الأرجنتين في المونديال...لقب المونديال أو الموت

14 يونيو 2018
+ الخط -
رياض الترك
الأرجنتين وما أدراك ما الأرجنتين، بطلة العالم مرتين وأبرز المنافسين على لقب المونديال مع كل نسخة جديدة، ولن تكون منافساً سهلاً في مونديال روسيا 2018. الأرجنتين صاحبة المركز الخامس في تصنيف "فيفا" تسعى لرفع الكأس الذهبية مرة جديدة بعد غياب دام 32 سنة، والعين على النجم ليونيل ميسي حامل آمال كل الجماهير الأرجنتينية في المونديال الروسي. 

التاريخ في المونديال
تملك الأرجنتين سجلاً حافلاً في بطولات كأس العالم تاريخياً، فهي تُشارك للمرة الـ 17 من أصل 21 نسخة. بدأت الأرجنتين مشوارها في المونديال في نسخة 1958 وخرجت من الدور الأول وكذلك في مونديال 1962. لكنها في المونديال الثالث لها 1966 وصلت إلى الدور ربع النهائي.

وفي مونديال 1974 نجحت في الوصول إلى الدور الثاني فقط. لكنها في مونديال 1978 تُوجت باللقب على أرضها وبين جماهيرها، وفي وقت اعتقد الجميع أنها ستُحقق اللقب في نسخة 1982، خسرت في الدور الثاني أيضاً. لكنها سرعان ما نجحت في استعادة هيبتها في مونديال المكسيك 1986 وخطفت اللقب بقيادة الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا.

بعد ذلك غابت عن منصات التتويج لـ 32 سنة متتالية، حيثُ حلت وصيفة في مونديال 1990، وخرجت من دور الـ 16 في نسخة 1994 ومن الدور ربع النهائي في نسخات (1998، 2006، 2010) ومن دور المجموعات في مونديال كوريا واليابان 2002. وتأهل منتخب الأرجنتين إلى نهائي مونديال 2014 وكان قريباً من حصد اللقب لكنه خسر أمام ألمانيا بهدف قاتل. وفي المجموع خاضت الأرجنتين 77 مباراة تاريخياً (42 فوزاً و14 تعادلاً و21 خسارة)، وسجلت 131 هدفاً وتلقت شباكها 84.

التصفيات ونقاط الضعف والقوة
واجهت الأرجنتين صعوبات كبيرة من أجل التأهل إلى بطولة كأس العالم 2018، إذ عانت في التصفيات كثيراً، حيثُ جمعت 28 نقطة وحلت ثالثة في الترتيب وتفوق عليها منتخب الأوروغواي الوصيف والبرازيل المتصدرة. فازت الأرجنتين في سبع مباريات وتعادلت في مثلها وخسرت أربع مواجهات. وتأهلت من المركز الثالث كون تصفيات قارة أميركا الجنوبية تمنح أصحاب المراكز الأربعة الأولى ميزة التأهل المباشر.

طبعاً من أبرز نقاط القوة لدى المنتخب الأرجنتيني تواجد ليونيل ميسي صاحب الفضل في التأهل إلى المونديال الروسي أصلاً. وبالإضافة إلى ميزة ميسي تملك الأرجنتين خط هجوم قويا قادرا على بعثرة أي دفاع يواجهه بعيداً عن كل الانتقادات التي طاولت هذا الخط مؤخراً. وتملك الأرجنتين لاعبين محترفين ذوي خبرة كبيرة خصوصاً في المونديال. وأصبحوا اليوم على يقين من أنهم إذا لعبوا إلى جانب ميسي على أرض الملعب بالطريقة الصحيحة فسيتوجون أبطالاً للعالم.

في المقابل برزت الكثير من نقاط الضعف لدى الأرجنتين خصوصاً في المباريات الودية الأخيرة. أولاً تغيير المدرب تسبب بمشاكل كبيرة وبدا ذلك واضحاً على الأداء في مواجهات التصفيات. في المقابل هناك نجوم لم يلعبوا كثيراً هذا الموسم مثل لوكاس بيليا وسيرجيو أغويرو، كما أن المدافعين راميرو فونيس موري وماركوس روخو جلسا على مقاعد الاحتياط كثيراً. كل الأنظار تتجه نحو الأرجنتين لمعرفة كيفية تعامل سامباولي مع الوضع الصعب خصوصاً بعد إصابة الحارس الأساسي أيضاً سيرجيو روميرو.

مجموعة المونديال والتشكيلة
تلعب الأرجنتين في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات كرواتيا، أيسلندا ونيجيريا. يبدأ منتخب "الألبيسيليستي" مشواره المونديالي ضد أيسلندا في ملعب "أوتكريتي أرينا" في 16 يونيو/ حزيران، ثم يلعب ضد كرواتيا في ملعب "نيجني نوفغورود" في 21 يونيو، وتختم الأرجنتين دور المجموعة في مباراة قوية ضد نيجيريا في ملعب "كريستوفسكي" في 26 يونيو.

أما تشكيلة المنتخب الأرجنتيني فتضمُ في حراسة المرمى، ويلفريدو كاباييرو، فرانكو أرماني، ناهويل غوزمان. وفي خط الدفاع هناك غابريال ميركادو، كريستيان أنسالدي، نيكولاس أوتامندي، فيديريكو فازيو، ماركوس روخو، نيكولاس تاغليافيكو، ماركوس أكونا.
أما خط الوسط فيضمُ خافيير ماسكيرانو، إدواردو سالفيو، لوكاس بيليا، جيوفاني لو سيلسو، إيفير بانيغا، مانويل لانزيني، ماكيسميليانو ميزا، أنخل دي ماريا، كريستيانو بافون. وفي خط الهجوم هناك ليونيل ميسي، باولو ديبالا، غونزالو إيغوايين وسيرجيو أغويرو.

نجوم المنتخب
يضمُ المنتخب الأرجنتيني الكثير من الأسماء البارزة، لكن أبرزهم بدون شك ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم خمس مرات خلال مسيرته الكروية. كل آمال جماهير المنتخب الأرجنتيني تقع على عاتق ميسي المُطالب بقيادة "الألبيسيليستي" إلى لقب المونديال بعد غياب دام 32 سنة.

خاض ميسي بقميص الأرجنتين 123 مباراة دولية سجل فيها 61 هدفاً وهو الهداف التاريخ للمنتخب بعد أن تفوق على النجم غابريال باتيستوتا. وإلى جانب ميسي هناك المهاجم سيرجيو أغويرو الذي سجل 36 هدفاً مع الأرجنتين وهو ثالث أفضل الهدافين تاريخياً، ثم يأتي غونزالو إيغوايين الذي ورغم كل الانتقادات وتحميله المسؤولية بعدم تتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم 2014، بسبب إهداره فرصاً سهلة للتسجيل، إلا أنه يبقى أحد أبرز النجوم في مونديال روسيا 2018.

وهناك أيضاً صانع الألعاب أنخل دي ماريا الذي سيكون محرك المنتخب في خط الوسط وصانع الخطورة على مرمى منتخبات المجموعة الرابعة. ولا يمكن إغفال دور النجم الشاب باولو ديبالا هداف فريق يوفنتوس الإيطالي، والذي سيكون له شأن كبير في المونديال في حال حصل على فرصته.


المدرب
تلقى المدرب خورخي سامباولي الكثير من الانتقادات مؤخراً بسبب الأداء الباهت الذي ظهر فيه المنتخب الأرجنتيني في المواجهات الودية الأخيرة وخصوصاً الخسارة القاسية من المنتخب الإسباني (6 – 1). إلا أن سامباولي يملك خبرة تدريبية جيدة وهو الذي قاد منتخب تشيلي لتحقيق لقب كوبا أميركا في عام 2015 بتفوقه على الأرجنتين.

وقاد سامباولي الأرجنتين في 11 مباراة حتى الآن، حقق خمسة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات وثلاث خسارات ووصلت نسبة انتصاراته إلى 45%. درب سامباولي عددا كبيرا من الأندية مثل خوان أوريش، سبورت بويز، إيميليك، يونيفرسيداد دو شيلي، إشبيلية الإسباني في موسم 2016-2017، بالإضافة لفترته الذهبية مع منتخب تشيلي من عام 2012 حتى 2016.

وحقق سامباولي لقب الدوري التشيلي مع فريق يونيفيرسيداد عامي 2011 و2012 ولقب الكأس أيضاً في عام 2011، كما وحصد لقب بطولة "سود أميركانا" في عام 2011. وأخيراً لقب كوبا أميركا مع منتخب تشيلسي في عام 2015. فهل ينجح في قيادة الأرجنتين لتحقيق لقب المونديال بعد غياب سنوات، أم أن منتخب الأرجنتين سيتعرض لنكسة جديدة في المونديال؟


المساهمون