عارض وزراء وقيادات في المعارضة وأمنيون سابقون في تل أبيب اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه حركة "حماس" وإسرائيل برعاية قطرية. فقد أعرب وزير الداخلية الحاخام آرييه درعي عن أسفه لأن اتفاق التهدئة لم يشمل إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس".
وفي تغريدتين كتبهما على حسابه عبر "تويتر"، قال درعي، الذي يقود حركة "شاس" الدينية الحريدية، إن إسرائيل أضاعت فرصة استغلال انتشار وباء كورونا في قطاع غزة، من دون أن تشترط السماح بدخول المساعدات الطبية لمواجهة الوباء بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس". وأضاف: "لقد كانت هذه فرصة ممتازة جداً تمت إضاعتها"، مدعياً أن التعامل الإنساني إزاء غزة لم يثبت جدواه.
بدوره، انتقد وزير الثقافة يحيل تروفر، الذي ينتمي إلى حزب "كاحول لفان" في مقابلة اليوم الأربعاء، مع إذاعة "كان" الرسمية، الاتفاق على اعتبار أنه يضمن وصول المساعدات إلى القطاع من دون وجود نظام رقابي للتأكد من أنها تتجه إلى المتطلبات الإنسانية و"ليس لأمور تمسّ بالأمن الإسرائيلي".
أما وزير الأمن والخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، فقد وصف الاتفاق بأنه "اتفاق خضوع للإرهاب". وفي مقابلة مع إذاعة "كان" اليوم، خلص ليبرمان إلى القول إن "حماس تثبت مجدداً أن ممارسة العنف تؤتي أكلها، نحن نلحظ تعاظم قوة "حماس"، وستصل إلى الحدود التي وصل إليها "حزب الله"، مؤكداً أن وتيرة تعاظم القوة العسكرية هناك (لدى حماس) مخيفة.
من ناحيتها، حذرت رونيت مرزين، التي تولت مواقع متقدمة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، من أن خطورة الاتفاق تكمن في أنه يمنح قطر القدرة على التأثير، ليس على قطاع غزة فحسب، بل على مستقبل المنطقة بشكل عام.
وفي مقابلة مع قناة "كان"، زعمت مرزين، التي كانت مسؤولة عن الساحة الفلسطينية في لواء الأبحاث التابعة لـ"أمان"، أن قطر لا تتدخل من أجل استعادة الهدوء في القطاع، بل في إطار تعاونها مع تركيا والإخوان المسلمين، للتأثير في الإقليم بنحو لا ينسجم مع مصالح إسرائيل ومصالح مصر، السعودية والإمارات. وأضافت أن قطر تعمل، عبر المواقع الإخبارية التي تمولها، على نزع الشرعية عن إسرائيل وتجريم التطبيع معها، إلى جانب التحريض على أنظمة الحكم العربية في المحيط، ولا سيما نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر وأنظمة خليجية.
ودعت مرزين إلى إخراج قطر من غزة فوراً، وعدم الاستعانة بها في استعادة الهدوء هناك، مشيرة إلى وجوب الاستعاضة عن دورها عبر تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة مصر ودول خليجية أخرى للتعاطي جذرياً مع التحدي الذي يمثله القطاع.