قالت سعاد الديب، رئيسة جمعية حماية المستهلك بمصر، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، إن طريقة التموين المعتمدة من قبل وزارة التموين لمواجهة ارتفاع الأسعار فاشلة، موضحة أن المجمعات الاستهلاكية لا توجد في الأحياء الفقيرة والقرى و"النجوع"، بل تتركز، في الغالب، في المناطق الراقية فقط، وبالتالي لن يستفيد الفقراء منها.
وأضافت أن حي جاردن سيتي الثري الواقع بقلب القاهرة توجد فيه 8 مجمعات استهلاكية، رغم أن سكان هذا الحي لا يشترون منها نهائياً، ويستخدمها فقط البوابون القاطنون في المنطقة.
وطالبت الديب بفرض تسعيرة إجبارية على جميع السلع التي تشهد ارتفاعات كبيرة، موضحة أن الأسعار الاسترشادية، التي فرضها وزير التموين السابق كانت تحجم ارتفاع الأسعار، رغم تلاعب التجار وضعف الرقابة، إلا أنها كانت تهدد التجار وتلزم بعضهم بعدم البيع بأعلى من السعر الاسترشادي.
وحسب مصادر رسمية، فإن الحكومة المصرية تحاول كبح جماح ارتفاع الأسعار، الذي لحق بجميع المواد الغذائية، وذلك من خلال طرح سلع مخفضة بالمجمعات الاستهلاكية، غير أن التجار يرون أن هذه الخطوات لن تحقق أي نجاح.وأرجع التجار توقعاتهم إلى أن ارتفاع الأسعار ناجم عن تراجع المعروض وارتفاع سعر الدولار، وعدم توفره في سوق الصرف المحلية، وصعوبة الحصول عليه من القطاع المصرفي.
ونبه خبراء إلى أن المجمعات الاستهلاكية متركزة في الأحياء الراقية، ولا تتواجد في الأحياء الشعبية سواء في المدن والريف.
وشهدت أسعار الخضار والفاكهة والمواد الغذائية ارتفاعات كبيرة، خلال الأسبوع الماضي.
وقال خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، إنه تم خفض أسعار الخضار والفاكهة، اليوم الخميس، بنسب تتراوح بين 20% و25%، وذلك في كافة فروع المجمعات الاستهلاكية وشركتي الجملة ومنافذ الشركات القابضة للصناعات الغذائية، بهدف التيسير على المواطنين وتوفير كافة احتياجاتهم من السلع بأسعار مخفضة.
وأشار حنفي، في بيان صحافي، إلى أنه يتم حاليا طرح كافة السلع الغذائية في فروع المنافذ الاستهلاكية بأسعار تناسب محدودي الدخل، ومنها لحوم طازجة بسعر 40 جنيها للكيلوغرام ولحوم ضاني بسعر 45 جنيها وفراخ برازيلية مجمدة بسعر 15 جنيها.
وأضاف أن الأسعار في المجمعات الاستهلاكية تتضمن كيلو السكر بسعر 4 جنيهات و75 قرشاً، وكيلو الأرز الفاخر بـ4 جنيهات، ولتر الزيت الخليط بـ 9 جنيهات، ولتر زيت القلي بـ9 جنيهات وزيت سولو بـ 10 جنيهات، ولتر زيت عباد 12.75 جنيهاً، ولتر زيت كريستال 12.25 جنيهاً، ولتر الألبان المعبأة بسعر 7.7 جنيهات وطبق البيض بـ21 جنيهاً.
وأفاد بأنه سيعقد اجتماعا، خلال الأيام القليلة القادمة، مع أصحاب السلاسل التجارية والمراكز التجارية الكبرى، بهدف بحث تثبيت وخفض أسعار عدد كبير من السلع الغذائية الأساسية، وذلك بهدف الحد من ارتفاع أسعار السلع في الأسواق.
وفي المقابل، قال عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية في الغرفة التجارية، في تصريحات خاصة، إن التجار لا يتحملون مسؤولية ارتفاع الأسعار، معتبرا أن الغلاء نتيجة طبيعية لارتفاع أسعار الدولار، والصعوبات التي يواجهها المستوردون للحصول عليه، موضحاً أن تاجر التجزئة حلقة وسيطة بين المستورد والمنتج والمستهلك، ويضع هامش ربح لبضاعته.
وأضاف أن ضخ سلع في المجمعات الاستهلاكية يجب أن يكون بكميات كبيرة، حتى يحدث توازناً، لكنه لن يمنع ارتفاع الأسعار، لأن هذا الأمر يرتبط بسعر الدولار.
اقرأ أيضاً: مصر تشن حرباً على الباعة الجائلين