الإعلام عن تدمير مخيم "كاليه": الخطاب المزدوج للدولة الفرنسية

01 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
بعد القرار الذي اتخذته الحكومة الفرنسية الأسبوع الماضي، مستندةً إلى "ضوء أخضر" من قاضي المحكمة الإدارية في مدينة ليل-شمال فرنسا، بدأت الشرطة الفرنسية نهار أمس بإزالة القسم الجنوبي من المخيم العشوائي للمهاجرين الذي يمتدّ على مساحة 5 آلاف متر مربّع في مدينة كاليه على الحدود البريطانية.

المخيم الذي بدأ يتكوّن أواخر العام 2008 والذي يضمّ مهاجرين أفغانيين، عراقيين وسودانيين بدأ يؤرق السلطات المحلية بعد توافد المزيد من المهاجرين السوريين منتصف العام الماضي. 
 
تابعت وسائل الإعلام الفرنسية الخطة التي تحدّث عنها وزير الداخلية برنار كازنوف والتي دعت إلى إزالة المخيم دون أي استخدام للقوة وبشكل يجنّب المهاجرين وعناصر الشرطة أي تصادم جسدي. لكنّ الواقع شيء وكلام كازنوف شيء آخر، فقد شهد اليوم الأول في كاليه استخدام الشرطة للقنابل المسيلة للدموع والهراوات ضد المهاجرين، ويعيد بيان الشرطة المحلية الأمر إلى أنّ بعض المهاجرين أصرّ على التصادم مع عناصر الشرطة ورفض إخلاء المخيم. 
 
وفي السياق صوّبت الصحف البريطانية على ما سمّته "الخطاب المزدوج" للحكومة الفرنسية إذ تصدّر موضوع المهاجرين الصفحات الأولى في "ذا صن" و"نيو داي" و"الإندبندنت" فيما فضّلت "الدايلي ميل" و"الدايلي إكسبرس" الاهتمام بجوائز الأوسكار ونجاح ليوناردو دي كابريو بحصد أول أوسكار له على مدى مسيرته الحافلة. 
 
وكانت "ليبراسيون" الفرنسية انتقدت التقرير المصوّر "welcome to the jungle" الذي عرضته Channel 4 News والذي يكذّب فيه الصحافي البريطاني أليكس تومسون ادعاءات السلطات الفرنسية بعدم استخدام العنف ضد المهاجرين. 

في التقرير يعرض لنا تومسون كلام وزير الداخلية الأسبوع الماضي حيث يقول "لن تستخدم الجرافات في إزالة المخيم، سنطلب خروج اللاجئين عبر وساطة اجتماعية تعمل عليها جمعيات إنسانية" ثم ينتقل التقرير إلى بثّ مباشر يظهر قيام الجرافات بتدمير الخيم والحاويات التي يقطنها المهاجرون. يعود تومسون ليبث مقابلة كان قد أجراها مع أحد أعضاء المجلس البلدي قبل يومين وفيها يقول "لن يكون هنالك تواجد للبلدوزر في عملية إزالة المخيم". 
 
أما "لوفيغارو" فقد تساءلت عن مصير المهاجرين الذين أخرجوا من المخيم والذين يبلغ عددهم حوالي 3450 شخصا، بعكس ادعاءات الحكومة التي تحصر العدد ببضع مئات لا يتجاوزون الألف شخص. وأجرت الصحيفة عددا من المقابلات مع بعض المتواجدين في المخيم من جنسيات متنوعة وعبّر معظمهم عن رغبته في العودة إلى بلاده رغم الصعوبات التي يواجهونها هناك.

يقول عمار خان (مهاجر أفغاني ترك بلاده في عمر الرابعة عشرة): "أضعت سنة من حياتي في هذه "الغابة"، نجحت في الوصول إلى بريطانيا وعملت هنالك في المطاعم بشكل غير شرعي إلى أن تم ترحيلي بعد 5 سنوات...". يضيف "كنت أعلم جيدا أنّ المال لا يهبط من السماء في أوروبا، كنت على استعداد للعمل 24/24 لكنني فقدت كل أمل اليوم وأرغب بالعودة إلى بلدي". 
 
رغبة عمار خان في العودة إلى بلاده تبدو أكثر من طبيعية في ظل الظروف الصعبة التي تعيق حيوات مئات المهاجرين الذين يتكدّسون في حاويات وخيم، وفي ظل الأرقام التي كشف عنها المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (OFII) عن مئات الطلبات التي تقدّم بها مهاجرون يقطنون في فرنسا للعودة بشكل طوعي إلى بلادهم. وهذا ما حاولت "le soir" عرضه على شكل صور في مماثلة أجرتها بين مخيم "كاليه" ومخيم "سانغات" الذي حضن مئات النازحين الهاربين من حرب كوسوفو سنة 1999. 



اقرأ أيضاً: الشرطة تخنق وتعنف مصورا في تجمع لترامب
المساهمون