يعيش حوالى 18 في المائة من الناخبين الإسرائيليين حالة تخبط، حول هوية الحزب الذي سيختارونه بعد أقل من شهرين، في انتخابات "الكنيست" المقبلة يوم 17 مارس/آذار المقبل، فيما 10 في المائة غير متأكدين من أن الحزب الذي سموه خلال استطلاعات الرأي، سيكون خيارهم النهائي.
يعني ذلك، أن 28 في المائة مترددون حيال خياراتهم، وهي النسبة التي تفسّر ترنح نتائج استطلاعات الرأي التي تجري في الآونة الأخيرة، فتارة تعطي أفضلية لرئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، وتارة أخرى لحزب "العمل" والوزيرة تسيبي ليفني، كما تهبط وترتفع في عدد المقاعد التي ستحصل عليها القوائم المتنافسة الأخرى.
وتشير نتائج استطلاع أجراه معهد "بانيل بوليتكس" برئاسة المتخصص، ميناحيم ليزر، أن 75 في المائة من الإسرائيليين، أكدوا أنهم سيتوجهون للتصويت في يوم الانتخابات، فيما قال 9 في المائة إنهم لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع. أما المقاطعون للانتخابات فسيشكّلون أقلية، بحسب استطلاعات الرأي.
وترى مينا تسيماح، وهي الأشهر إسرائيلياً في إجراء استطلاعات الرأي، أن أصحاب الأصوات العائمة الذين يشكّلون 18 في المائة، ولا يعرفون بعد لمن سيصوّتون، سيكونون أصحاب القول الفصل في نهاية المطاف.
وأشارت تسيماح إلى أن تخبط الناخبين نابع غالباً من حيرتهم في اختيار أحزاب لها توجهات مشابهة، وليست حيرة في اختيار معسكرات، كالتخبط في اختيار معسكر اليمين أو اليسار مثلاً، وإنما أي من أحزاب اليمين أو اليسار تلك سيختارون (الليكود أم البيت اليهودي؟ إسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني؟ أم حركة ميرتس اليسارية؟...).
وبلغت نسبة المتخبطين نحو 25 في المائة قبيل الانتخابات الماضية، لكنها انخفضت في الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات.
وتقدّم استطلاعات الرأي صورة معاكسة لما يعتقده الكثيرون، بأن نسبة المتخبطين هذه المرة أعلى مما كانت عليه في الانتخابات السابقة، قبل نحو عامين.
وعزت تسيماح، سبب ترنح نسبة التمرددين في خياراتهم، إلى وجود أحزاب جديدة ومختلفة من انتخابات إلى أخرى، بينما ذكر ميناحيم ليزر أن النسبة تتأثر بمرحلتين أساسيتين: الأولى نهاية الشهر الجاري عندما سيتم تقديم القوائم النهائية وتظهر تركيبة كل منها بوضوح، والثانية تكون في آخر 48 ساعة عشية الانتخابات أو خلال ساعات التصويت.
ويتمتع حزب "يهدوت هتورا" اليميني، بأعلى نسبة ثقة بين من قالوا إنهم سيصوتون له، إذ أكد 79 في المائة أن قرارهم نهائي، فيما قال 21 في المائة أنه شبه مؤكد.
وحل حزب "الليكود"، بزعامة نتنياهو، في المرتبة الثانية، بنسبة 67 في المائة ممن أكدوا أن خيارهم نهائي، أما "البيت اليهودي"، بزعامة نفتالي بينت، فقد حل ثالثاً بنسبة 62 في المائة، أما من اختاروا هرتسوع وليفني، فأكد 60 في المائة منهم أن قرارهم نهائي. وبحسب تسيماح، فإنه "كلما كان المستطلعون أقرب إلى الدين، قل تخبطهم".
وفي الاستطلاعات الأخيرة، كانت نسبة المتدينين المتزمتين (الحريديم) المترددين في اختياراتهم هي الأقل من بين كل الفئات الاجتماعية، وتقف عند 7 في المائة، في حين أن مجمل النسبة في صفوف المتدينين عموماً تقف عند 14 في المائة. أما في صفوف فئة المحافظين، فبلغت نسبة المتخبطين في اختياراتهم 18 في المائة، وفي صفوف العلمانيين 20 في المائة".
بعيداً عن النسب والأرقام، هناك عوامل كثيرة تؤثر على قرارات الناخب الإسرائيلي في التصويت لهذه الفئة أو تلك، خصوصاً أن هناك من يصوت بناء على توجهاته الدينية.
وجرت العادة أن يصوت اليهود من أصول شرقية لبعض الأحزاب اليمينة مثل "الليكود"، وهناك من يرفض التصويت للأحزاب التي يسيطر عليها اليهود الغربيون (الأشكناز) مثل حزب "العمل"، أما الروس فاعتادوا التصويت لقائمة "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والأمثلة كثيرة على توجهات مشابهة.
في حالات أخرى، يمكن أن يؤثر ظهور وجوه جديدة إيجاباً في حظوظ بعض الأحزاب، بينما يؤثر انسحاب آخرين من أحزاب معينة سلباً عليها. أما الأحداث والتطورات الميدانية، خصوصاً الأمنية فمن شأنها التأثير أيضا على الخيارات، وربما تغيير الاتجاهات في حالات معينة.
ويسعى نتنياهو إلى توظيف التطورات الأمنية أو تلك السياسية المنوطة بهواجس أمنية لتسويق نفسه على أنه مخلص إسرائيل، وأنه الأفضل للمحافظة على أمن مواطنيها من "مخاطر" النووي الإيراني و"حزب الله"، والمقاومة الفلسطينية، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).