ستؤدّي التغيّرات المناخيَّة التي يشهدها كوكب الأرض، إلى تفاقم نقص الكثير من المواد الأساسيَّة في التغذية البشريَّة، كالزنك والحديد، في كثيرٍ من البلدان، على رغم غنى هذه البلدان بها. ويعود السبب الأساسي في هذا التهديد الجديّ، إلى زيادة معدّلات غاز ثنائي أوكسيد الكربون CO2 في الجوّ. إذْ يؤكّد باحثون أنّ ارتفاع معدّلات ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، سيؤدّي إلى نقصٍ للكثير من الأملاح المعدنيَّة في الحبوب، كالقمح والشعير، بل كلّ أنواع الحبوب. وبالتالي، فإنّ الأشخاص الذين يعانون بالفعل من نقصٍ في هذه الأملاح في أجسادهم، سيكون صعبًا عليهم نيلها من هذه المغذيّات الأساسية، والتي تعتبر مصدرًا لها بالعادة.
وأكّد تقريرٌ أعدّه باحثون من حول العالم، في مجلّة PLOS Medicine العلميَّة المحكّمة، أنَّ الأشخاص المصابين بعوز الحديد والزنك (وهذه حالة شائعة جدًا عند البشر) سيصبحون بسبب نقص تخزين هذه الأملاح في الحبوب، أكثر عرضة للإصابة بالإسهال المزمن أو فقر الدم. وذكرَ التقرير أنّ هذا التفاقم ظهر في التقارير الطبيَّة التي اطّلع عليها معدّو الدراسة في أفريقيا وجنوب شرق آسياً.
وأعدّ فريق علماء بقيادة كريستوف ويانت، من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، إحصاءً نموذجياً شمل أكثر من 137 دولة حول العالم، وذلك لمعرفة الأثر الذي سيتركه هذا النقص على البشريّة بشكل عام بحلول عام 2050. وقد توصّل الفريق إلى العديد من النتائج، منها أنّ عدد سنوات الحياة البشريّة سوف يقلّ بسبب أثر نقص المغذيّات، وستضيع هذه السنوات بسبب الموت المبكّر أو الإعاقات الجسديّة والعقلية.
اقــرأ أيضاً
وأكّد الفريق أنه إذا بقيت مستويات غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو مرتفعة إلى هذا الحد، فإنّ البشرية ستخسر 1.1 مليار سنة من أعمار سكّان كلّ كوكب الأرض بحلول عام 2050. علّما أنّ هذا الرقم مرشحٌ للارتفاع، بسبب الشركات المصنعة للأغذية، والتي تبخل في وضع هذه العناصر المعدنية أيضاً. وقال كريستوف ويانت في حوارٍ معه في موقع "شبيغل أون لاين"، إنّ المجتمع الدولي إذا التزمَ بأهداف اتفاقية المناخ في باريس، فإنّ هذا الرقم المخيف من الممكن ألا يزيد بشكل كارثي. وأكّد ويانت أنّهم أجروا الكثير من التجارب الدقيقة، وعرفوا بدقّة أنّ ارتفاع غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، يؤدّي فعلاً إلى انخفاض نسبتي الزنك والحديد في المغذيّات الدقيقة. ولكن الأمر الخطير أيضاً هو أن ذلك قد يؤدّي أيضاً إلى نقص كمية البروتين في هذه المغذيات.
وأشار التقرير بدقّة إلى أنّ مستويات غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو سترتفع من 400 جزيء لكل مليون ذرّة في عام 2015 إلى 500 جزيء لكل مليون ذرّة في عام 2050. وبالتالي، سيفقد القمح والأرز من 5% حتّى 10% من الزنك والحديد. ولكن، إذا التزم المجتمع الدولي باتفاقية المناخ في باريس، فإنّ عدد جزيئات غاز ثنائي أوكسيد الكربون سيرتفع فقط إلى 480 جُزيئا لكل مليون ذرة في الهواء.
ولكن نائب مدير معهد Thünen للتنوع البيولوجي في مدينة براونشفايغ في ألمانيا، ريمي ميندرساد، انتقد هذه الدراسة، ووصفها بأنّها غير منصفة. وأشار إلى أنَّ التغيرات في المناخ ستؤدّي إلى تغيرات في الزراعة، لا تكون سلبيّة دائمًا، بل من الممكن أن تكون إيجابيَّة، "وهذا هو جوهر التطور"، برأيه. وأشار إلى أنّ تغير المناخ وتأثيره العميق في منطقة معينة، يرتبط بشكل أساسي بنمط المناخ السائد في تلك المنطقة. وأكّد أن ارتفاع نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو سيؤدّي، في ألمانيا مثلاً، إلى زيادة مقدار الكتلة النباتيّة بمقدار 15%، لأنّ غاز ثنائي أوكسيد الكربون عامل نمو مهم للكثير من النباتات. ولكنّ ويانت انتقد رأي ريمي، قائلاً: "ما هو جيّد لألمانيا، ليس بالضرورة أن يكون جيّداً لكل العالم. علينا أن نكون عادلين في المناخ على الأقل".
وأكّد تقريرٌ أعدّه باحثون من حول العالم، في مجلّة PLOS Medicine العلميَّة المحكّمة، أنَّ الأشخاص المصابين بعوز الحديد والزنك (وهذه حالة شائعة جدًا عند البشر) سيصبحون بسبب نقص تخزين هذه الأملاح في الحبوب، أكثر عرضة للإصابة بالإسهال المزمن أو فقر الدم. وذكرَ التقرير أنّ هذا التفاقم ظهر في التقارير الطبيَّة التي اطّلع عليها معدّو الدراسة في أفريقيا وجنوب شرق آسياً.
وأعدّ فريق علماء بقيادة كريستوف ويانت، من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، إحصاءً نموذجياً شمل أكثر من 137 دولة حول العالم، وذلك لمعرفة الأثر الذي سيتركه هذا النقص على البشريّة بشكل عام بحلول عام 2050. وقد توصّل الفريق إلى العديد من النتائج، منها أنّ عدد سنوات الحياة البشريّة سوف يقلّ بسبب أثر نقص المغذيّات، وستضيع هذه السنوات بسبب الموت المبكّر أو الإعاقات الجسديّة والعقلية.
وأكّد الفريق أنه إذا بقيت مستويات غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو مرتفعة إلى هذا الحد، فإنّ البشرية ستخسر 1.1 مليار سنة من أعمار سكّان كلّ كوكب الأرض بحلول عام 2050. علّما أنّ هذا الرقم مرشحٌ للارتفاع، بسبب الشركات المصنعة للأغذية، والتي تبخل في وضع هذه العناصر المعدنية أيضاً. وقال كريستوف ويانت في حوارٍ معه في موقع "شبيغل أون لاين"، إنّ المجتمع الدولي إذا التزمَ بأهداف اتفاقية المناخ في باريس، فإنّ هذا الرقم المخيف من الممكن ألا يزيد بشكل كارثي. وأكّد ويانت أنّهم أجروا الكثير من التجارب الدقيقة، وعرفوا بدقّة أنّ ارتفاع غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، يؤدّي فعلاً إلى انخفاض نسبتي الزنك والحديد في المغذيّات الدقيقة. ولكن الأمر الخطير أيضاً هو أن ذلك قد يؤدّي أيضاً إلى نقص كمية البروتين في هذه المغذيات.
وأشار التقرير بدقّة إلى أنّ مستويات غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو سترتفع من 400 جزيء لكل مليون ذرّة في عام 2015 إلى 500 جزيء لكل مليون ذرّة في عام 2050. وبالتالي، سيفقد القمح والأرز من 5% حتّى 10% من الزنك والحديد. ولكن، إذا التزم المجتمع الدولي باتفاقية المناخ في باريس، فإنّ عدد جزيئات غاز ثنائي أوكسيد الكربون سيرتفع فقط إلى 480 جُزيئا لكل مليون ذرة في الهواء.
ولكن نائب مدير معهد Thünen للتنوع البيولوجي في مدينة براونشفايغ في ألمانيا، ريمي ميندرساد، انتقد هذه الدراسة، ووصفها بأنّها غير منصفة. وأشار إلى أنَّ التغيرات في المناخ ستؤدّي إلى تغيرات في الزراعة، لا تكون سلبيّة دائمًا، بل من الممكن أن تكون إيجابيَّة، "وهذا هو جوهر التطور"، برأيه. وأشار إلى أنّ تغير المناخ وتأثيره العميق في منطقة معينة، يرتبط بشكل أساسي بنمط المناخ السائد في تلك المنطقة. وأكّد أن ارتفاع نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو سيؤدّي، في ألمانيا مثلاً، إلى زيادة مقدار الكتلة النباتيّة بمقدار 15%، لأنّ غاز ثنائي أوكسيد الكربون عامل نمو مهم للكثير من النباتات. ولكنّ ويانت انتقد رأي ريمي، قائلاً: "ما هو جيّد لألمانيا، ليس بالضرورة أن يكون جيّداً لكل العالم. علينا أن نكون عادلين في المناخ على الأقل".