الأردن: حادثة مقتل المدربين الأجانب غير مرتبطة بجهة "إرهابية"

عمّان

محمد الفضيلات

avata
محمد الفضيلات
14 نوفمبر 2015
3CA006DA-55C8-4D78-A41E-1BAC76C97F8C
+ الخط -
أعلن وزير الداخلية الأردني سلامة حماد، اليوم السبت، أن "عوامل نفسية ناتجة عن ضغوط مالية واجتماعية، شكلت الدافع للهجوم الذي نفذه النقيب (السابق) أنور أبو زيد داخل مركز الملك عبدالله للتدريب، يوم الاثنين الماضي"، معلناً أن "الحادث فردي وشخصي ومعزول عن أي ارتباط بأي جهة كانت، وهو ما توصلت إليه إجراءات التحقيق التي اكتملت في الحادث باستثناء بعض المعلومات التي قد تستجد مستقبلاً".

بذلك نفى الوزير التحليلات التي رجحت وجود دوافع إرهابية وراء الهجوم، الذي خلف ثلاثة قتلى في صفوف المدربين الأجانب، بينهم أميركيان اثنان وآخر جنوب أفريقي إضافة إلى مترجمين أردنيين، والنقيب المهاجم، الذي تزامن هجومه مع الذكرى العاشرة للتفجيرات التي ضربت فنادق عمّان في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، وتبناها تنظيم "القاعدة".

ورفض الوزير خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر الوزارة الربط بين تدين أبو زيد والهجوم الذي نفذه، متسائلاً "هل كل واحد بيصلي لازم نشك فيه؟ تحرينا حول إمكانية أن يكون له ارتباط مع جهة خارجية ولم يثبت ذلك، ولم نجد على هاتفه أي رسالة تثير الشكوك".

وأضاف أن (النقيب السابق) تقدم باستقالته قبل أسبوعين، ما يشير إلى تجريده من رتبه وحرمان عائلته من أي حقوق مالية، وأن زملاءه نقلوا أنه كان يشتكي من ظروفه المالية الصعبة، كما لاحظوا توتراً على حالته النفسية، وكرر حماد: "لم نقل إنه إرهابي قلنا إنسان لديه ضغوط نفسية".

لكن كلام الوزير حول إمكانية أن تستجد معلومات في المستقبل، تجعل الاحتمالات قائمة لإمكانية الوصول إلى نتائج جديدة تخالف ما أعلنه الوزير، بخاصة أن الغموض ما يزال يسيطر على دوافع منفذ الهجوم، وما أذا كان تقصد في هجومه الأميركيين، بخاصة أنه صادف العديد من الأردنيين قبل إطلاق النار، حسب ما تشير المعلومات.

تفاصيل الهجوم

وكشف مدير جهاز الأمن الوقائي العميد حسين العبادي، تفاصيل الهجوم، مشيراً إلى أن (الجاني) أبو زيد وصل يوم الاثنين الماضي إلى المدينة التدريبية التي لا يسمح بحمل السلاح داخلها، قادماً من بلدته بواسطة حافلة مخصصة لنقل مرتبات الأمن العام، وكان يحمل حقيبة أدعى أنها تحتوي على ملابس شتوية، وتبين لاحقاً أنها كانت تحتوي سلاح كلاشنكوف استخدمه في هجومه إضافة إلى ثلاثة مخازن ذخيرة و 120 طلقة، كما استخدم في الهجوم سلاحه الشخصي مسدس من نوع "جلوك".

وبحسب نتائج التحقيق التي عرضها العبادي، قام أبو زيد بتأمين الحقيبة في غرفته ومارس عمله بشكل معتاد، حيث كان يعمل في مدرسة الأمير الحسين للشرطة، وهي إحدى المدارس الأربعة الموجودة داخل المدينة، والتي لا علاقة لها بمركز التدريب الدولي الذي وقع فيه الهجوم، وبعد تأديته لصلاة الظهر غادر إلى غرفته وتوجه حاملاً سلاحه إلى مركز التدريب الدولي، حيث أطلق النار بداية على سيارة كانت تقل ثلاثة أشخاص، قتل من بينهم مدرب أميركي، ليتوجه في أعقاب ذلك إلى صالة الطعام المخصصة للمدربين والمترجمين وفتح النار حيث وقعت الوفيات الأخرى، ليغادر الصالة وهو يطلق النار بشكل عشوائي، ويتمركز خلف شجرة في منطقة حرجية مصوباً سلاحه باتجاه القوة الأمنية، التي قتلته برصاصة واحدة.

التأخر وما بعد الهجوم

وأرجع الوزير التأخر في التعامل مع الهجوم إلى تعليمات حظر حمل السلاح داخل المركز، وعدم إدراك النوايا للمهاجم، قائلاً: "لم يكونوا يعرفون هل هو معنا أو علينا"، مشيراً إلى أنه تم التعامل مع الهجوم بعد أن عزل المهاجم نفسه وتمكن عدد من المرتبات الموجودة من الوصول إلى السلاح. الوزير استبعد أن تشكل الحادثة سبباً لإعادة النظر في الآلية المعتمدة لاختيار منتسبي الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن الآلية المعتمدة دقيقة جداً وناجحة.

لكن الوزير سخر من سؤال حول ما إذا كانت الوزارة ستعيد النظر في رواتب منتسبي الأجهزة الأمنية التي تعتبر متدنية نسبياً، بخاصة بعد النتائج التي أشارت إلى الدوافع النفسية للمهاجم المتعلقة بأوضاعه المالية، فوصف الوزير السؤال "بالمضحك"، وتجاهل الإجابة عنه.

العائلة ارتياح ورفض

من جهتها، عبرت عائلة أبو زيد عن ارتياحها لتطابق روايتها مع رواية الدولة التي تنفي عن أبنها دوافع الإرهاب والتطرف، حسب ما قال فادي شقيق المهاجم لـ"العربي الجديد"، لكنه رفض التشكيك بالحالة النفسية لشقيقه الناتجة عن أوضاعة المالية والمعيشية.

وقال فادي "شقيقي كان متزناً وناجحاً، ولا يمكن أن يكون مضطرباً نفسياً، أما أن يكون وضعه المالي سبباً، فجميع موظفي الدولة في الأردن والعاملين في الأجهزة الأمنية والجيش يعانون نفس الأوضاع المالية"، لافتاً إلى أن جثة شقيقة التي دفنت يوم الخميس الماضي كان عليها أثار تعذيب في أكثر من موضع، معتقداً أنه جرى قتل شقيقه بعد القبض عليه حياً وهو ما يطالب بكشفه.

اقرأ أيضاً: تشييع النقيب الأردني منفذ هجوم مركز تدريب الشرطة

ذات صلة

الصورة
تعرض عدد من الحجاج لضربات شمس أو جلطات دماغية بسبب ارتفاع الحرارة والتعب 16 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

تسبّبت وفاة وفقدان عشرات من حجاج الأردن بمكة المكرمة في حزن وغضب وجدل واسع على منصّات التواصل الاجتماعي وفي الرأي العام الأردني.
الصورة
تظاهرات الدعم لغزة/من التظاهرة التي خرجت أمس في عمّان دعماً لغزة (العربي الجديد)

سياسة

خرجت اليوم الجمعة، تظاهرات الدعم لغزة وفلسطين في عدد من العواصم والمدن العربية، وتحديداً في الأردن والمغرب واليمن، ولا سيما بعد صلاة الجمعة.
الصورة
زيد أبو يمن تأهل مؤخراً لأولمبياد باريس (الأولمبية الأردنية/Getty)

رياضة

توج البطل الأردني، زيد أبو يمن مسيرة 25 عاماً في لعبة كرة الطاولة التي عشقها ومارسها منذ نعومة أظفاره بصعود تاريخي إلى أولمبياد باريس 2024.

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
المساهمون