الإسباني رفائيل نادال.."الضحية والجلاد"

11 أكتوبر 2014
نادال..مسلسل إصابات لاينتهي بسبب سوء التخطيط (العربي الجديد)
+ الخط -

سقط الإسباني رفائيل نادال مجددا فريسة لقراراته الخاطئة التي يتخذها دائما نتيجة للاندفاع وسوء التخطيط، وهما عاملان تسببا دوما في تأخير تقدمه أو تعرضه لإصابات تبعده عن منافسات اللعبة البيضاء، هذه المرة ربما يكلف الأمر نادال الكثير لأن الموضوع لا يتعلق بإصابة عضلية أو في العظام بل بوادر التهاب في الزائدة الدودية تحتاج لتدخل جراحي.

التناقض وسوء التخطيط
أطلق نادال مجموعة من التصريحات المتناقضة على مدار اليومين الماضيين بخصوص الأمر، حيث كشف قبل أولى مبارياته في بطولة شنغهاي عن إصابته ببوادر التهاب في الزائدة الدودية وأنه قرر اتباع أسلوب علاجي يعتمد على المضادات الحيوية دون اللجوء لتدخل جراحي.

بعدها بيوم واحد خسر نادال مباراته الأولى في البطولة أمام مواطنه فيليسيانو لوبيز حيث كان واضحا تأثير الأدوية التي يتناولها على مستواه، ليخرج "الثور الإسباني" بعد المباراة بتصريحات مفادها أنه قبل بالخضوع للعملية ولكنه سيحاول تأجيلها إلى ما بعد البطولة الختامية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بل وأنه سيسعى للمشاركة أيضا في بطولتي بازل وباريس بيرسي قبلها.

مشكلة نادال الكبرى أنه لا يراقب جسده ولا يعرف متى يتوقف أو كيف يوفر مجهوده.. دائما ما يخوض كل المباريات بنفس القوة والمجهود، حتى أنه حينما تكون الأمور محسومة فإنه يسعى لإذلال منافسه، الأمر الذي يختلف عنه مثلاً الأسطورة روجيه فيدرير الذي طوال مسيرته عرف كيف يوزع مجهوده وطاقته لذا ما زال مستمرا في عالم اللعبة البيضاء، على الرغم من أن عمره (33 عاما).

إذا لم ينجح الأطباء في اقناع نادال بضرورة إجراء العملية في أقرب وقت وواصل الأخير عناده ورغبته في خوض البطولات المتبقية، فإن هذا الأمر ربما لا يترك أثرا فقط على مسيرته  في الموسم المقبل، بل على صحته بشكل عام خاصة وأن جسده عبارة عن بحر مليء بالإصابات.

تاريخ حافل بالإصابات
بطولة شنجهاي كانت ثاني بطولة يخوضها نادال بعد عودته في بكين وعقب ابتعاده عن الملاعب لثلاثة أشهر أيضا بسبب إصابة المعصم أثناء التدريبات مما أدى حينها لانسحابه من بطولة الولايات المتحدة المفتوحة وتغيبه عن بطولتي كأس روجرز في تورونتو وبطولة سنسيناتي.

ومنذ خاض الإسباني صاحب الـ(28 عاما) أول بطولة جراند سلام له في 2003 تحديدا في ويمبلدون لم تتوقف الإصابات المتنوعة الخطورة عن ملاحقة نادال في أجزاء متفرقة من جسده.

كان بعضها نتيجة للحظ السيء والآخر نتيجة للإهمال وسوء التخطيط، ففي 2003 تعرض للإصابة بشرخ في الكوع نتيجة لسقوطه أثناء التدريبات مما منعه من خوض منافسات بطولة رولان جاروس.

بعدها بعام تعرض لإصابة في القدم اليسرى أثناء بطولة إستوريل ليغيب عن بطولتي رولان جارس وويمبلدون ولكنه فاز في سوبوت بأول ألقابه وشارك في الأوليمبياد لأول مرة، ثم جاء 2005 ليشهد إصابته بالتهاب في القدم اليسرى أخرجه من بطولة باريس بيرسي ناهيك عن التهاب في الركبة أثناء بطولة مدريد، لكن هذا لم يمنعه من التتويج بلقبها.

في 2006 تواصلت التهابات القدم اليسرى لنادال فغاب عن بطولة أستراليا المفتوحة، فيما أجبرته آلام الظهر على الانسحاب في بطولة كوينز من أمام الأسترالي ليتون هويت، بعدها بعام تعرض لتشنجات وتقلصات عضلية في ذراعه الأيسر وحالة من الدوار أمام الأرجنتيني خوان موناكو في بطولة سينسيناتي ما دفعه للانسحاب، هذا بجانب مشاكل أخرى في الركبة عانى منها على فترات متقطعة خلال هذا العام.

في 2008 تعرض لإصابة بعضلة الفخذ الرباعية لينسحب من بطولة باريس بيرسي أمام نيكولاي دافيدنكو، وهو نفس العام الذي فاز فيه ببطولة ويمبلدون وشهد تصدره للتصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين لأول مرة، ولكنه غاب فيه عن بطولة شنجهاي.

بعدها بعام تسوء الأمور ويتعرض لالتهاب في أربطة الركبتين ويمنى بأول خسارة في مسيرته ببطولة رولان جاروس على يد السويدي روبن سودرلينج، ثم يغيب عن بطولة ويمبلدون ويخسر صدارة التصنيف.

وبدأ نادال عام 2010 بالانسحاب من أمام البريطاني أندي موراي في ربع نهائي أستراليا المفتوحة نتيجة لإصابته في الركبة، ولكنه فاز في نفس العام برولان جاروس وويمبلدون والولايات المتحدة المفتوحة واستعاد صدارة التصنيف، ولم يشهد العام التالي إصابات خطيرة سوى آلام متقطعة في الساق اليسرى، ثم عاودت مشاكل أربطة الركبة اليسرى لتعصف بعام نادال في 2012 حيث أبعدته سبعة أشهر عن اللعبة البيضاء بعد خروجه من الدور الثاني لبطولة ويمبلدون.

وحقق نادال في 2013 عودة رائعة حيث فاز بـ 10 بطولات واستعاد صدارة التصنيف، ثم جاء العام الحالي الذي افتتحه بالتتويج ببطولة الدوحة، إلا أن الإصابة المفاجئة في الظهر جعلته يخسر نهائي أستراليا المفتوحة أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، ثم تمنعه إصابة المعصم من الدفاع عن ألقابه في تورونتو وسينسناتي والولايات المتحدة المفتوحة، ليعود في بكين ثم يخرج من ربع النهائي ويخسر بعدها مباراته الأولى في شنجهاي ليخسر المركز الثاني الذي سيذهب للسويسري روجيه فيدرير في التصنيف الذي سيصدر الإثنين المقبل.

رأي طبي
يرى بعض الخبراء في مجال التأهيل واللياقة البدنية ومن ضمنهم الاخصائي البريطاني شين كورفين أن نادال ربما يضطر للاعتزال مبكرا نتيجة للإصابات المتراكمة وبالأخص في أربطة الركبة.

وكان كورفين قال في وقت سابق لصحيفة (ذا أوبزرفر) "الكثير من الرياضيين اضطروا للاعتزال بصورة مبكرة عما هو مقرر نتيجة لعدم قدرة جسدهم على تحمل التدريبات القاسية"، التي تتطلبها الرياضة التي يمارسونها.

من ناحية أخرى وفيما يتعلق ببوادر التهاب الزائدة الدودية الذي يعاني منه نادال، يرى الخبير بالمركز الطبي الجراحي لأمراض الهضم في مدريد جونزالو جيرا فليتشا أن حالة نادال تستوجب التعجيل بالجراحة في أقرب وقت لأن العلاج بالمضادات الحيوية لن يكون فعالا، وسيعمل "مثل الخبز الذي يجعلك تشعر بالشبع لفترة مؤقتة ولكنه لا يسد الجوع نهائيا"، على حد تعبيره.​

دلالات
المساهمون