الأسواق تترقب النزاع السعودي الإيراني

05 يناير 2016
تراجعت أسواق المال الخليجية بشكل جماعي أمس (فرانس برس)
+ الخط -
دفع التوتر المتصاعد بين المملكة العربية السعودية وإيران، إلى ارتفاع أسعار النفط والذهب في الأسواق العالمية خلال جلسة التداول الأولى من عام 2016، في الوقت الذي يشوب فيه الحذر تعاملات أسواق المال الخليجية، ولا سيما التي لها تعاملات تجارية قوية مع إيران، بعد إعلان عدة دول في مجلس التعاون الخليجي قطع العلاقات مع طهران وتقليص التمثيل الدبلوماسي.
كما تلقي الأزمة بظلال قاتمة على تحسن الوضع الاقتصادي لإيران، مع إلغاء الحظر الدولي عليها خلال العام الحالي بمقتضى الاتفاق النووي، حيث يبدد التوتر الحالي المساعي الرامية لجذب استثمارات أجنبية في قطاعات عدة تراهن عليها طهران لإزالة آثار العقوبات، التي أضرت باقتصادها بشكل كبير على مدى سنوات.
وقطعت السعودية العلاقات مع إيران بعد اقتحام محتجين سفارتها في طهران، احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية، كما قررت مملكة البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وقلصت الإمارات من تمثيلها الدبلوماسي.
ويشوب التوتر العلاقات بين إيران والسعودية منذ سنوات كثيرة، من دون وجود نزاع كبير مباشر بينهما. ويرى خبراء أنه ليس بالضرورة أن يؤثر قطع العلاقات الدبلوماسية تأثيرا مباشرا على اقتصادهما إذ تربطهما علاقات تجارية واستثمارية في أضيق الحدود.
غير أن العوامل الجيوسياسية قد تدفع المستثمرين إلى توخي المزيد من الحذر في التعامل مع أسواق المنطقة، كما أن دولا خليجية قد تتأثر في حال احتدام الأزمة، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة التي لها تعاملات تجارية كبيرة مع طهران.
وتراجعت أسواق المال الخليجية بشكل جماعي في نهاية تداولات أمس، لينخفض المؤشر العام للسوق السعودية بنسبة 2.3%.
وفي الإمارات تراجع سوق دبي المالي بنسبة 1.6% وأبوظبي 1.3%، كما هبط مؤشر سوق قطر بنسبة 2.64%، والبحرين 0.23% والكويت بنسبة 0.83%.
وقال ربيع سندي، المحلل الاقتصادي، في تصريح خاص "تأثير قطع العلاقات سيكون محدودا بين الرياض وطهران، لضعف التبادل التجاري بينهما، ولكن بعض دول الخليج ستتأثر أكثر ، خاصة دبي التي تعتبر منطقة إعادة تصدير".
ولم تتجاوز قيمة التبادلات التجارية بين السعودية وإيران 700 مليون دولار عام 2008، قبل أن تنهار بشكل كبير لأقل من 100 مليون دولار مع فرض مجلس الأمن عقوبات اقتصادية صارمة على طهران.
بينما تستحوذ الإمارات على 80% من التبادلات التجارية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية، الإمارات ، قطر، سلطنة عمان ، البحرين، الكويت).
وتعد طهران رابع شريك تجاري للإمارات، ويتجاوز التبادل التجاري بين البلدين 17 مليار دولار وفق البيانات الرسمية في عام 2014، بينما كانت قد وصلت ذروتها عام 2011 قبل بدء العقوبات الأخيرة بنحو 23 مليار دولار.
في المقابل، زادت التوترات أسعار النفط أمس، ليصل خام برنت في العقود الآجلة تسليم منتصف فبراير/شباط المقبل إلى 37.89 دولارا للبرميل، بزيادة بلغت نسبتها 1.07%. كما قفز الذهب نحو 1% مدعوما بالإقبال على شراء المعدن الأصفر كملاذ آمن، مسجلا 1069.2 دولارا للأوقية (الأونصة).

اقرأ أيضا: استقرار سعر صرف الريال السعودي رغم التوترات مع إيران
المساهمون