكيد معاناة النازحين من الجوع.

وتابع تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنّ ظروف المجاعة في مخيم زمزم يؤجّجها الصراع و"الوصول الإنساني المقيّد بصورة كبيرة". وبحسب التقديرات، فإنّ نحو 320 ألف شخص نزحوا في الفاشر منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، وانتقل 150 ألفاً على الأقلّ إلى مخيم زمزم في مايو/أيار الماضي لتلبية ضروريات الحياة. فزاد عدد سكان المخيم ليبلغ أكثر من نصف مليون شخص في خلال أسابيع قليلة.

وورد في التقرير المدعوم من الأمم المتحدة أنّ في يوليو الماضي، "كشفت البيانات المتاحة عن سوء التغذية الحاد في مخيم زمزم من يناير/ كانون الثاني 2024 كشفت تجاوز معدلات سوء التغذية بوادر المجاعة الخاصة بالتصنيف". وكان تقرير آخر صادر في يوليو الماضي قد بيّن أنّ 755 ألف شخص يواجهون المرحلة الخامسة من تصنيف المنظمة في عشر ولايات، خمس منها في منطقة دارفور الكبرى وشمال كردفان والجزيرة والخرطوم.

في سياق متصل، دعت كلّ من الولايات المتحدة الأميركية والسعودية الطرفَين المتنازعَين في السودان إلى المشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار، وذلك في سويسرا في أغسطس/ آب الجاري. وفي حين أفاد قائد قوات الدعم السريع بأنّه يعتزم المشاركة، صرّحت الحكومة السودانية التي يسيطرعليها الجيش بأنّ أيّ مفاوضات قبل تنفيذ "إعلان جدة"، الذي رأى النور في 12 مايو 2023، "لن تكون مقبولة من قبل الشعب السوداني". يُذكر أنّ "إعلان جدّة" يهدف إلى الالتزام بحماية المدنيين، من أجل إنهاء الصراع، لكنّ أياً من الطرفَين لم يلتزم بأهدافه، من بينها إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار وتمهيد الطريق لوقف دائم للقتال.

من جهة أخرى، قال مستشار دعم القرار في شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة لارك والترز، في بيان صحافي اليوم الخميس: "نعلم أنّ مجاعة تنتشر على نطاق واسع بين السكان النازحين في الفاشر التي يحتمي بها نحو نصف مليون شخص حالياً". أضاف أنّه "من دون إنهاء هذا الصراع، وفي ظلّ غياب المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، فإنّ المعاناة الإنسانية البالغة سوف تتواصل".

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون