الأمن والتواصل يحكمان سوق الغناء في 2015

05 ديسمبر 2015
احصاءات سوق الالبوم في لبنان (روتانا)
+ الخط -
على الرغم من المبيعات الخيالية التي تحققها سوق الإصدارات الغنائية في الغرب، يبدو العالم العربي يتجه دراماتيكياً الى توصيف هذا العام، بعام الخسائر الفادحة، على هذا الصعيد عربياً، ليس السبب هو الوضع الأمني الذي ينعكس تدريجياً على حال الكساد، إنما من خلال التسريبات ومواقع التواصل ومنصّات الاستماع التي زادت الطين بلة في هذه الصناعة، وحرمت بالتالي المنتج المنفذ لـعمل غنائي متكامل من الأرباح الواجبة بعد صدوره.

يبدو المشهد متناقضاً تماماً في رحلة البحث عن أزمة هي "موجودة أصلاً" إن على صعيد تسويق الألبوم العربي الغنائي، من الجهة الأمنية والأحداث السياسية، وصولاً إلى عدم وجود أو إنشاء شركات متخصصة في حقوق البث على مواقع التواصل الاجتماعي أو "يوتيوب" تحديداً، على الرغم من محاولة شركة "أنغامي"، منذ سنوات قليلة، الحد من آفة "القرصنة" ونشر الإنتاجات الغنائية، إلا أن التحميل وإعادة تحميل الأغنيات العربية على الهواتف الذكية والمعدات الإلكترونية "آي باد" وغيرها تعتبر الفخ الأوحد، اليوم، لكل منتج يحاول أن يقلص من القرصنة.


في المحصلة، حفل العام 2015 بنشاط موسيقي وغنائي جيد، قياساً الى العام السابق، إذ شهد عودة مجموعة من "نجوم" غناء الصفّ الأول الى الواجهة، ومنهم أصالة ورامي صبري ونوال الزغبي وأنغام وسميرة سعيد. وغيرهم اختار "ميني ألبوم" رأى فيها مساندة لإصدار الألبوم كاملاً، ومنهم ماجد المهندس وعبدالله الرويشد إذ يفيض إنتاجهما الغنائي السنوي بما يسمى "ميني ألبوم" في إصدارين يحتوي كل إصدار على أربع أغنيات.


وعلى الرغم من انتعاش السوق الخليجية قياساً الى السوق اللبنانية والمصرية إلّا أن المحصلة النهائية، والتي ستظهرها الإحصاءات، في وقت لاحق، تظهر مدى انخفاض عملية المبيعات لصالح القرصنة، في وقت تعاني فيه شركة روتانا المنتجة المنفذة لعدد لا يستهان به من الألبومات الغنائية العربية من حال ركود ومشاكل مالية حرمت جمهور اقتناء "السي دي" الأصلي من ذلك، لكنْ في حسابات الشركة أفكار أخرى باتجاه "التحميل" الذي تتولاه مع شركات عالمية تتخذها شريكاً في كسب المزيد من الأرباح على منصات التواصل الرقمية، وبالتالي تحوّل هذا التعاون إلى سباق على كمية المشاهدات والاستماع الذي تحققه الأغنيات، وحول هذا النجاح أو الفشل ستبني الشركة في المستقبل رؤيتها في التعاون مع الفنانين أو إشراكهم ضمن استراتيجية الإنتاج الذي لم يعد يعتمد على المُمول الخليجي الذي لا يهمه الربح، بل يجعل من الفنان شريكاً في معرفة مقدرته التفاعلية مع الجمهور، وبالتالي يحد ذلك من نجوميته وتأثيره في الناس..


هكذا سيطوي العام 2015 أيامه، بهدوء نسبي سيعزز بالتالي اكتشاف مقدرة الشركات المنتجة للسي دي على التأقلم مع واقع إلكتروني رقمي يتغير ويتطور كل يوم..

أقرأ أيضاً:إصدارات 2015: المغنّون اللبنانيون ليسوا بخير
دلالات
المساهمون