وفي تعليقه الأول على الأحداث التي تشهدها مناطق مختلفة من إيران منذ الخميس الماضي، قال المرشد الأعلى، علي خامنئي، إن لديه موقفا ووجهة نظر بشأن ما يجري، وأنه سيخاطب الإيرانيين لاحقا، من دون أن يحدد موعدا لذلك.
وذكرت بعض المواقع الإيرانية أن خمسة قتلى سقطوا إثر اشتباكات وقعت في قهدريجان في محافظة أصفهان وسط البلاد. كما أورد موقع "أفتاب نيوز"، في وقت سابق، أن شرطيا قُتل إثر إطلاق نار بأسلحة صيد في منطقة نجف أباد في المحافظة ذاتها أيضا، فضلا عن إصابة ثلاثة آخرين.
كما أفادت مواقع رسمية، صباح الثلاثاء، بأن عنصرا من الحرس الثوري الإيراني قتل هو الآخر خلال اشتباكات وقعت في المكان ذاته.
من ناحيته، نقل موقع "عصر إيران" عن مكتب والي منطقة سنندج في محافظة كردستان الإيرانية نفيه أن يكون شخصان قد قُتلا في تلك المنطقة خلال احتجاجات خرجت أمس، ووصف تلك التجمعات بـ"غير القانونية، كونها خرجت بلا ترخيص رسمي"، على حد تعبيره.
أما منطقة تاكستان في قزوين، فشهدت هي الأخرى احتجاجات جديدة. وأفاد حاكم تلك المنطقة بأن الأخبار التي تبادلتها مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص سقوط قتلى في المنطقة غير صحيحة هي الأخرى، بحسب قوله.
وفيما يخص المعتقلين، ذكر المساعد السياسي والأمني لحاكم طهران، علي أصغر ناصر بخت، أن السلطات اعتقلت 450 شخصا في طهران وحدها منذ السبت، 100 منهم تم اعتقالهم إثر مشاركتهم في احتجاجات خرجت أمس الإثنين.
ونقل موقع "إيلنا" عن ناصر بخت قوله إن "المحتجين الذين قاموا بتخريب أملاك عامة أو هاجموا أشخاصا آخرين تم اعتقالهم من قبل الشرطة المتواجدة في المنطقة".
وذكرت قناة "مشرق" على تطبيق تليغرام أنه تم اعتقال آخرين في كل من زنجان وأبهره وخرمدره. أما محكمة الثورة في منطقة البرز القريبة من طهران فأكدت اعتقال من وصفتهم بـ"محرّضين على أعمال شغب"، والتعرف على آخرين تلاحقهم السلطات في الوقت الراهن.
وفي صفحتها على "تويتر"، كتبت وكالة "تسنيم" الرسمية أن تسعة أشخاص اعتُقلوا في منطقة ممسني في محافظة فارس جنوبي إيران.
من ناحيتها، ذكرت وزارة التعليم العالي، اليوم، كذلك، أن عددا من معتقلي العاصمة هم طلاب من جامعة طهران، ومعظم هؤلاء تم إطلاق سراحهم، ومن بقوا في السجن سيخرجون في وقت لاحق قبيل بدء امتحاناتهم الرسمية.
وأشارت الوزارة إلى أن أولى المظاهرات التي خرجت في طهران، السبت الماضي، وتحركت من جامعة طهران، لم يكن كل المشاركين فيها من الطلاب.
ونقلا عن مصادر إيرانية، أفادت محكمة الثورة في طهران، بأن "كل من تم اعتقالهم بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات سيتعرضون لعقاب قاس، وسيتم التعامل معهم كمتهمين استهدفوا الأمن القومي".
وبعد أن أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، أمس الإثنين، أن الشرطة والأجهزة الأمنية لم تطلب مساندة الحرس حتى الآن في المناطق التي تشهد توترا، أعربت قاعدة "ثار الله" التابعة للحرس، ومقرها طهران، أنه في حال استمرار التوتر في العاصمة سيتخذ المعنيون قرارات لإنهاء هذه الحالة.
وفي بيان رسمي صادر اليوم، أفادت هذه القاعدة بأن قواتها "جاهزة لأي مساعدة، وهو ما لا يتنافى مع قوانين مجلس الأمن القومي الأعلى".
وأفادت بعض المواقع بأنه من المتوقع أن تخرج مظاهرات ضخمة في طهران الجمعة، ومنها ما توقع خروج مظاهرات مماثلة في مناطق أخرى، سترفع شعارات تندد بتحويل الأمور إلى حالة شغب وتضييع المطالب الحقيقية، على حد تعبيرها.
المرشد الإيراني: سأخاطب الإيرانيين
وفي أول تعليق له، أبدى المرشد الأعلى، علي خامنئي، تحفّظه على مسار الأحداث، قائلا إن "أعداء إيران في الخارج يتربصون بها لاستغلال أي فرصة بما يضر الإيرانيين"، حسب تعبيره.
وخلال لقاء عقده مع عائلات شهداء من الحرب العراقية الإيرانية، أضاف خامنئي أن "أعداء إيران يستخدمون شتى الوسائل، كالمال والسلاح والسياسة، وحتى الأجهزة الاستخباراتية، بغية ضرب النظام الإسلامي".
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم، إن "هناك فرقا بين الاعتراضات ذات المطالب الحقيقية وبين الاحتجاجات التي تؤدي إلى أعمال شغب"، معتبرا أن "بعض الأطراف خارج إيران تبدي فرحها مما يجري".
وأضاف نوبخت أن هناك أعداء في الخارج، فضلا عن مجموعات متفرقة مستعدة لقتل أفراد أبرياء لتحقيق أهدافها، داعيا الإيرانيين إلى "التفريق بين الأمور، والتعامل بدراية ووعي".
من جهته، قال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، إن الحكومة ستقوم بإصلاحات تدريجية، وهو ما سيؤدي إلى تحسّن الأوضاع المعيشية التي اعترض عليها المحتجون في الأيام الأولى.