عبّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن قلقه حيال الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومعها اللاجئون الفلسطينيون.
وتحدث ملادينوف، خلال إحاطته التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك بخصوص سياسة الاستيطان وقرار مجلس الأمن بشأنه، عن استمرار العمليات الاستيطانية وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية.
وأشار إلى هدم أكثر من مائة بناية ومنشأة فلسطينية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق المحيطة بالقدس. وتحدث عن استمرار تهجير الفلسطينيين، خاصة في المناطق الفلسطينية التي بنيت بالقرب منها المستوطنات أو مشاريع مستوطنات، موضحاً أن هدم الخان الأحمر سيؤدي إلى تهجير عائلات فلسطينية تعيش أصلًا في أوضاع صعبة.
وقال إن مسؤولين إسرائيليين قاموا بالتحريض ضد الفلسطينيين، بمن فيهم أعضاء في الكنيسيت الإسرائيلي. كذلك أشار إلى "التحريض الذي تقوم به حركة حماس"، بحسب ملادينوف.
وأشار إلى استمرار تدهور الأوضاع في غزة، وقال إن الأمم المتحدة لم تعد لها المصادر المالية لدعم غزة في أزمة الطاقة، مضيفًا أنه، وعلى الرغم من نداءات الأمم المتحدة المتتالية لدعم الفلسطينيين وصندوق الطوارئ، لم تلق تلك النداءات استجابات واسعة.
كذلك أشار إلى الخطوات الأميركية ضد السلطة الفلسطينية، بما فيها إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، وقطع أموال المساعدات للفلسطينيين، بما فيها منظمة "أونروا"، وأحد المستشفيات في القدس المحتلة.
وأكد أن استمرار توسع المستوطنات غير قانوني ويستمر بتقويض حل الدولتين. وناشد المجتمع الدولي التعامل وتقديم المساعدات الإنسانية والدعم المادي للمنظمات الإنسانية. ثم أكد أن الوضع في الأراضي الفلسطينية صعب للغاية، وقال إنه يمكن أن ينفجر في غزة في أي لحظة.
بدوره، قال السفير الفرنسي، فرنسوا دولاتر، أمام مجلس الأمن الدولي، إن "الوضع القائم متدهور وهذا الوضع يمكن أن يتدهور ويصل إلى أزمة مفتوحة كما رأينا في غزة. ونحن في حلقة جهنمية. ربع قرن منذ توقيع اتفاقات أوسلو، وفي هذا السياق تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو ثلاثة أرباع الفلسطينيين يعتبرون أن وضعهم أصبح أسوأ بعد أوسلو". ثم أكد على أن الحل الوحيد، بالنسبة لبلاده، هو حل الدولتين، لافتاً إلى أن "عمليات الاستيطان، إن استمرت، تنهي حل الدولتين بلا رجعة".
وعن حكم المحكمة الإسرائيلية في الخامس من سبتمبر/ أيلول، المتعلق بهدم خان الأحمر، قال "إن تنفيذه بيد الحكومة الإسرائيلية. إن إحدى المدارس التي بنيت بأموال أوروبية ستهدم إن تم تنفيذه. سيفصل هدم الخان الأحمر شمال وجنوب الضفة الغربية عن بعضهما البعض، ويعزل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية، لبناء مستوطنة فوقها".
وأضاف أن "تآكل حل الدولتين لا يمكن أن ينسينا الوضع في غزة، وأمام العدد الكبير من الضحايا، فإن فرنسا أدانت استخدام القوة غير المتكافئ تجاه الفلسطينيين في غزة. وقلنا إننا ندين إطلاق الصواريخ من قبل حماس ومنظمات أخرى تجاه إسرائيل"، مشيراً إلى أن "غزة على حافة الهاوية، ولقد تفادينا الأسوأ في كل مرة، ولكننا نعلم أنه إن طال الوضع الحالي فإن التصعيد آتٍ، وسكان غزة هم من سيدفع الثمن، والأمر يعود إلى مجلس الأمن للحديث بشكل واضح لمنع التصعيد. الصمت الذي نراه تجاه غزة أصبح صمتاً غير مقبول".
إلى ذلك، تطرقت السفيرة البريطانية، كارن بيرس، في حديثها إلى اتفاق أوسلو، وعبرت عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة فيما يخص استمرار عمليات الاستيطان، قائلة: "نشعر بالقلق بخصوص خطة السلطات الإسرائيلية لهدم الخان الأحمر، لأن هدمها يعني القضاء على حل الدولتين وقد يؤدي إلى تشريد أهل القرية"، ثم عبرت عن قلقها تجاه النقص المادي فيما يخص تمويل أونروا وقطع الأميركيين مساعداتهم الإنسانية.
وعقد ثمانية سفراء من الاتحاد الأوروبي، فرنسا، وبريطانيا وبولندا، والسويد، وهولندا وإيطاليا وألمانيا، مؤتمرًا صحافيًا عبّروا من خلاله عن إدانة الاتحاد الأوروبي وبلادهم لاستمرار عمليات الاستيطان والهدم المتوقع للخان الأحمر.