اكتمال التحضيرات لعملية "تطهير عدن"

11 ابريل 2015
الحوثيون لم يستطيعوا التقدّم في عدن (الأناضول)
+ الخط -

يحاول الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الترويج لتحقيقهم انتصارات على الأرض في جنوب اليمن، إلا أن المعطيات تؤكد عكس ذلك، فيما أعدت المنطقة العسكرية الرابعة في عدن "عملية تطهير" المنطقة من الحوثيين وقوات المخلوع.

وكان الحوثيون، قد أعلنوا مساء الخميس انتهاء إطلاق النار في عدن، "بعد دحر القاعدة والمليشيات"، حسب بيان أذاعته قناة "الساحات" المقرّبة منهم، وهو ما يُفهم منه أنهم انتصروا في عدن. إعلان يأتي ضمن سياق مساعي الحوثيين لتحقيق انتصار إعلامي على خلاف الواقع، إذ لا زالت أغلب مناطق عدن خارج سيطرتهم، فيما تواصل المساجد التابعة لهم في صنعاء الدعوة إلى الجهاد في الجنوب، وفي عدن تحديداً، فضلاً عن أن قواتهم لا زالت تقصف الأحياء السكنية، بينما تدور اشتباكات ليلية في خور مكسر، ودار سعد، وشارع التسعين غرب المنصورة.

كما يأتي إعلان الحوثيين بعد عمليات قصف، تعرضت لها قواتهم في عدن، تُعتبر من الأعنف، من قِبل قوات التحالف العشري البحرية والجوية، فضلاً عن ورود أنباء عن مقتل أكثر من 70 قيادياً حوثياً وموالين للرئيس المخلوع، في قصف لقوات "عاصفة الحزم" على مقر اللواء 310 في عمران، خلال اجتماع كان تعقده قيادات من جماعة الحوثي والموالين لصالح.

ويفسر البعض إعلان الحوثيين على أنه عبارة عن تضليل بسبب الخسائر التي يتعرضون لها، بالتزامن مع استمرار محاولاتهم التوغل في عدن وعدد من المدن خارجها.

وتعرّض الحوثيون وحلفاؤهم مساء الخميس، لعمليات مكثفة من طائرات وبوارج "عاصفة الحزم"، إذ شهدت مدينة دار سعد قصفاً استهدف ثلاثة فنادق، ينزل فيها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع. كما تعرّضت بعض المواقع التابعة لهم، لقصف كثيف، بما فيها محيط عدن حيث يتواجد اللواء الخامس، الواقع بمدينة صبر شمال عدن.

كما شهدت المعلا، لا سيما مباني مطاحن وصوامع الغلال التجارية، قصفاً من قبل القوات البحرية، إذ كان يتواجد في داخلها قوات من الحوثيين وعتاد كبير، وتم تدمير هذه المباني بشكل كامل.

وحاولت قوات تابعة للحوثيين بعد ظهر أمس الجمعة التوغّل في مدينة المعلا، التي لا زالت خارج سيطرتهم، إلى جانب مدينتي القلوعة والتواهي. وتشير مصادر إلى أن الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، يعانون من نقص في المواد الغذائية ونقص العتاد.

اقرأ أيضاً: غارات جوية وقصف بحري لمواقع "الحوثيين" في عدن

لكن الأكثر دراماتيكيةً أن إعلان الحوثيين أيضاً، جاء بعد مهلة ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم، كانت قد أطلقتها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، يوم الخميس، وإلا ستكون هناك إجراءات استثنائية، وهو ما يشير إلى وجود ترتيبات قد أعدتها القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي سيبدأ بتنفيذها قريباً.

وحول مصدر القوة التي تتكلم منها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، يقول مصدر عسكري فيها لـ"العربي الجديد"، إن "عملية تطهير عدن قد تم إعدادها وهناك ترتيبات جاهزة وبالتنسيق مع تحالف عاصفة الحزم". ويشير المصدر إلى أن "كل تحركات الحوثيين وقوات صالح، باتت تحت أعيننا، فضلاً عن الحصار الذي فرضناه عليهم في بعض المناطق التي توغلوا فيها، ولم يتمكنوا من استلام أي عتاد عسكري، فيما قطعنا كل الطرق عليهم، وباتوا تحت رحمة اللجان وطائرات تحالف عاصفة الحزم".

يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه اللجان الشعبية الجنوبية، منذ يوم الخميس، استهدافها للحوثيين بالأسلحة الثقيلة، ومنها على سبيل المثال المدافع. وتردّ اللجان دخول الأسلحة الثقيلة إلى المعركة من قِبلها، لانضمام خبراء وضباط وقادة عسكريين إلى صفوفها.

كذلك قال سكان محليون وشهود عيان إن طائرات "أباتشي" عملت على ملاحقة الحوثيين في عدد من مناطق وشوارع عدن، لا سيما الخط الساحلي لمدينة خور مكسر وصولاً إلى مدينة الشيخ عثمان، حيث ملعب 22 مايو، الذي تم استهدافه من قِبل طائرات التحالف، فيما نصبت ما تعرف بـ"المقاومة الجنوبية"، كميناً للحوثيين في الضالع، أدى إلى مقتل أكثر من 15 مسلحاً منهم.

أما في أبين، فأشار المحافظ الخضر السعيدي، إلى أن عدد القتلى والجرحى في المحافظة من القبائل واللجان الشعبية والمدنيين ارتفع إلى 70 قتيلاً وأكثر من 400 جريح. كما أشار محافظ أبين إلى تركز المواجهات في جبهتين رئيسيتين، هما جبهة شقرة الساحلية شرق زنجبار عاصمة محافظة أبين، والأخرى جبهة "أمعين" شمال زنجبار".

من جهة أخرى، استهدفت سيارة مفخخة تجمّعاً للحوثيين، في منطقة بيحان في شبوة عصر أمس الجمعة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. يأتي هذا في وقت كشفت فيه مصادر عسكرية يمنية، لوكالة "الأناضول"، أن طيران التحالف قصف أمس الجمعة، مطار ومحور "عتق" العسكريين، اللذين يسيطر عليهما الحوثيون، في محافظة شبوة.

شمالاً، لم تتوقف ضربات طائرات "عاصفة الحزم" في صنعاء، إذ شن التحالف غارات مكثفة على مواقع عسكرية خاضعة لنفوذ الحوثيين والرئيس المخلوع في العاصمة مساء الخميس وفجر الجمعة، وكانت مخازن السلاح هدفها الأبرز. وقصف التحالف معسكر قيادة قوات العمليات الخاصة، في "الصباحة" غرب صنعاء، وأحد مخازن سلاح الجوية في قاعدة "الديلمي" المقر الرئيسي للقوات الجوية. وكانت قاعدة القوات الجوية ومعسكر القوات الخاصة، أهدافاً متكررة لـ"عاصفة الحزم" منذ بدء العمليات. واستهدف التحالف مجمع وزارة الدفاع اليمنية، في قلب العاصمة، ومخازن سلاح في معسكر "الحفا" في جبل نقم شرقي صنعاء، ومعسكر "الصمع" شمالها.

اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" محور لقاء وزيري الدفاع السعودي والمصري

المساهمون