الأمم المتحدة تحذر من إعادة سريعة للاجئين إلى تركيا

01 ابريل 2016
تحذيرات من تدهور الأوضاع في اليونان(Getty)
+ الخط -
دعت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إلى تأمين ضمانات قبل عودة اللاجئين إلى تركيا بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وحذرت من تدهور الأوضاع في اليونان.

ولا يزال كلا الطرفين غير مستعد بشكل كامل قبل أيام من إعادة المهاجرين غير الشرعيين لتركيا مرة أخرى، في الرابع من أبريل/ نيسان بموجب الاتفاق. ويسعى مسؤولون جاهدين لبدء العملية حتى ولو بشكل رمزي مع ارتفاع أعداد الوافدين.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إنه يوجد نحو 51 ألف لاجئ ومهاجر في اليونان، حيث زاد عدد الوافدين لأكثر من الضعف يوم الثلاثاء إلى 766 مقارنة بالأيام السابقة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ميلسيا فليمنج، في إفادة صحافية في جنيف: "تدعو المفوضية أطراف الاتفاق الذي أبرم في الآونة الأخيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين والمهاجرين إلى ضمان تطبيق كل معايير السلامة قبل بدء عملية الإعادة. يأتي هذا على ضوء استمرار وجود ثغرات خطيرة في البلدين".

وتقول المفوضية إن تسعة من عشرة لاجئين يصلون أوروبا في قوارب متهالكة يفرون خوفا على حياتهم، وعبّرت عن قلقها من أن تركيا قد تقوم بترحيل اللاجئين بشكل جماعي إلى أفغانستان وإيران والعراق حيث قد يواجهون الاضطهاد أو العنف.

وقالت فليمنج "في تركيا طلبت المفوضية الوصول إلى الأشخاص الذين أعيدوا من اليونان لضمان أن الناس ينتفعون من الحماية الدولية الفعالة ولتفادي احتمالات إعادتهم بشكل قسري".

وأضافت أن الأوضاع تسوء في جزيرتي ليسبوس وساموس - حيث تعرض ثلاثة أشخاص للطعن في أعمال شغب الليلة الماضية - وأيضا في ميناء بيريوس بأثينا، وفي إيدوميني على الحدود مع مقدونيا.

وقالت فليمنج "احتمالات الشعور بالفزع أو الإصابة في هذه المواقع وغيرها حقيقية"، وحثت الاتحاد الأوروبي على زيادة الدعم لتعزيز نظام اللجوء في اليونان.

وأضافت أنه يتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن يقدم دعما أكبر كما وعد، لتعزيز نظام اللجوء المتداعي في اليونان. وقالت "ساعات التسجيل المحدودة والقيود اليومية على التسجيل وعدم السماح باستخدام نظام سكايب لعملية التسجيل، كما طلبت الهيئات المعنية باللجوء، يزيد من القلق في الوقت الراهن".


إلا أن الأوضاع لا تسوء في جزيرتي ليسبوس وساموس فقط، ففي جيبوتي، تحت الشمس الحارقة، بقي نحو ألفي لاجئ يمني فروا من الحرب على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى، في مخيم "مركزي". لكنهم لا يرون أي أفق أمامهم، ويقاومون بصعوبة متزايدة إغراء العودة إلى بلادهم.

في هذه الأرض المكسوة بالصخور والأتربة الحمراء التي أحرقتها الشمس، لا توفر الخيام الحارة مقومات الحياة. وحدها المياه بالقرب من الخليج تخفف قليلا من وطأة الوضع.

ورغم الجهود التي تبذلها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة والمكتب الوطني الجيبوتي لشؤون اللاجئين والكوارث، تبقى الظروف المعيشية في مخيم "مركزي" محفوفة بالمخاطر.

وتقول إرسال إسماعيل (36 عاما)، التي أتت من عدن قبل نحو عام "الوضع الصعب جدا. الجو حار، ولا شيء نفعله، ولا شيء نأكله أو نشربه".

وتبدي هذه السيدة خشيتها من رياح الخماسين الرملية الحارة التي تتزامن مع حلول الصيف في غضون أيام. وتوضح "لن نكون قادرين على العيش في الوضع نفسه الذي شهدناه العام الماضي".

وتشكل جيبوتي مع سكانها البالغ عددهم 875 ألف نسمة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر، واحدة من الدول القليلة التي وافقت على استقبال اللاجئين من اليمن.

ووفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أجبرت المعارك 173 ألف شخص على مغادرة اليمن في عام واحد، استقبلت جيبوتي 33 ألفا منهم، بينهم 19 ألف يمني. ويؤوي "مركزي" حاليا 2200 لاجئ.

ويشكو سكان المخيم من نقص الغذاء والمياه والصرف الصحي، ويدينون المضايقات من قبل الشرطة الجيبوتية.

وبدأ نحو 600 لاجئ يمني بالعودة أدراجهم، وفق مفوضية اللاجئين. وبذلك، انعكس تيار المهاجرين. وكان المخيم شهد فترة من الذروة مع وصول بين 500 و800 لاجئ في الأسبوع بين أواخر سبتمبر/ أيلول ومنتصف أكتوبر/ تشرين الأول. ثم انخفض هذا الرقم مع وصول 40 مهاجرا في الأسبوع منذ شهرين.

ويقول سليم جعفر، الذي يدير مخيم المفوضية: "رسالتنا ليست أبدا تشجيع أحد من اللاجئين اليمنيين على العودة إلى ديارهم". ويضيف "مع ذلك، فإن القرار يعود إليهم".

وفي سياق متصل، ضبطت قوات الدرك التركية، اليوم الجمعة، 27 أفغانيا، بينهم نساء وأطفال، في ولاية جناق قلعة، شمال غربي البلاد.

عملية الضبط تمت في قرية كورو أوبا، إثر بلاغ تلقته من أحد المواطنين. وأشارت المصادر إلى أنَّ الأفغان كانوا ينوون التوجه إلى جزيرة ميدللي اليونانية عبر طرق غير قانونية، وتم نقلهم إلى مخفر للدرك، على أن ينقلوا في وقت لاحق إلى مركز خاص بإعادة الأجانب إلى بلدانهم الأصلية.

 

 

 

المساهمون