بث تلفزيون النظام السوري صوراً، صباح اليوم الإثنين، تظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو يؤدي صلاة عيد الأضحى في مدينة داريا بريف دمشق، التي تم تهجير سكانها بموجب اتفاق مع فصائل المعارضة في 26 أغسطس/آب الماضي.
وأوضح التلفزيون أنّ "الأسد أدى الصلاة مع عدد من المسؤولين في البلاد في مسجد سعد بن معاذ القريب من دوار أبو صلاح عند مدخل داريا"، والذي أكد ناشطون أنّه لم يكن ضمن المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة قبل انسحابها من المدينة، بل كان أصلاً تحت سيطرة النظام.
وأظهرت اللقطات الأسد وهو يقود سيارته بنفسه قبل أن يدخل إلى المسجد الذي حوى عدداً محدوداً من المرافقين وعناصر المخابرات، علماً أنّ عملية تهجير سكان داريا شملت العسكريين والمدنيين على السواء، أي لم يبق أي شخص في المدينة.
ورأى ناشطون أنّ هذه الخطوة التي وصفوها بالاستفزازية والاستعراضية مجرد محاولة لإثبات سيطرة قوات النظام على المنطقة، رغم أن كثيراً من مناطق ريف دمشق لا تزال خارج سيطرة قوات النظام، مذكرين بحركة مشابهة قام بها الأسد عام 2014 حين زار منطقة نائية في حمص بعد إخراج مقاتلي المعارضة منها.
وعقب الصلاة التي حضرها نحو خمسين شخصاً، بينهم مفتي دمشق وريفها في الجامع الذي بدت عليه آثار قصف أصابه منذ الحملة العسكرية أواخر عام 2012، وبدا أنه جرى تحضيره على عجل لهذه الغاية، قال الأسد، خلال جولة له في المدينة، إنّ "الدولة مصممة على استعادة كل منطقة من الإرهابيين".
ولفت إلى "الإصرار على إعادة الإعمار وبناء كل ما هدم بمعانيه البشرية والمادية"، مضيفاً "نأتي اليوم إلى هنا لكي نستبدل الحرية المزيفة، بالحرية الحقيقية التي تبدأ بإعادة الأمن والأمان، وتستمر بإعادة الإعمار، وتنتهي بالقرار الوطني المستقل".
يشار إلى أنّ القصف شبه اليومي لمدينة داريا الذي كانت تقوم به قوات النظام طيلة السنوات الأربع الماضية بالصواريخ والمدفعية والدبابات والبراميل المتفجرة، دمّر أكثر من 70 في المائة من مباني المدينة التي كان يسكنها قبل الثورة أكثر من 300 ألف نسمة، ومن ضمن ما تم تدميره مساجد المدينة الأربعون، من ضمنها عشرة مساجد أثرية، بالإضافة إلى كنيستين تقعان في القطاع الأوسط من المدينة.
في المقابل، بث ناشطون صوراً لصلاة عيد الأضحى في مقر إقامة مقاتلي داريا الذين تم إخراجهم منها، وتظهر الصور مجموعة من المصلين يفترشون ساحة إقامة مؤقتة أعدت لهم.