محمد معرزيتان.. نازح سوري يواجه التقزّم والنزوح والجوع

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
14 سبتمبر 2024
محمد معرزيتان.. نازح سوري يواجه التقزّم والنزوح والجوع
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- محمد معرزيتان، نازح سوري مصاب بالتقزم، يعيش مع أسرته في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة في مخيم عشوائي بريف إدلب الشمالي، ويعاني من صعوبة تأمين الضروريات.
- يعتمد محمد وأسرته على جمع النفايات البلاستيكية والنايلون للتدفئة والطبخ، مما يعرضهم لمخاطر صحية، ويشعر بالعجز لعدم قدرته على تلبية احتياجات أسرته.
- مع اقتراب الشتاء، يواجه النازحون في شمال غربي سورية أزمة في توفير مواد التدفئة، مما يدفعهم لاستخدام مواد ضارة بالصحة والبيئة.

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش بريف إدلب الشمالي، شمال غربي سورية.

يعيش محمد معرزيتان (44 عاماً) المصاب بمرض التقزم برفقة أفراد عائلته في خيمة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة بعد سنوات من النزوح المتكرر. ويقول لـ"العربي الجديد": "قد يكون القبر أهون من العيش هنا، لكن ما باليد حيلة، فرص العمل لا يجدها حتى الأصحاء فكيف بقصير قامة". ويضيف: "لدي خمسة أبناء، واحد من بينهم مصاب أيضا بالقزامة، إنهم يعيشون معي ظروفاً صعبة، وسط شعور بالقهر واليأس يذبحني في اليوم مائة مرة".

محمد معرزيتان: عجز وصبر

أكوام النفايات البلاستيكية والنايلون حول الخيمة هي مؤونة العائلة للشتاء القادم، يجب أن تكفيهم لمواجهة البرد القارس. يستخدمونها حالياً للطبخ وإعداد الطعام أو لتسخين الماء للاستحمام، فالغاز أو مواد التدفئة مرتفعة الثمن بالنسبة لمحمد ولا يستطيع شراءها.

يقول محمد معرزيتان إن ولداه يجمعان النفايات البلاستيكية والنايلون، يبيعان بعضها للحصول على المال، والبقية تُستخدم: "أعيش في قلق دائم عليهما خشية إصابتهما بأذى أثناء هذا العمل الخطير، أو مرضهما، خاصة أنهما يقضيان وقتاً طويلاً في العمل، يخرجان في الصباح الباكر ويعودان مساءً حين ينهكهما التعب". ويضيف: "أتمنى أن أستطيع العمل لأقدم لأولادي كل ما يحتاجونه، وليس العكس. أشعر بالأسى والغصة إذا طلب أحد أفراد العائلة شيئاً لا أستطيع تلبيته".

يوجد موقد كبير الحجم أمام خيمة محمد مخصص لحرق البلاستيك. عند إضرام النار فيه، تتشكل غمامة سوداء في الأفق والخيام المجاورة، فيما تنتشر رائحة كريهة في المكان. إلا أن الجيران لا يظهرون انزعاجاً لمعرفتهم بحال النازح، فهم يشتركون في المعاناة ذاتها والقهر وضيق الحال بنسب متفاوتة، خاصة في السنوات الأخيرة التي تراجع فيها دعم المنظمات الإنسانية، إلى درجة أنه توقف عن معظم المحتاجين.

يكابد محمد حياة المخيمات القاسية منذ ست سنوات، حين تهجر من مدينته خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، مسقط رأسه التي عاش فيها يتيماً بعد مقتل والده على يد قوات النظام السوري في أحداث ثمانينيات القرن الماضي. يقول: "لا شيء يهون عليّ هذه الحياة القاسية سوى أنني بعيد عن مناطق سيطرة النظام، حيث الظالمون الذين أبعدوني عن مدينتي الغالية، سواء من جيش النظام أو المليشيات الإيرانية والروسية".

ومع اقتراب حلول فصل الشتاء، يعاني الكثير من النازحين في مخيمات شمال غربي سورية من أزمة في توفير مواد التدفئة. يعتمد قسم منهم على المواد البلاستيكية والكرتون، إضافة إلى الإطارات المطاطية للتدفئة، كونها مواد قابلة للاشتعال رغم ضررها على صحتهم وعلى البيئة، لكن الخيارات البديلة، مثل الوقود أو الحطب، ليست في متناولهم.

دلالات

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.