الأمن الكردي يغلق مكاتب قناة NRT

20 ديسمبر 2017
تضيّق حكومة الإقليم على الصحافيين (بهروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -

مع تصاعد موجة الاحتجاجات في كردستان واشتداد الأزمة داخل الإقليم، ضيقت قوات الأمن الكردية على حرية العمل الصحافي في الإقليم، محاولة منع نقل ومتابعة ما يجري من أحداث وتظاهرات وحصرها بوسائل الاعلام الحكومية فقط.

وأقدمت قوات الأمن الكردية، ليل أمس، على اقتحام مقر قناة فضائية في السليمانية وأغلقته بالقوة، وصادرت معداته.

وأفادت مجموعة قنوات "أن آر تي" NRT في كردستان، في بيان صحافي، بأن "قوة أمنية يقارب عددها 200 مسلح اقتحمت مبنى مجموعة قنوات NRT في السليمانية، وحاصرت المنتسبين في مكاتبهم، وطلبت منهم إيقاف العمل"، مبينة أن "القوة احتجزت المنتسبين في إحدى قاعات القناة وصادرت أجهزة البث وأجهزة القناة، قبل أن تطلب من العاملين في القناة مغادرتها".

ودانت المجموعة هذه الإجراءات، مطالبة بـ"حقها القانوني بالبث وتغطية الأحداث".

 وحملت "أن أر تي" القوى الأمنية في إقليم كردستان "مسؤولية سلامة كوادرها وأمنهم"، مطالبة بـ"معرفة مصير المعتقلين منهم"، مشيرة الى أن "التحريض الممنهج ضد القناة يهدد حياة العاملين فيها، ويرتب على السلطات مسؤولية مضاعفة أمام الرأي العام المحلي والعراقي والدولي وأمام الأسرة الصحافية في إقليم كردستان والعراق، والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الصحافة.

وأكدت أن "عملية إغلاق مقرات القناة تمت بأوامر شخصية من دون مذكرات قضائية، ما يترتب على من ارتكبها استحقاقات قانونية".

يأتي هذا الإجراء على خلفية تغطية القناة موجة التظاهرات والاحتجاجات الساخطة التي تشهدها محافظة السليمانية في كردستان، ولم تستطع حكومة الإقليم منعها أو السيطرة عليها.

من جهته، دان "المركز العراقي لدعم حرية التعبير" هذا الإجراء، معتبراً إياه "خرقاً دستورياً ينبئ بالخطر"، وأشار إلى أن "هذا الأمر مناف لمبادئ الديموقراطية وخرقا للدستور العراقي"، داعياً حكومة الإقليم إلى "عدم إشراك المؤسسات الإعلامية في الصراعات السياسية".

ورفض المركز "التعامل الديكتاتوري الذي تمارسه قوات الأمن الكردية"، معرباً عن قلقه من أنّ "تكون كردستان بيئة سوداء للعمل الصحافي".

ويشكو العاملون في المجال الصحافي في كردستان من مضايقات وتهديدات تعرضوا لها من قبل الأمن الكردي الذي يحاول منعهم من تغطية أحداث أزمة التظاهرات المتفاقمة.

بدوره، قال أحد الصحافيين العاملين في "أن أر تي" إن مسلحين يرتدون ملابس سوداء وأخرى رياضية مع أفراد أمن آخرين (الأسايش) ويحملون أسلحة خفيفة اقتحموا مقر المبنى واعتدوا على الحراس قبل إخراج العاملين منها وقطع التيار الكهربائي عن أجهزة البث وتعطيل مولدات الطاقة الثانوية.

وبيّن في اتصال مع "العربي الجديد" أن الإجراء جاء على خلفية بث المحطة صورا حية لتعامل قوات الأمن مع المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي عليهم بشكل مباشر فضلاً عن اعتقال عشرات آخرين، لافتاً الى أن "القرار واضح أنه حكومي لإسكات أي صوت لا يغرد مع الحكومة في الإقليم".

المساهمون