الأردن يبحث تأثيرات جسر السعودية ومصر

12 ابريل 2016
ميناء العقبة المنفذ البحري الوحيد للأردن (Getty)
+ الخط -
قال مصدر رسمي أردني إن بلاده تدرس الآثار المترتبة على الاقتصاد الأردني، جراء إنشاء الجسر البري بين السعودية ومصر، في الوقت الذي طالبت فيه لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين بتطمينات حكومية من القاهرة، بشأن عدم مساس الجسر بطبيعة المناطق السياحية المصرية في جنوب سيناء.
وأعلن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارته لمصر، عن إنشاء الجسر، واصفا إياه بأنه خطوة تاريخية للربط البري بين قارتي آسيا وأفريقيا، وأنه "سيرفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة".
وقال المصدر الأردني لـ"العربي الجديد" إن إعلان موقف الأردن الرسمي من الجسر سيتم بناءً على نتائج الدراسة، التي تجريها بلاده.
وحسب المعلومات المعلنة، فإن الجسر سيربط السعودية من الشمال الغربي (مدينة تبوك) بمصر عبر شبه جزيرة سيناء قرب مدينة شرم الشيخ، على طول مدخل خليج العقبة، الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد للأردن.
وبالتزامن مع الدراسة المقررة، عبّر ثلاثون نائباً في البرلمان الأردني عن خشيتهم من الآثار السلبية، التي سيخلفها الجسر على الاستثمار في الأردن.
وطالبوا في مذكرة رسمية من حكومة بلادهم التحرك سريعاً للتفاوض مع الجانبين السعودي والمصري، لوضع آلية للاستفادة من الجسر بما ينعكس بالنفع على الأردن.

وقال فهمي الكتوت، الخبير الاقتصادي الأردني، إن الجسر ستكون له آثار سلبية على حركة النقل بالبواخر، لكنه "مشروع عربي تنموي".
ورأى الكتوت أن الاستفادة الأردنية من الجسر ستكون متوقفة على طبيعة العلاقات، التي تجمع السعودية ومصر اللتين يربط بينهما الجسر، وهي الاستفادة التي ستتمثل باستثماره لنقل البضائع الأردنية عبر السعودية براً، باستخدام الجسر إلى مصر ودول المغرب العربي، وهو الطريق الذي سيوفر في أجور النقل البحري المرتفعة مقارنة بالنقل البري.
وفي الجانب المصري، طالبت لجنة السياحة في جمعية رجال الأعمال المصريين، بتطمينات حكومية بشأن عدم مساس الجسر بطبيعة المناطق السياحية في مدينة شرم الشيخ، أكبر المنتجعات السياحية المصرية، مشيرة إلى ضرورة تحديد نقاط البداية والنهاية للجسر.
وقال أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة في بيان أمس حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إنه لا بد من أن يبعد الجسر عن مدخل مدينة شرم الشيخ بمسافة مناسبة، حتى لا يحدث بها أيّ تكدس، وحتى لا تفقد طابعها المتميز كمنتجع سياحي عالمي، مشيرا إلى أنه تم استثمار مئات مليارات الجنيهات من قبل الدولة والقطاع الخاص في المدينة.
وتبلغ الطاقة الفندقية في منتجع شرم الشيخ نحو 30 ألف غرفة، من إجمالي 63 ألف غرفة موجودة في محافظة جنوب سيناء (شمال شرق مصر). ويوفر المنتجع نحو 45% من الدخل السياحي لمصر سنوياً، وفق بيانات جمعية مستثمري جنوب سيناء.
ورغم القلق السياحي بشأن الجسر، إلا أن رئيس لجنة السياحة في جمعية رجال الأعمال، رأى أنه يمكن الاستفادة منه في إنعاش سياحة الإقامة، لا سيما من جانب السعوديين والخليجيين.


المساهمون