ومن المتوقع أن يشارك في الحفل أعضاء من الكونغرس الأميركي، وآخرون من السلك الدبلوماسي الكوبي في واشنطن، إضافة الى الوفد الرسمي الكوبي إلى واشنطن الذي يضم أكثر من 30 مسؤولا، بمن فيهم المفاوضة الرئيسية لتطبيع العلاقات جوزفينا فيدال، التي فاوضت على مدى ستة أشهر مساعدة وزير الخارجية الأميركي روبرتا جاكوبسون، التي تمثل، بدورها، الإدارة الأميركية في حفل الافتتاح. ويتوقع أن تبادر واشنطن في المقابل إلى فتح سفارتها في هافانا بعد أسابيع، بانتظار تحديد الموعد الدقيق على جدول أعمال وزير الخارجية جون كيري. ويحرص البيت الأبيض على أن يمثل كيري الإدارة الأميركية في هذا الافتتاح الرمزي.
اقرأ أيضاً: كوبا وأميركا من خليج الخنازير إلى سياسة أوباما الخارجية
وتوجد السفارة الكوبية في واشنطن في قصر تم بناؤه عام 1919 ليكون مقر البعثة الكوبية، وبالتالي هو أول مقر دبلوماسي تم بناؤه، قبل أن تغلق السفارة أبوابها عام 1977. وعمل طاقم السفارة على ترتيب المقرّ وإصلاحه قبل فتح الأبواب رسمياً. ويرتقب أن تقوم وزارة الخارجية الأميركية في ساعات الصباح الأولى من اليوم، برفع علم كوبا في باحتها الداخلية الى جانب البلدان الأخرى التي تملك واشنطن علاقات دبلوماسية معها، وذلك بعد انقطاع بدأ في يناير/كانون الثاني 1961. كما يعقد كيري مؤتمراً صحافياً مع نظيره الكوبي في وزارة الخارجية، وسيجري رودريغيز بعدها لقاءات في مبنى "الكابيتول هيل" مع أعضاء في الكونغرس يؤيدون تطبيع العلاقات مع كوبا.
وبالتزامن مع انتقال التمثيل الدبلومسي الكوبي من مكتب رعاية المصالح الكوبية في السفارة السويسرية إلى المقرّ الرئيسي، يعقد ثلاثة أعضاء في الكونغرس مؤتمراً صحافياً في مدينة ميامي للتعبير عن رفضهم لهذه الخطوة الدبلوماسية، وهؤلاء النواب الجمهوريون عن ولاية فلوريدا؛ هم إيلينا روس ليهتينين وماريو دياز بالارت وكارلوس كوربيلو. ويمثل هذا الاعتراض جزءاً من معارضة واسعة النطاق بين الجمهوريين على هذه الخطوة، لا سيما مرشحي الرئاسة جيب بوش والسيناتور من أصل كوبي ماركو روبيو. ويرتقب أن تشهد الساحة الأمامية للسفارة الكوبية في واشنطن خلال الافتتاح تظاهرة للمعارضة الكوبية التي تؤيد إبقاء العزلة على النظام الكوبي، وتنتقد سجله المستمر في قمع المجتمع المدني.
ويفترض أن يعطي البيت الأبيض الكونغرس إشعار 15 يوماً حول نيته إعادة فتح السفارة في كوبا، لكن ليس بوسع الكونغرس أن يفرض أي قيود حول هذا الأمر، خصوصاً أنّ بوسع وزارة الخارجية الاستغناء عن الميزانية التي قد يعرقلها عليها الكونغرس، على اعتبار أنّ مكتب رعاية المصالح الأميركية في هافانا يتحول تلقائياً إلى سفارة. لكن حتى الآن، قرر الجمهوريون في الكونغرس خلال إقرار ميزانية وزارة الخارجية قبل أسبوعين عدم وضع قيود على تمويل السفارة الأميركية في كوبا. لكن لا يترددون بالتلويح بخطوات إجرائية للتعبير عن اعتراضهم. وقد هدّد السيناتور روبيو بعرقلة التصويت على مرشح الإدارة لمنصب السفير في كوبا، لكن البيت الأبيض يوحي بأنه ليس بحاجة لهذا الأمر، وفي حال العرقلة سيكتفي باستمرار دور رئيس البعثة الحالي في كوبا جيفري ديلورانتيس، الذي سيكون على الأرجح مرشح الإدارة لتولي منصب السفير.
المسار التفاوضي الذي بدأ قبل سبعة أشهر وصل إلى خواتيمه في الأول من يوليو/تموز الماضي، بعد رسائل متبادلة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الكوبي راوول كاسترو. وقامت الإدارة الأميركية بخطوات عملية مهدت لهذا التطبيع الدبلوماسي، منها رفع قيود السفر والتجارة وإزالة كوبا من لائحة الدول الراعية للإرهاب. وكان التأخير في تبادل السفارات نتيجة حرص واشنطن على أن يكون لدبلوماسييها حرية تحرك في أنحاء كوبا وفي التواصل مع الكوبيين، وهذه مسألة أثارت قلق الحكومة الكوبية، إلى أن جاء الاتفاق النهائي بتعيين عدد قليل من الدبلوماسيين في السفارتين، وتقييد تحركهم خارج واشنطن وهافانا.
اقرأ أيضاً: كوبا ترحب برفعها من قائمة "الإرهاب" وتخشى تدخل واشنطن