الأئمة الشباب.. ظاهرة مساجد الجزائر في رمضان

10 يونيو 2016
أئمة شباب في مساجد الجزائر (GETTY)
+ الخط -



يستقطب الأئمة الشباب في المساجد الجزائرية جموع المصلين من كل حدب وصوب، وبخاصة في شهر رمضان، بل بات هؤلاء يثيرون الاهتمام والتعلق بهم لأسباب جعلتهم قريبين من الواقع الجزائري المعاش.

يقول المواطن الجزائري، سيد علي، لـ"العربي الجديد"، إنه تعود على آداء الصلاة والاستماع إلى خطب هذا الإمام الشاب لأنه مقنع ويستعمل كلمات بسيطة يفهمها الناس، كما يعالج في كل مرة موضوعات مرتبطة بواقع المجتمع.

ويؤكد أن إمام مسجد عبد الحميد بن باديس، بالعاصمة الجزائرية المتخرج من معهد علوم القرآن والشريعة الّإسلامية، حاز عقول وقلوب المصلين ويحظى باحترامهم، بل بات دافعا لدى كثيرين للمواظبة على الصلاة والاستماع إلى خطب الإمام الشاب، والذي يعي واقع أترابه من الشباب، ويسعى في كل مرة إلى لفت انتباههم بطريقة ذكية وسلسة، في ظل الانتشار الهائل للدروس الدينية وتطور التكنولوجيا في التأثير على عقول أبناء البلاد.
ويقول الإمام محمد السعيد (32 سنة) وهو جامعي درس الشؤون الدينية بمدينة البليدة غرب العاصمة الجزائرية، إن الجزائر مرت بسنوات عصيبة بسبب الدروس الدينية المحرضة على الفتنة، ما يعني "أننا اليوم أمام تحد كبير هو الشباب المغرر بهم والممكنة استمالتهم نحو أي طريق".
واستعمال اللغة البسيطة برأي الإمام محمد السعيد يهدف إلى تقريب المفاهيم والقيم الدينية للجزائريين، حيث يقول لـ"العربي الجديد"، إن كثيراً من الأئمة المتخرجين من المعاهد الجزائرية وجدوا ضالتهم في مسح الغبار عن آلام الشباب في الجزائر وتعرية همومهم باللجوء إلى تلك اللغة القريبة منهم ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف دون المساس بجوهره ولبه ومرجعيته.
وفي رأي كثيرين فإن استقطاب الأئمة للشباب عبر آلاف المساجد الجزائرية صار "ظاهرة"، لكنهم في النهاية "جيل قريب من الواقع المعاش، ودرسوا في مدارس جزائرية قريبة من الجزائر العميقة"، بحسب مروان شرابي، وهو أستاذ في التعليم الثانوي.
ويضيف شرابي لـ"العربي الجديد"، أن إيصال أي فكرة يحتاج إلى "الابتعاد عن اللغة الأكاديمية المتعالية التي تستخدمها النخبة الدينية، واللغة الكلاسيكية التي كان يستعملها الأئمة التقليديون".
ويذهب عبد الكريم مراح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى القول إن الأئمة الشباب يبدون أكثر تفهما لواقع المجتمع والاحتياجات النفسية والروحية للشباب، وهم أكثر ذكاء في عقد المقارنات وتحليل الظواهر التي يشهدها الشارع الجزائري.