ونجا من عملية القصف شخص واحد فقط، وهو ليبي الجنسية يدعى عبد الرحيم المسماري، ولكنه لم يدل بمعلومات تكشف لغز هذه المجموعة. والمسماري الذي خرج عبر لقاء تلفزيوني مع الإعلامي عماد الدين أديب، قبل أيام، بدا أنه لا يعرف أي تفاصيل عن الجماعة الجديدة، بخلاف بعض المعلومات المعروفة حول وجود مصريين في ليبيا، والتخطيط لعميات داخل مصر.
وكشفت مصادر قريبة من الأجهزة الأمنية، أن المسماري ليس "صيداً ثميناً" كما كان يتصوّر كثيرون بعد حديث السيسي خلال منتدى الشباب الأخير في مدينة شرم الشيخ. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن الشاب الليبي لم يكن إلا فرداً عادياً في مجموعة مسلحة، لا يعرف شيئاً عن قيادات الجماعة الجديدة أو حتى أفراد مجموعته، نظراً لأنه ليس مصرياً ولا يعلم بأي ترتيبات.
وأضافت المصادر، أن المسماري خضع لتحقيقات شديدة من قبل أجهزة أمنية عدة، لاستخلاص معلومات منه يمكن أن تكشف أطراف وامتدادات الجماعة الجديدة في مصر، ولكن بلا أي نتائج. وتابعت، إن أجهزة الأمن تحاول بشكل كبير معرفة الأطراف التي تساعد المجموعات القادمة من ليبيا والتي تقدّم الدعم اللوجستي لهم، وتساعد في رصد تحركات قوات الجيش والشرطة، مشيرةً إلى أن الأهم بالنسبة لمصر حالياً ليس منع تسلّل العناصر المسلحة من الحدود الليبية إلى الداخل، ولكن تفكيك أي مجموعات وخلايا "نائمة" داخل مصر.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الأجهزة الأمنية بدأت قبل أيام في تتبّع ورصد وتوسيع دائرة الشبهات في تورّط بعض الشبان في هذه المجموعات، وخصوصاً في المحافظات القريبة من موقع الاشتباكات، لافتةً إلى أنه تمّ القبض على عدد من الشبان، ليس بشكل عشوائي ولكن بانتقائية وأغلبهم يميلون إلى أفكار تنظيم "القاعدة"، وذلك في محاولة لاستخلاص معلومات قد تؤدي إلى خلايا التنظيم، أو ربما يكون أحد المقبوض عليهم على علاقة بالخلية.
وشدّدت المصادر على أنّ الجهات الأمنية بدأت بتكثيف النشاط على الشبان المنتمين فكرياً لـ "القاعدة"، بعد تعليمات عليا بضرورة إجراء عمليات البحث والتحري، وأن تكون نقطة الانطلاق من مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد أماكن بعض الشبان والقبض عليهم. وتشهد مصر حالة من النشاط الإلكتروني لعناصر موالية لتنظيم "القاعدة"، عبر تطبيق "تليغرام"، بما يشير إلى وجود استراتيجية جديدة لتنفيذ عمليات في مصر.
وأوضحت المصادر، أنّ أجهزة الدولة المعلوماتية كلها تعمل في ملف "أنصار الإسلام"، مع توجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة التنسيق وعدم تكرار ما حدث في اشتباكات الواحات، من عدم إبلاغ وزارة الداخلية وزارة الدفاع للمشاركة في العملية وتوفير غطاء جوي، وهو ما نتج عنه خسائر بشرية ومادية فادحة.
وبحسب مصادر أمنية، فإنه من المستبعد وجود عناصر لـ"القاعدة" بشكل كبير في إطار مجموعات مدربة داخل مصر، ولكن هناك أطرافاً غير معروفة تقدّم الدعم اللوجستي. وقالت المصادر في تصريحات خاصة، إن المعلومات المتوافرة تدعم فكرة أن بعض الشبان خرجوا على فترات إلى ليبيا لتلقّي تدريبات هناك، ولكن ليس هناك ما يفيد بعودتهم والدخول في حالة كمون كخلايا نائمة، مؤكدةً أن اختفاء مجموعة "عمرو سعد" المتورطة في عمليات "داعش" على الكنائس والمسيحيين يثير حالة من القلق، لأن هذا الاختفاء إمّا يقف وراءه عملية كبيرة، أو تهدئة الأمر حتى لا ينكشف أمرهم وتحركاتهم. ولفتت المصادر إلى أنه تمّ تكثيف عمليات البحث في المحافظات القريبة من الصحراء الغربية، وخصوصاً تلك المعروف أن بها أعداداً كبيرة من حاملي الأفكار الجهادية مثل الفيوم وبني سويف.