هزّ انفجار عنيف مدينة الخليل، مع أذان فجر اليوم الاثنين، بعد إقدام قوات الاحتلال على نسف منزل الأسير حسام القواسمة. وسبق ذلك الانفجار بنحو ساعتين انفجار آخر استهدف منزل عامر أبو عيشة، فيما صبّ الاحتلال كميات هائلة من "الإسمنت" في منزل مروان القواسمة، حتى يستحيل على العائلة استخدامه.
وتتهم قوات الاحتلال الفلسطينيين الثلاثة بالوقوف وراء أسر المستوطنين الثلاثة، في 12 يونيو/ حزيران الماضي، الذين وجدت جثثهم في 30 من الشهر ذاته، مدفونة في أرض خالية في محافظة الخليل. وفي حين اعتقلت حسام القواسمة، في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، ما زالت تبحث عن عامر أبو عيشة ومروان القواسمة اللذين اختفت آثارهما منذ العملية.
وأقدمت قوات الاحتلال على مدار ساعتين على زراعة متفجرات في منزلي أبو عيشة والقواسمة، حيث يتكوّن البيت الأول من طابقين ويضم عدة شقق يعيش فيها أشقاؤه مع عائلاتهم، في حين يتكوّن منزل القواسمة من طابقين أيضاً.
وقالت مصادر في الخليل، لـ"العربي الجديد"، رفضت نشر أسمائها، إنه "تم تفجير الطابق الثاني من منزل أبو عيشة بشكل كامل، وتم إلصاق إخطار عليه يفيد بعدم السماح بترميم المنزل بقرار من الحاكم العسكري الإسرائيلي".
أما بيت مروان القواسمة، فعمدت قوات الاحتلال إلى صب كميات هائلة من الإسمنت الجاهز للبناء في المنزل، بهدف استحالة استخدامه بعد اليوم، حيث أحضرت قوات الاحتلال معها خمس مضخات كبيرة للإسمنت ومحركاً كهربائياً بغية إتمام صب أطنان من الإسمنت داخل المنزل.
وقبل التفجير، أقدمت قوات الاحتلال على إخلاء كافة المنازل المحيطة بمنزلي أبو عيشة، وحسام القواسمة. وبُعيد تفجير منزل نجله، هتف والد الأسير حسام القواسمة: "بالروح بالدم نفديك يا حماس".
وشهد المكان مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الذين ألقوا الحجارة باتجاههم، واجتهدوا في إرباك قوات الاحتلال وإعاقة حركتها، غير أن وجود مئات من جنود الاحتلال معززة بعشرات من الآليات العسكرية، وإغلاقها لجميع الطرق المؤدية للأماكن التي توجد فيها المنازل المنوي تفجيرها، حدّ من المواجهات بشكل كبير. لكن المواجهات تجددت بعد إتمام عملية تفجير المنازل.
وكانت قوات الاحتلال قد قامت، قبل بضعة أسابيع، بتفجير محدود وأعمال هدم داخلية في منزلي عامر أبو عيشة ومروان القواسمة، بشكل أحدث دماراً هائلاً في المنزلين، واستحال معه ترميمهما أو العيش فيهما. لكن قوات الاحتلال اعتبرت أن هذا التدمير يأتي في سياق تفتيش المنزل وليس تدميره، والذي استصدرت فيه قراراً، أخيراً، من المحكمة الإسرائيلية.