استثمار البشير الانتخابي في اليمن

28 مارس 2015
+ الخط -
بدأ العد التنازلي لانتخابات السودان، وهي في الأصل انتخابات لرجل واحد، هو الرئيس الموجود منذ ربع قرن، وهو المتحكم الوحيد في كل البلاد في كل شيء، وإن لم يكن كذلك فمن الذي خوله حتى يتخذ قراراً خطيراً، الانضمام إلى دول الخليج في قتالها الحوثيين في اليمن. وإذا كانت دول الخليج المتضرر من وصول الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بدعم من إيران، فماذا يضير السودان من هذه السياسة، وإن كنا نتفهم سعي أهل الخليج لحماية بلدانهم، فما الذي سيصيب نظام البشير.
يحاول البشير بهرولته تجاه دول الخليج أن يستثمر لحماية نفسه، وليضمن وصوله مرة أخرى، ليستمر الدمار والفشل. هرولته استثمار حتى يحمي نفسه مما ينتظرالسودان من ويلات، إن وصل إلى سدة الحكم، وحتى يضمن وقوف دول الخليج لجانبه، إن قامت المعارضة بأي محاولة للوصول إلى الحكم، أو اتخذت المعارضة موقف البطولة والرجولة. والآن، هو يحاول يتعلق بقشة لتنقذه من مصيره، وكأنه يقول لدول الخليج سوف انضم إليكم، بشرط أن تحموني وتدافعوا عني، إذا حدث بعد الانتخابات ما لا يحمد عقباه.
هل ذهب الرئيس المتشدق بالديقراطية والشفافية إلى أخذ رأي البرلمان في خطوته تلك، وهل ظهر أمام شعبه ليبلغهم أنه بصدد الوقوف إلى جانب دول الخليج، ويطلب التفويض منهم؟ وسبحان الله من أولى بأن يحارب: هل الحوثيون الذين يريدون فرض إرادتهم بقوة السلاح على الشعب اليمني، أم البشير وقد انقلب على حكومة شرعية ورئيس منتخب؟ من أحق بالقتال والازاحة؟ سبحان الله ربك يستدرج هؤلاء البشر من حيث لا يعلمون. تم دعم عبد الفتاح السيسي ضد الشرعية، بينما الآن يصرخون ضد من يريدون الانقلاب على الشرعية.
هرولة الرئيس للاستثمار الرخيص في الموقف اليمني يجب أن تعطي المعارضة في السودان الإشارات القوية لهشاشة موقفه في الانتخابات، وإحساسه بأنه ربما تفشل الانتخابات المفصلة على مقاسه.
avata
avata
أسماء عبداللطيف (مصر)
أسماء عبداللطيف (مصر)