الأسواق الشعبية متنفّس أهالي غزة

03 يونيو 2014
الأسواق الشعبية تنتشر في القطاع (العربي الجديد)
+ الخط -
برفقة أبنائه الثلاثة، يذهب الفلسطيني أحمد أبو ناجي (31 عاماً) إلى السوق الشعبي الأسبوعي، على أطراف بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، لشراء ملابس لهم بنصف الأسعار المعروضة في المحال التجارية والأسواق الرسمية.

وبين عشرات "البسطات" المفروشة على أرض السوق، يحرص أبو ناجي على اختيار ملابس أطفاله بدقة، فأي تغيير في قياسات أبنائه يُلزمه العودة بعد أسبوع لتبديله، كونه من الأسواق التي تفتح أياماً محددة فقط أسبوعياً في مناطق مختلفة من القطاع.

يقول أبو ناجي، سائق سيارة الأجرة، لـ"العربي الجديد": "أجد في هذه الأسواق جميع احتياجات عائلتي، نظراً لانخفاض الأسعار الموجودة في الأسواق الشعبية".

انتشار الأسواق

يلجأ آلاف المواطنين في غزة المحاصرة، إلى الأسواق الشعبية المنتشرة، التي توفر جميع احتياجات الأسر فيها، إضافة إلى انخفاض أسعار المنتجات، مقارنة مع أسعار الأسواق والمحلات التجارية الأخرى.

ومع اشتداد الحصار الإسرائيلي، وإغلاق المعابر المتكرر، انتشرت في مخيمات ومدن القطاع، ظاهرة الأسواق الشعبية الأسبوعية، التي تبدأ عملها عند الخامسة فجراً وتنتهي عند الثامنة مساءً.

ووسط زحام "سوق الأحد"، التقى مراسل "العربي الجديد" أم محمود، بائعة الأجبان والحليب، التي تنتجه من مزرعة صغيرة لابنها، والتي أوضحت أهمية هذه الأسواق في كسر حلقة الجمود في القطاع، مشيرة إلى أن الأسواق الشعبية باتت ملجأ الفقراء والأغنياء في غزة، نظراً لوجود جميع الاحتياجات الأساسية بأسعار منخفضة نسبيا،ً لافتةً إلى أنها تعد مصدر رزق لكثير من العاطلين عن العمل، وخاصة الشباب.

أم محمود وغيرها من الباعة، لا يعتمدون في رزقهم على مكان محدد، فهم يتنقلون من سوق الى آخر ومن مخيم إلى مدينة.


رقابة صارمة

وتفرض وزارة الاقتصاد الوطني في حكومة غزة رقابة صارمة على الأسواق الشعبية، خشية التلاعب أو الغش من الباعة للمواطنين، كما تفرض رقابة على صلاحية المواد التموينية والغذائية المباعة للمواطنين.

وقال مسؤول الإعلام في الوزارة، عبد الفتاح أبو موسى، لـ"العربي الجديد"، إن وزارته وضعت شروطاً على الباعة في الأسواق الشعبية، ومن يخالفها يتعرض للمحاسبة القانونية، مشيراً إلى أن قيمة حجز مكان في سوق شعبي يبلغ نحو دولار وربع الدولار فقط، تأخذها البلديات.

بدوره، أكد رئيس بلدية بيت لاهيا، عز الدين الدحنون، أن هناك إقبالاً كبيراً على سوق يوم الأحد الشعبي من المواطنين. ولفت، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن سوق بيت لاهيا الشعبي يعتبر أضخم سوق شعبي في محافظات القطاع، حيث يحتوي على أكثر من 500 "بسطة"، مشيراً إلى "أنهم في البلدية يقدمون كل التسهيلات للمواطن وللبائع، لأن الفائدة تعم على المواطن قبل البائع"، ولذا نجد المواطنين من صغيرهم إلى كبيرهم في السوق الشعبي.

 

 

المساهمون