سجّلت أسعار النفط ارتفاعاً في آسيا، اليوم الثلاثاء، بعد معلومات أشارت إلى تراجع الصادرات السعودية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وعند الساعة 03.30 بتوقيت غرينتش، كسب سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود)، المرجع الأميركي للخام تسليم مارس/آذار، 30 سنتا، ليبلغ 53.70 دولارا في المبادلات الإلكترونية في آسيا، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وارتفع سعر برميل برنت، نفط بحر الشمال المرجعي الأوروبي، تسليم مارس/آذار، ستة سنتات، إلى 56.24 دولاراً.
وأفادت أرقام رسمية بأن الإنتاج السعودي من النفط الخام تراجع في ديسمبر/كانون الأول 225 ألف برميل يوميا، مؤكدة فكرة أن اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محترم.
وقال جين فو، من مجموعة "سي ام سي ماركيتس"، إنه "في الأيام الماضية، تأرجحت أسعار النفط بين خفض إنتاج أوبك وزيادة الاحتياطي الأميركي". وأضاف أن "تقلّب الأسعار يقرره أحد هذين العاملين وخفض الإنتاج السعودي دعم الأسعار".
التزام أوبك
من جهته، قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو، اليوم الثلاثاء، إن دول المنظمة تهدف إلى تعزيز الالتزام باتفاق لخفض إنتاج النفط من المستويات المرتفعة المسجلة في يناير/ كانون الثاني، في مسعى للتخلص من تخمة في الإمدادات أثرت سلبا على الأسعار.
وقال باركيندو إن بيانات الإنتاج لشهر يناير/ كانون الثاني، في أحدث تقرير شهري لأوبك، تظهر التزام دول أوبك المشاركة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها، بنسبة تفوق 90%.
ووفقاً لنسخة من خطاب ألقاه باركيندو في لندن، ونشرتها وكالة "رويترز"، قال الأمين العام "جميع الدول المشاركة تظل عاقدة العزم على تحقيق مستوى أعلى من الامتثال"، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط هذا العام.
وأضاف "كان واضحاً في الربع الأخير من 2016 أن إجمالي مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تنخفض، ومن المتوقع أن نرى مزيدا من الهبوط خلال 2017. سنواصل التركيز على مستوى انخفاض المخزون، لندفعه قرب المتوسط الخاص بالقطاع في خمس سنوات".
تمويل من روسنفت
من جهتها، انضمت روسنفت الروسية لشركات التجارة العالمية في سباق الحصول على النفط الخام من إقليم كردستان العراق شبه المستقل، إذ أصبحت أول شركة نفط كبرى تبرم اتفاق تمويل مسبق لشراء صادرات الخام من الإقليم.
ووفقا لبيان روسنفت، فإن الرئيس التنفيذي لها إيغور سيتشين، قال "نتطلع لتطوير أسواق جديدة للنفط الخام من كردستان العراق". وذكرت روسنفت أن العقد يسري من عام 2017 إلى 2019.
وقال سيتشين، وفق البيان الذي نقلته وكالة "رويترز"، إن روسنفت ستحصل على الخام من كردستان العراق لصالح نظام التكرير المتنامي بالشركة.
ولفتت روسنفت أيضا إلى أنها تتطلع للتعاون مع كردستان العراق في أنشطة المنبع والأنشطة اللوجستية.
وقال وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان آشتي هورامي، إن الاتفاق يفتح الباب أمام احتمالات جديدة للتعاون بين روسنفت والإقليم.
وبدأ إقليم كردستان العراق تصدير الخام بشكل مستقل عن الحكومة المركزية في بغداد في السنوات الثلاث الماضية، حيث دفع الإقليم بأنه لم يكن يحصل على حصته من إيرادات ميزانية العراق، وأنه يحتاج المال لتمويل حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
لكن مع هبوط أسعار النفط، اضطر الإقليم لاقتراض ما يصل إلى ثلاثة مليارات دولار من شركات تجارة، مثل فيتول وبتراكو وجلينكور وترافيجورا، إلى جانب تركيا، مقابل السداد من خلال مبيعات النفط المستقبلية.
من جهتها، ذكرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، اليوم الثلاثاء، أنها وقعت اتفاقا لبيع النفط إلى روسنفت الروسية في الوقت الذي تتطلع فيه لتشجيع الاستثمار الأجنبي وتعزيز إنتاج البلاد.
ووقعت المؤسسة مع روسنفت أيضا اتفاقا إطاريا للتعاون قالت إنه يؤسس لاستثمارات من قبل روسنفت في قطاع النفط الليبي.
وذكرت المؤسسة، في بيان وفقاً لـ"رويترز"، أن الاتفاق ينص على "إنشاء لجنة عمل مشتركة بين الطرفين، لتقييم الفرص المتاحة في مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك الاستكشاف والإنتاج". ولم تفصح المؤسسة عن تفاصيل خاصة باتفاق بيع النفط.
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، في بيان، اليوم الثلاثاء: "إننا بحاجة إلى المساعدة والاستثمار من كبريات شركات النفط العالمية، لتحقيق مستهدفاتنا للإنتاج واستقرار اقتصادنا".
وأضاف "بالعمل مع المؤسسة الوطنية للنفط، فإن بإمكان شركة روسنفت وروسيا لعب دور هام وبناء في ليبيا".
(العربي الجديد)