01 اغسطس 2019
استوديو الفانز
كثرت، في الآونة الأخيرة، الهفوات الإعلامية المباشرة على الهواء التي يقع فيها إعلاميون وإعلاميات من خلفيات وأمزجة ثقافية مختلفة. وتقابل هذه الهفوات، مناكفات كلامية مقارِعة لأدبيات الحوار والتواصل الجماهيري، إن كان من طرف المحاوِر أو المحاوَر.
وما يزيد الطين بلّة، احتفاء المشاهدين بهذه الأخطاء بشتّى الضروب التعبيرية والوسائل التي تنتفخ على رأس الساعة بصور ومقاطع فيديو تظهر مقدّم برنامج وهو يحكّ رأسه قبل أن يحلّق على الهواء مباشرة، أو مذيعة الأخبار تنطق اسم مسؤول في الدولة بشكل خاطئ، فيصبحون كالقماشة المرقّطة بإعجابات وتعليقات من آلاف روّاد وسائل التواصل الإجتماعي الذين "يستلطفون" المواقف المسجّلة والمخجلة في بعض الأحيان. وعلى هذا القياس، ترتفع قيم التداول لدى بعض "الإعلاميين" فيتحولون إلى عملة صعبة في هذا المجال، علما أنّه يمكن للخطأ في حالات معينة أن يكون فعلا غير مقصود.
لكن، وعلى الضفة الأخرى، يبدو أن بعض الأخطاء، والعلم عند الله، ترتكب بشكل متعمّد بقصد إثارة بلبلة أو ضجّة تتظهّر على صورة Parachute يرفع اسم "الإعلامي" درجات ودرجات، ويجعله حديث الناس، شيبا وشبابا. وبذلك تصبح استوديوهات القنوات التلفزيونية، حصرا، منبتا للمعجبين وناسخي الإطراءات المذهّبة.
وإذا أردنا أن نغمز من قناة الخطأ الأكثر شيوعا وهو "تفوّه المذيع ببضع كلمات معتقدا أنه ليس على الهواء أو مثلا عند عرض التقرير خلال نشرة الأخبار، فالسؤال الذي يأتي في البال: من يؤكد لنا أن هذه الزلّة ليست باتفاق مسبق بين مهندس الصوت أو أي أحد من المسؤولين في غرفة التحكم وبين المذيع نفسه بقصد زيادة جماهيرية القناة والمذيع على حدّ سواء؟
إن كان المنطوق صادما بشرارات سلبية أو إيجابية، ففي الحالتين الدعاية والحشد "الشعبي" سيزدادان على الصفحات الخاصة بالمذيع وشاشته! فمن يرتاد مواقع التواصل الإجتماعي يلاحظ أن أهل الحل والربط والتحليل يتدافعون بعد أي حادثة من هذا النوع إلى تبرئة المظلوم أو سكب النار على الجرح. ووسط هذه المعمعة، يأتي صاحب الإطلالات يرقّع الخيبة التي وقع فيها، هذا إن كان ما اقترفه مثيرا لغضب الجماهير كشتم وزير، مثلا، أو إهانة حزب معين. ولكن في حال كانت الزلّة على قاعدة "تبييض الطناجر" فيومئ "الإعلامي" المعظّم بإشارات مثل لا داعي للتصفيق.
وأخيرا وليس آخرا، بئس الزمن الذي بات فيه الإعلام حفلة متاجرة وسوق مفتوح لبيع وشراء المتابعين، والأنكى أنّه يتم عن طريق ارتكاب أخطاء أو افتعال زلاّت، ويحق القول: ويل لأمة صار التباهي بالخطأ فيها فضيلة.
فيا أيها المعنيون والقيّمون على المحطات في لبنان، أو حتى في المنطقة، ليس أمرا عظيما أن تتنافسوا على تقديم أنماط البرامج نفسها في اليوم نفسه والتوقيت نفسه وبمحتوى متشابه وفارغ في بعض الأحيان، ففي الحقيقة، لم يعد في الصندوق ما يعِد بمستقبل إعلامي مشرق، فكل ما نراه اليوم يتمثل بمقدم برامج يهاجم الآخر الذي يقدم برنامجا يحمل جينات برنامجه نفسه، أو محاوِر سياسي يفك اشتباك واقع بين اثنين من المحللين المملين، وغيرها من "المزاريب" التي تصنع مستنقعا يغرق فيه الإعلام يوما بعد يوم، باسم إثارة المشكلات بهدف نفخ أسماء عدد من مرضى الشهرة.
وما يزيد الطين بلّة، احتفاء المشاهدين بهذه الأخطاء بشتّى الضروب التعبيرية والوسائل التي تنتفخ على رأس الساعة بصور ومقاطع فيديو تظهر مقدّم برنامج وهو يحكّ رأسه قبل أن يحلّق على الهواء مباشرة، أو مذيعة الأخبار تنطق اسم مسؤول في الدولة بشكل خاطئ، فيصبحون كالقماشة المرقّطة بإعجابات وتعليقات من آلاف روّاد وسائل التواصل الإجتماعي الذين "يستلطفون" المواقف المسجّلة والمخجلة في بعض الأحيان. وعلى هذا القياس، ترتفع قيم التداول لدى بعض "الإعلاميين" فيتحولون إلى عملة صعبة في هذا المجال، علما أنّه يمكن للخطأ في حالات معينة أن يكون فعلا غير مقصود.
لكن، وعلى الضفة الأخرى، يبدو أن بعض الأخطاء، والعلم عند الله، ترتكب بشكل متعمّد بقصد إثارة بلبلة أو ضجّة تتظهّر على صورة Parachute يرفع اسم "الإعلامي" درجات ودرجات، ويجعله حديث الناس، شيبا وشبابا. وبذلك تصبح استوديوهات القنوات التلفزيونية، حصرا، منبتا للمعجبين وناسخي الإطراءات المذهّبة.
وإذا أردنا أن نغمز من قناة الخطأ الأكثر شيوعا وهو "تفوّه المذيع ببضع كلمات معتقدا أنه ليس على الهواء أو مثلا عند عرض التقرير خلال نشرة الأخبار، فالسؤال الذي يأتي في البال: من يؤكد لنا أن هذه الزلّة ليست باتفاق مسبق بين مهندس الصوت أو أي أحد من المسؤولين في غرفة التحكم وبين المذيع نفسه بقصد زيادة جماهيرية القناة والمذيع على حدّ سواء؟
إن كان المنطوق صادما بشرارات سلبية أو إيجابية، ففي الحالتين الدعاية والحشد "الشعبي" سيزدادان على الصفحات الخاصة بالمذيع وشاشته! فمن يرتاد مواقع التواصل الإجتماعي يلاحظ أن أهل الحل والربط والتحليل يتدافعون بعد أي حادثة من هذا النوع إلى تبرئة المظلوم أو سكب النار على الجرح. ووسط هذه المعمعة، يأتي صاحب الإطلالات يرقّع الخيبة التي وقع فيها، هذا إن كان ما اقترفه مثيرا لغضب الجماهير كشتم وزير، مثلا، أو إهانة حزب معين. ولكن في حال كانت الزلّة على قاعدة "تبييض الطناجر" فيومئ "الإعلامي" المعظّم بإشارات مثل لا داعي للتصفيق.
وأخيرا وليس آخرا، بئس الزمن الذي بات فيه الإعلام حفلة متاجرة وسوق مفتوح لبيع وشراء المتابعين، والأنكى أنّه يتم عن طريق ارتكاب أخطاء أو افتعال زلاّت، ويحق القول: ويل لأمة صار التباهي بالخطأ فيها فضيلة.
فيا أيها المعنيون والقيّمون على المحطات في لبنان، أو حتى في المنطقة، ليس أمرا عظيما أن تتنافسوا على تقديم أنماط البرامج نفسها في اليوم نفسه والتوقيت نفسه وبمحتوى متشابه وفارغ في بعض الأحيان، ففي الحقيقة، لم يعد في الصندوق ما يعِد بمستقبل إعلامي مشرق، فكل ما نراه اليوم يتمثل بمقدم برامج يهاجم الآخر الذي يقدم برنامجا يحمل جينات برنامجه نفسه، أو محاوِر سياسي يفك اشتباك واقع بين اثنين من المحللين المملين، وغيرها من "المزاريب" التي تصنع مستنقعا يغرق فيه الإعلام يوما بعد يوم، باسم إثارة المشكلات بهدف نفخ أسماء عدد من مرضى الشهرة.