ارتفاع عدد وفيات "كورونا" إلى 170.. والصحة العالمية تبحث إعلان الطوارئ

30 يناير 2020
90944CCF-ABCE-4409-8667-CAF27CCE9063
+ الخط -
أعلنت السلطات الصينية، صباح الخميس، ارتفاع عدد الوفيات نتيجة "فيروس كورونا الجديد" إلى 170 حالة. جاء ذلك بحسب بيان صادر عن اللجنة الحكومية للصحة في الصين، أشارت فيه إلى أن عدد الحالات التي تأكدت إصابتها بالفيروس وصل إلى 7711 حالة.

وأوضح البيان أن "فيروس كورونا الذي انتشر في عموم البلاد، بما في ذلك المقاطعات، المناطق والإدارات ذاتية الحكم، سبّب وفاة 170 شخصاً وإصابة 7711 آخرين بشكل مؤكد، 1370 منهم حالاتهم خطيرة".

ولفت البيان إلى أن عدد المشتبه في إصابتهم بالفيروس ارتفع إلى 12 ألفاً و167 حالة، وأن عدد من وُضعوا تحت المراقبة بسبب اتصالهم بأي شكل من الأشكال بمصابين، ارتفع إلى 81 ألفاً و947 شخصاً، فيما تماثل 124 شخصاً للشفاء".

وكُشف عن إصابات بالفيروس في ما لا يقلّ عن 15 دولة أخرى. وبرصد أول حالة إصابة في التبت، أصبحت هناك حالات إصابة بالفيروس في كل إقليم ومنطقة بالبر الرئيسي الصيني.

الفيروس يتطور والقلق يرتفع

ومن المقرر أن تعقد منظمة الصحة العالمية جلسة مغلقة في جنيف، اليوم الخميس، لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الانتشار السريع للفيروس يمثّل الآن حالة طوارئ عالمية. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء: "تطور الفيروس في الأيام القليلة الماضية، خاصة في بعض البلدان، يثير قلقنا"، مشيراً إلى ألمانيا وفيتنام واليابان.

وأضاف: "على الرغم من أن الأعداد خارج الصين لا تزال صغيرة نسبياً، فإنها تنطوي على احتمال تفشٍّ أكبر بكثير". وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن طائرة ثانية نقلت يابانيين من مدينة ووهان وهبطت في اليابان، وعلى متنها تسعة أشخاص بدت عليهم أعراض الحمّى أو السعال.

من جهته، أكد مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أن الصين تتخذ "إجراءات غير عادية في وجه تحدٍّ غير عادي" بسبب تفشي فيروس كورونا. وأدلى د. مايكل رايان بتصريحاته للصحافيين، الأربعاء، بعد العودة من زيارة لبكين، لمناقشة الفيروس الجديد مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ومسؤولين حكوميين بارزين. وأضاف أن التفشي لا يزال متركزاً في مدينة ووهان ومقاطعة خوبي، لكن "المعلومات تُحدَّث وتتغير كل ساعة". وقال إن العديد ممن أصيبوا عانوا فقط من مرض بسيط، وقدّر معدل الوفيات بنحو 2 في المائة. وكان معدل الوفيات نتيجة فيروس سارس قد وصل إلى 10 في المائة.
وتابع رايان قائلاً إن عدداً قليلاً من حالات الإصابة بالفيروس الجديد بين الناس، في دول غير الصين، ومنها ألمانيا، يثير القلق. وقال إن هذا جزء من سبب دعوة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى إعادة انعقاد لجنة خبراء كورونا لتلتقي الخميس. وستقيّم اللجنة ما إذا كان يجب إعلان الطوارئ عالمياً بسبب التفشي.

وأعلنت روسيا، اليوم الخميس، أنها ستغلق حدودها مع الصين على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس". فيما أعلنت كل من الهند والفيليبين، اليوم الخميس، رصد أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد على أراضيها. وقالت الحكومة الهندية في بيان، إن حالة الإصابة الأولى ظهرت في كيرالا بجنوب البلاد. وأضاف البيان أن الفحوص أثبتت إصابة المريض بالفيروس، وأن حالته مستقرة، وعُزل داخل مستشفى.


وفي الفيليبين، أكد مسؤولون في قطاع الصحة ظهور أول حالة إصابة بالفيروس. وقال وزير الصحة فرانسيسكو دوكيه في مؤتمر صحافي، إن الفحوص أكدت إصابة صينية تبلغ من العمر 38 عاماً، جاءت من مدينة ووهان في الصين يوم 21 يناير/ كانون الثاني. وأضاف دوكيه أن المريضة المعزولة داخل مستشفى حكومي لا تظهر عليها أعراض المرض حالياً.

فيما أعلنت وسائل إعلام أوروبية، اليوم الخميس، أن السلطات الإيطالية احتجزت سفينة سياحية على متنها 7 آلاف شخص بينهم صينيان، لإجراء فحوصات طبية تؤكد عدم حملهم فيروس كورونا الجديد.

وقال متحدث باسم شركة " كوستا للرحلات البحرية" (شركة إيطالية تعد من أهم الشركات البحرية للسياحة) إنه "تم إرسال 3 أطباء لفحص الركاب بناء على إخطار من وزارة الصحة"، حسبما نقلت القناة الفرنسية "إل سي أي".

وأضاف المتحدث ـ لم تتم تسميته ـ أن إخطار الوزارة "جاء على خلفية الاشتباه في حمل شخصين للفيروس".

من جهتها، ذكرت صحيفة "تيليغراف" البريطانية أن السلطات الإيطالية تشتبه في حالية صينيين اثنين.

ونقلت عن المتحدث باسم الشركة السياحية قوله إن "زوجين صينيين وصلا إلى إيطاليا في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، وصعدا إلى متن السفينة من ميناء سافونا". وأضاف أن الزوجين لوحظ عليهما فيما بعد بعض "أعراض الحمى وصعوبات التنفس".

وتوجهت السفينة وعلى متنها الزوجين الصينين هذا الأسبوع إلى فرنسا، وموانئ برشلونة وبالما ومايوركا الإسبانية، قبل أن ترسو مجددا صباح اليوم في ميناء سيفيتافيتشيا، شمالي روما.

الصين تتوعد بمعاقبة المتقاعسين

من جهتها، قالت هيئة مكافحة الفساد في الصين، اليوم الخميس، إنها ستعاقب بشدة أي مسؤول يتقاعس عن القيام بعمله في محاربة فيروس كورونا الجديد الذي ينتشر في البلاد. وأوضحت على موقعها الإلكتروني أن كل من لا ينفذ تعليمات الرئيس شي جين بينغ بفعالية في المعركة ضد الفيروس سيلقى عقاباً. وأضافت أنها ستعاقب أيضاً من يهمل أداء واجبه ويسيء استخدام أموال  الإنقاذ ومواده.


شوارع مهجورة

وكانت الشوارع في الصين شبه مهجورة، بينما ارتدت القلة التي غامرت بالخروج الأقنعة الطبية. وألزمت متاجر ستاربكس للقهوة في بكين الناس بقياس درجات حرارتهم، ونشرت إخطارات تفيد بأن الدولة تُلزم بارتداء الأقنعة الطبية في الداخل.
وقالت السائحة البرازيلية أماندا لي (23 عاماً)، التي اضطرت إلى قطع رحلتها: "هذه أول مرة لي هنا في آسيا. وأشعر بأنني غير محظوظة بالمرة. لم أستطع حتى أن أرى الأماكن التي أردت رؤيتها مثل السور العظيم". لكن كانت هناك حالة من الارتياح بين الذين جرى إجلاؤهم من إقليم هوبي، الذي يعيش فيه نحو 60 مليون شخص والذي توقفت فيه كل مظاهر الحياة تقريباً.

وقال تاكيو أوياما، الذي وصل إلى طوكيو على متن طائرة تقلّ 206 يابانيين خارج ووهان: "كنت أشعر بقلق بالغ عندما كنت عالقاً هناك". في الوقت نفسه، بدأت بعض الحكومات بإجلاء مواطنيها.

وكانت طوكيو قد أرسلت طائرة أخرى في رحلة طيران عارض لإجلاء رعاياها، ومن المتوقع إرسال طائرة ثالثة. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن وزارة الصحة قولها إنه تأكّدت إصابة ثلاثة يابانيين كانوا على متن الطائرة الأولى بالفيروس، اليوم الخميس، لكن لم تبدُ على اثنين منهم أي عوارض.
وأجلت الولايات المتحدة نحو 200 أميركي من ووهان عاصمة إقليم هوبي الصيني، حيث تتركز معظم حالات الإصابة، وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنّ كل الذين على متن الطائرة سيُفحَصون عدة مرات، وستُقيَّم حالاتهم لدى وصولهم إلى كاليفورنيا. ورتبت فرنسا وبريطانيا وكندا لعمليات إجلاء مماثلة.
من جهتهم، قال علماء في أستراليا إنهم طوروا نسخة مختبرية من فيروس كورونا، وهي الأولى التي تُطوَّر خارج الصين. وقالت أستراليا إنها ستساعد بعض المواطنين على المغادرة، ثم ستضعهم في الحجر الصحي على جزيرة كريسماس في المحيط الهندي، المعروفة بإيواء طالبي اللجوء. ويتجاوز عدد الإصابات في الصين عدد المصابين بمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) المسجل لديها الذي ذكرت أنه كان يبلغ 5327 حالة.
وقتل سارس، وهو سلالة أخرى من كورونا، نحو 800 شخص في عامي 2002 و2003. وأُبلغ عن نحو 60 حالة إصابة في 15 دولة أخرى، منها الولايات المتحدة وفرنسا وسنغافورة. وقالت وزارة الصحة الإماراتية، يوم الأربعاء، إنه شُخِّصَت حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد لأشخاص من عائلة جاءت من مدينة ووهان إلى الإمارات.
وتخيم تداعيات انتشار الفيروس على الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بشدة، حيث ألغى السياح زياراتهم وأوقفت شركات طيران عديدة رحلاتها، ومن أبرزها الخطوط الجوية البريطانية وشركة لوفتهانزا. وتحولت منطقة ماكاو، وهي مركز للقمار، إلى بلدة أشباح، بينما خلت مراكز التسوق في العواصم الآسيوية من الناس تقريباً.

(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة في مستشفى في رفح في قطاع غزة (جهاد الشرافي/ الأناضول)

مجتمع

في اليوم الـ150 من الحرب على قطاع غزة، توفي الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة البالغ من العمر 10 أعوام، نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد وسط نقص كبير في الإمدادات.
الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
أطفال غزة وجوع في قطاع غزة (عبد زقوت/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة يونيسف بأنّ أكثر من 80 في المائة من أطفال غزة "يعانون من فقر غذائي حاد". ويأتي ذلك وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر.