أعلنت السلطات العراقية، اليوم الاثنين، عن افتتاح معبر القائم الحدودي مع سورية، غربي محافظة الأنبار، وذلك للمرة الأولى بعد إغلاق دام أكثر من 5 سنوات إثر سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على أجزاء واسعة من محافظة الأنبار، بما فيها المعبر نفسه الذي يربط مدينة القائم العراقية بنظيرتها البو كمال السورية، وسط حديث مراقبين عراقيين عن أن الافتتاح سياسي أكثر من كونه تجاريا، بسبب عدم وجود طرق آمنة ما بعد نقاط المعبر، خاصة في الجزء السوري.
وأكد مدير إعلام هيئة المنافذ الحدودية العراقية، علاء الدين القيسي، أن رئيس الهيئة كاظم العقابي ناب عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال الافتتاح الرسمي لمنفذ القائم الحدودي مع سورية، موضحا في بيان أن الافتتاح تم بحضور وزير داخلية النظام السوري محمد رحمون، ومحافظ الأنبار علي فرحان، وقادة أمنيين عراقيين.
وقال قائمقام (رئيس بلدة) القائم الحدودية مع سورية، أحمد الدليمي، إن المعبر جاهز من الناحيتين الأمنية والفنية لمرور البضائع والمسافرين، مؤكدا خلال تصريح صحافي أن المعبر مزود بأجهزة فحص "سونار" من شأنها أن تساهم في حركة المرور في المنفذ الحدودي، وأشار إلى وجود تنسيق بين الحكومة العراقية والنظام السوري لمنع تسلل الإرهابيين عبر الحدود.
إلى ذلك، قالت مصادر بحرس الحدود العراقي إن قوات من شرطة الطوارئ، والجيش العراقي، وحرس الحدود، والفصائل المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" نسقت فيما بينها من أجل توزيع المهام الأمنية على الحدود بعد افتتاحها، مؤكدة لـ "العربي الجديد" وجود اتفاق مبدئي على تسيير دوريات مشتركة فضلا عن عمليات تفتيش السيارات والأشخاص من قبل الأطراف المذكورة.
وفي السياق، أكدت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) أنه "تمت اليوم إعادة افتتاح معبر البوكمال-القائم الحدودي بين سورية والعراق أمام حركة عبور البضائع والأشخاص بعد إنجاز كافة الترتيبات من الجانبين السوري والعراقي".
وقالت الوكالة في وقت سابق صباح اليوم: "إنه تم إنجاز كافة الترتيبات والتحضيرات لإعادة فتح معبر البوكمال- القائم مع العراق بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة وإعادة الأمان إليها".
وتوقع سياسيون أن تتسبب الهجمات التي تعرضت لها مليشيات عراقية تقاتل إلى جانب نظام الأسد في منطقة البو كمال السورية بتأخر افتتاح المعبر، إلا أن السلطات العراقية تصر على افتتاحه.
ودفع ذلك بعضو في الحكومة المحلية بمحافظة الأنبار، التي يقع فيها الجانب العراقي للمعبر، للتعبير عن خشيته من احتمال تحول منفذ القائم – البو كمال إلى ممر للمليشيات ونقل السلاح من طهران إلى دمشق، موضحا في حديث لـ "العربي الجديد" أن الفصائل المسلحة تسيطر على جانبي المعبر وهو أمر يثير الشك لا سيما في ظل وجود إصرار عراقي على افتتاحه على الرغم من الهجمات المتكررة التي تستهدف مليشيات في منطقة البو كمال.
وبين أن قرار افتتاح الحدود مع سورية صدر في بغداد ولم يكن للحكومة المحلية في الأنبار دور مؤثر فيه، مشيرا إلى وجود رغبة في المحافظة للانفتاح على دول الجوار بشرط ألا يكون لذلك مغزى سياسي أو أمني يمكن أن يعيد الأنبار إلى مربع العنف الأول، خاصة أنه لا شيء لدى النظام السوري لتصديره إلى العراق"، وفقا لقوله.