اعتذار

06 فبراير 2017
آنخل كالديرون/ غواتيمالا
+ الخط -

ذات يوم، قبل عقودٍ تكاد تكون قرناً، قال الكاتب الروسي مكسيم غوركي إنّ أحداً منا لم يكتب شيئاً ذا قيمة وهو في المنفى. قال: لو تخلّيت عن كل شيء وعدت‏، لتعلّمت ثانية ما هي روسيا‏. فالمرء ينسي أفضل الأشياء وهو بعيد‏.

وكنت قرأت هذا لإبراهيم أصلان في مقال كتبه قبل أعوام "بعيدة" هي الأخرى. واليوم عدت وتذكّرته بعد الرجوع للمصدر.

أما وقد جرى ما جرى، وامتلأ المنفى بالكتّاب العرب، فماذا تراهم يقولون؟

لا أعرف. لكن ما أعرفه بالتجربة، أن الكاتب تحديداً، هو أكثر الخاسرين في معادلة المنفى. وما أعرفه، وقد عشته قبل التجربة، أنّ الكتّاب المغتربين مغبوطون من زملائهم المقيمين، وقد تصل الأمور حدَّ الحسد (فعلتُها سابقاً على نحو مشوّش، وندمت بعدَها بنصوع).

ذلك أن "المنفى" في زمننا لم يعد بذلك السحر المختَلق. والكاتب العربي في أوروبا وأميركا الآن، صار نسخة عن صاحبنا: "الراقص في العتمة". هذا ما أرى، رغم ثورة الاتصال وما يُقال، ولكلٍ رأيه.

مع الاعتذار إلى غوركي، بسبب ظروف أحاطت بكتاباته فأبعدتني عنه. حتى لا أذكر منه سوى رجوع متكرّر لكلمة كتبها عن تشيخوف. مثلما أرجع الليلة لما قال مستبدلاً روسيا بفلسطين.

رحم الله الجميع.

المساهمون