استثناء آسيا من خفض الإمدادات يضغط على أسعار النفط

19 ديسمبر 2016
الصين تمتلك مخزوناً ضخماً من النفط (فرانس برس)
+ الخط -
من شأن جهود أوبك للاحتفاظ بحصتها في آسيا عبر ضمان تزويد عملائها هناك بإمدادات كافية في خضم تخفيضات واسعة في الإنتاج إطالة أمد تخمة عالمية في الوقود وإحباط مساعي المنظمة إلى دعم الأسعار.

ويحصل العملاء الآسيويون على نحو ثلثي صادرات المنظمة.

وستوجه السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، تخفيضات الإنتاج إلى المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا بدلاً من آسيا. وتتبع حليفتها الكويت استراتيجية مماثلة، كما أن العراق ثاني أكبر منتجي أوبك يزيد صادراته إلى آسيا.

وقال (بنك) مورغان ستانلي، في مذكرة للعملاء اليوم الإثنين: "يجري خفض مخصصات شركات التكرير الأميركية والأوروبية من السعودية والكويت والإمارات".

وتأتي هذه المستجدات في وقت أكدت فيه شركات تكرير في اليابان والصين وكوريا الجنوبية أنها لم تتلق إخطارات بالخفض من معظم منتجي الشرق الأوسط باستثناء قيود طفيفة من قبل أبوظبي ضمن الحدود التعاقدية.

ويخشى المنتجون من أن تسمح التخفيضات المفروضة ذاتيا في 2017 لشركات النفط الأميركية بالتسلل واقتناص حصة سوقية.

وحماية آسيا يمكن أن تقوض استراتيجية أوبك في القضاء على المخزونات العالمية المتضخمة عبر تخفيضات الإنتاج، في الوقت الذي تحظى فيه آسيا بمخزونات هائلة من الوقود من المرجح أن تلقي بتأثيرات سلبية على الأسعار في 2017.

وقال اينج هيان، رئيس التداول لدى أجري تريد انرجي في سنغافورة، والتي تمتلك ثلاث ناقلات عملاقة: "قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تشح إمدادات الخام في آسيا، وهو ما أتوقعه في نحو النصف الثاني من 2017 بالنظر إلى تخمة الإمدادات الحالية".

وقال فيريندرا شوهان، محلل شؤون النفط لدى انرجي أسبكتس في سنغافورة، إنه مع استهدافها للولايات المتحدة، فإن أوبك تأمل في أن يبقي المنتجون هناك على أكثرية إنتاجهم في الداخل لتلبية الطلب بدلاً من التصدير إلى آسيا.

وقالت شركات التكرير الآسيوية، إنها لا تخطط لشراء النفط من مصادر بديلة، بما في ذلك الولايات المتحدة إذا خفضت أوبك الإنتاج. وبدأت بي.بي وسينوبك بالفعل في جلب النفط الأميركي إلى المصافي الآسيوية.

وحتى روسيا، التي قادت مجموعة من المنتجين غير الأعضاء في أوبك للمشاركة في خفض الإنتاج، الذي يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً من الخام، لا تبدي مؤشرات تذكر على تقليص صادراتها.

وتفوقت روسيا، هذا العام، على السعودية كأكبر مورد للنفط إلى الصين بسبب ربط خطوط أنابيبها.

وأظهرت جداول التصدير التي وقعتها وزارة الطاقة أن روسيا تعتزم زيادة صادراتها من الخام ونقله عبر أراضيها بواقع 200 ألف برميل يومياً في الربع الأول من العام المقبل.

مخزونات ضخمة

وفي الوقت الذي يرجح فيه أن تستمر تدفقات النفط إلى آسيا فإن المنطقة مازالت قابعة فوق ملايين البراميل من النفط الخام والمنتجات المكررة غير المباعة.
وتظهر بيانات شحن أن بين 26 و30 مليون برميل من النفط الخام أو زيت الوقود قابعة على نحو 20 ناقلة نفط عملاقة قبالة سنغافورة وولاية جوهور في جنوب ماليزيا.

وبلغ المتوسط المقدر للزيادة في المخزون التجاري الصيني بين مارس/آذار وأكتوبر/ تشرين الأول 740 ألف برميل يومياً بناء على بيانات شهرية من الإدارة العامة للجمارك ومكتب الإحصاءات الوطنية، وذلك بزيادة كبيرة عما كانت عليه المخزونات في العامين السابقين اللذين اتسما بتخمة الإمدادات.

(رويترز)


المساهمون