الاحتلال يواصل اعتداءاته بالضفة... وعباس يطلب تحقيقاً دولياً

06 يوليو 2014
رفع الطوق الأمني عن الخليل (أحمد غرابلي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات من المستوطنين اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فقد قام المستوطنون بسلسلة اعتداءات في العديد من شوارع الضفة، منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد، بينما أطلق جيش الاحتلال الرصاص المعدني، تجاه منازل الفلسطينيين في قرية برطعة، جنوب غربي جنين. كما دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الى تشكيل لجنة تحقيق دولية، "بالجرائم الإرهابية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".

وأضرمت قوات الاحتلال النيران في مرأب للمركبات الفلسطينية في قرية برطعة، المحاذية لجدار الفصل العنصري، خلال مواجهات اندلعت مع متظاهرين على مدخل القرية.

وقال رئيس المجلس المحلي في برطعة، غسان قبها، لـ"العربي الجديد" إن "مواجهات عنيفة اندلعت مع جنود الاحتلال على مدخل القرية، وقام الشبان بإشعال النار بالإطارات المطاطية".

وأوضح قبها أن "جندياً من جيش الاحتلال ألقى إطاراً مشتعلًا باتجاه مرأب للمركبات وتسبب بإحراق نحو 25 مركبة قديمة، تعود ملكيتها للفلسطينيين". وأشار إلى أن "جيش الاحتلال أطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة اتجاه المنازل، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق".

في هذه الأثناء، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، قرية النبي صالح، غربي رام الله، منطقة عسكرية مغلقة، وعزلتها عن المناطق المجاورة، فيما منعت سكانها من الدخول والخروج منها وإليها والتوجه إلى أماكن عملهم.

ويأتي إغلاق القرية بعد محاولة مواجهات شهدتها مع قوات الاحتلال، حينما تصدى عدد من الفلسطينيين لمجموعات المستوطنين ومنعوهم من اقتحام القرية.

وفي جنوبي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال مصور قناة "الأقصى" المحسوبة على حركة "حماس"، أحمد الخطيب، أثناء مروره على حاجز زعترة.

وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت قراراً الشهر الماضي، بحظر عمل قناة "الأقصى" في الضفة الغربية، ضمن حملتها ضد حركة "حماس".

وفي مدينة الخليل، أعلنت سلطات الاحتلال رفع الطوق الأمني المفروض على المدينة والسماح للعمال الفلسطينيين بالتوجه إلى أماكن عملهم في الأراضي المحتلة العام 1948، اعتباراً من اليوم الأحد، بعد 25 يوماً على الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي شنتها عقب اختفاء ثلاثة من مستوطنيها قرب الخليل، والذين تم العثور على جثثهم لاحقاً.

وفي مدينة طولكرم، حاول المستوطنون الاعتداء على محافظ المدينة، عبد الله كميل، بعدما اعترضوا مركبته أثناء عودته إلى المحافظة، بالقرب من مفترق قرية جيت، جنوبي غربي نابلس.

وبالقرب من بيت لحم، رشق عدد من المستوطنين الذين تجمعوا على الطريق الالتفافي عند بلدة زعترة، مركبات الفلسطينيين بالحجارة، ما أدى إلى تضرر عدد منها، فيما قامت مجموعة أخرى برشق المركبات المارة بالقرب من تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" جنوبي بيت لحم بالحجارة، الأمر الذي أدى إلى تضرر عدد منها أيضاً.

وفي سياق متصل، طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بتشكيل لجنة تحقيق دولية، في الجرائم الإرهابية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، بما فيها جريمة حرق الشهيد محمد أبو خضير حياً.

وأشار عباس للصحافيين في مقر الرئاسة، عقب تسليمه رسالة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، روبرت سيري، اليوم الأحد، الى أن "هذا الفتى الذي لا يزيد عمره عن 15 عاماً اُحرق حياً، وهذا يُذكّر بحوادث مماثلة حدثت في الماضي، لذلك سلمت رسالة عاجلة إلى سيري أطالب فيها بتشكيل لجنة تحقيق دولية".

وأوضح أن "لجنة التحقيق الدولية يجب أن تُحقق في مقتل 16 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، خلال الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى محاولات الاختطاف المتواصلة والاعتداء على الأطفال، كما حدث مع الشهيد، محمد أبو خضير".

وأضاف "قتلوا محمد، واعتدوا على ابن عمه، وكلنا شاهدنا في وسائل الإعلام التشويه الذي حصل ضد الفتى، من قبل هذه الجماعات الاستيطانية المجرمة، التي يجب أن تصبح خارج إطار القانون واعتبارها تنظيمات غير قانونية وغير شرعية".

وأعلن عباس أنه "طالب بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدما ارتفع إرهاب الجماعات الاستيطانية بنسبة 41 في المئة خلال النصف الاول من العام 2014، فيما الحكومة الإسرائيلية ترفض ملاحقة هذه المجموعات وخصوصاً مجموعة جباية الثمن كجماعة إرهابية".

ورأى انه "بحال كانت الحكومة الإسرائيلية تريد السلام فعلاً، فيجب أن تُعلن عن هذه المجموعات وتحديداً جماعة جباية الثمن، على أنها مجموعة إرهابية، وأن تُوصَم بذلك من الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي".

يُذكر أن حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس)، دعت عباس إلى وقف مشاركته في مؤتمر "السلام الإسرائيلي"، الذي يعقد في مدينة تل أبيب، يوم الثلاثاء المقبل.

ورأى المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تصريح لـ"الأناضول"، أن "مشاركة عباس في المؤتمر تمثل إساءة لمشاعر الشعب الفلسطيني".

المساهمون