الأرض على كف عفريت

20 يناير 2017
سيكون ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة (دومينيك رويتر/فرانس برس)
+ الخط -
هي الجمعة العظيمة بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية الجديد، دونالد فريد ترامب، الذي يُتوج اليوم الرئيس الـ45 لأكبر دول العالم وأقواها. اعتباراً من اليوم سوف يقف العالم، من الصين إلى المكسيك، على قدم واحدة بانتظار أميركا الجديدة، وبانتظار مفاجآت ترامب. اعتباراً من اليوم سوف تنظم عواصم العالم أنفاسها على إيقاع سيد البيت الأبيض الجديد، وما قد تتفتق عنه عبقريته من سياسات وقرارات قد تقلب أحوال الناس.


طالما رددت الأساطير بأن الأرض على كف عفريت، وإذا ما غضب العفريت ونفض كفه اهتز الكون، وانقلبت الأرض رأساً على عقب. وطالما رَددت الأساطير الشعبية بأن الله خلق الأرض على صخرة، وأن الصخرة معلقة على قرن ثور، وكلما ثار بركان، أو انفجر زلزال، فسر الناس المصيبة بغضب الثور الذي يحمل الكون على قرنه. وبعد يوم الجمعة العظيم هذا، لن تكون هناك أساطير، ولن تكون هناك خرافات، فالكون بات، فعلاً لا خيالاً، على كف عفريت واشنطن الجديد.

اعتباراً من اليوم، على العالم بكباره وصغاره عدم إغضاب "الثور الأميركي"، وعدم المزاح مع سيد البيت الأبيض، الذي يواجه الصين ويتهمها بـ"اغتصاب الولايات المتحدة"، ولا يبدي أسفاً على تفكك الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه، ويتوعد بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ونسف ما تبقى من أمل في السلام، وحتى أنه لا يبالي بتفكك حلف الأطلسي، ويبدو أقرب إلى روسيا منه إلى ألمانيا.

سيد أميركا الجديد قال خلال حملاته الانتخابية إنه سيبني جداراً على الحدود مع المكسيك، وسوف يمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وسوف يفرض "الجزية" على دول الخليج مقابل حمايتها، وسوف يُوقف مساهمة بلاده في حلف الأطلسي والأمم المتحدة، وسوف يلغي الاتفاق النووي مع إيران ويجدد العقوبات على نظام طهران.

لا أحد يجزم إذا ما كان ترامب جاداً وقادراً على فعل أي من ذلك بعد تتويجه اليوم رئيساً للولايات المتحدة، ولكن الأكيد أن المسار السياسي والاقتصادي على كوكب الأرض تغيّر.