كان مفترضا أن يتوجه الطالب الفلسطيني يوسف دويكات صباح اليوم إلى كليّته في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، لبدء عامه الدراسي الجديد، لكن قرارا من الاحتلال الإسرائيلي منعه من دخول الجامعة، وهدده بالاعتقال الفوري في حال عدم الالتزام، منعه أن يكون بين الطلبة لاستكمال دراسته.
لا تبعد جامعة النجاح عن بيت دويكات، سوى سبع دقائق، فهو يعيش في منطقة بلاطة البلد شرقي نابلس، ولا وجود لأي حاجز عسكري على الطريق التي يمر منها وصولا إلى الجامعة، لكن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على كل مكان في الضفة الغربية، ويحتل البيوت والجامعات دون أية اعتبارات.
تلقى دويكات اتصالا هاتفيا من ضابط في جيش الاحتلال يوم الإثنين الماضي، أبلغه فيه بضرورة حضوره إلى محكمة سالم العسكرية، حيث تسلم أمس الثلاثاء قرارا يمنعه من دخول جامعته لمدة ستة أشهر. يقول دويكات لـ"العربي الجديد": "أنا الآن ممنوع من دخول الجامعة بسبب نشاطي الطلابي، وأنا أدرس هندسة كهرباء في السنة الثالثة. ودفعت قسط الجامعة وأنهيت كافة أمور التسجيل".
وجاء في قرار الإبعاد عن الجامعة أن السبب هو نشاط دويكات في الكتلة الإسلامية؛ الذراع الطلابية لحركة "حماس"، أما الجامعة، فلم تتواصل معه، ولم يصله أي تعقيب منها على قرار الإبعاد، رغم أنه رفع كتابا لإدارة الجامعة يوضح لها فيه ما جرى.
وليس العقاب جديدا، فقد استخدمه الاحتلال في الانتفاضة الأولى عام 1987، وتم إبعاد 11 طالبا عن جامعاتهم منذ عام 2013، وهذا المرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي التي يتم فيها إبعاد طالب في جامعة النجاح، ويثبت القرار أن ما يسمى "الإدارة المدينة" التابعة للاحتلال هي من تحكم كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيادة للسلطة الفلسطينية حتى في المناطق المصنفة "أ" بحسب تقسيمات اتفاقية أوسلو.
وقال المحاضر في جامعة النجاح، يوسف عبد الحق، لـ"العربي الجديد": "هذا العقاب يعني أن الجامعة تحت الاحتلال بشكل مباشر، بصرف النظر عن وجود السلطة الفلسطينية، ومثل هذه العقوبات المباشرة على الشعب الفلسطيني تلغي أي حديث عن استقلالية القرار الفلسطيني"، وأشار إلى أن "الاحتلال قبل أوسلو وبعدها يقرر ما يشاء، إذ كان يطرد طلابا من المدارس، وبالتالي لا جديد. الجديد ما ستقوله السلطة وإدارة الجامعة".
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي عقوبة الإبعاد بشكل تعسفي ضد الفلسطينيين، وللإبعاد أشكال عدة منها إبعاد مناضلين فلسطينيين إلى الخارج، وإبعاد عن المسجد الأقصى، وإبعاد الأسرى إلى قطاع غزة أو الخارج، وكانت سلطات الاحتلال قد استخدمت سياسة إبعاد الطلبة عن الجامعات من أجل قمع الحركة الطلابية وعرقلة حصول رموزها على درجات أكاديمية.